أسرار رمش الكلاب: دراسة تكشف دورها في التفاعل مع البشر والكلاب الأخرى

رمش الكلاب أداة تواصل غير لفظية

الكلاب ترمش أكثر عند التفاعل مع البشر والكلاب الأخرى

تشير دراسة حديثة إلى أن رمش الكلاب لا يقتصر فقط على ترطيب العينين، بل يلعب دورا مهما في تواصلها الاجتماعي، فقد وجدت كيارا كانوري، عالمة الأحياء التطورية من جامعة بارما في إيطاليا، أن الكلاب ترمش بوتيرة أعلى عند التفاعل مع كلاب أخرى أو مع البشر مقارنة بحالات عدم التفاعل الاجتماعي.

لكن هل يعد هذا السلوك إشارة مقصودة؟ للإجابة عن هذا السؤال، قادت كانوري فريقا بحثيا لإجراء تجربة فريدة تضمنت عرض مقاطع فيديو على مجموعة من الكلاب لمعرفة كيفية استجابتها لرمش نظرائها.

تجربة علمية لكشف أسرار رمش الكلاب

شملت الدراسة 54 كلبا جلسوا مع أصحابهم لمشاهدة ثلاثة أنواع من مقاطع الفيديو، تضمنت مشاهد لكلاب تقوم بالرمش، ولعق الأنف، وإظهار الانتباه دون أي تعبيرات واضحة، بين كل مقطع والآخر، تم منح الكلاب استراحة لمدة 5 دقائق لقياس تأثير المشاهد على استجاباتهم العاطفية.

أُديت هذه الإشارات الوجهية من قبل ثلاثة كلاب ممثلين، وهي:

كلب تيرير مختلط (6 سنوات)

كلب كوكر سبانييل مختلط (5 سنوات)

كلب بوردر كولي مختلط (سنة واحدة)

وقد استُبعدت أي تأثيرات ناجمة عن هوية الكلاب في المقاطع أو تعابيرها الفردية من خلال دراسة تجريبية مسبقة.

هل يعكس لعق الأنف مشاعر معينة لدى الكلاب؟

أشارت دراسات سابقة إلى أن لعق الأنف قد يكون علامة على التوقع الإيجابي أو الإحباط، وهو شعور شبيه بما قد يشعر به الإنسان أثناء انتظار وجبته في مطعم، لذلك كان من المهم مقارنة استجابات الكلاب عند رؤية مقاطع الرمش مقابل مقاطع لعق الأنف ومقاطع الكلاب المنتبهة دون تعبيرات واضحة.

قياس ردود فعل الكلاب: هل تتأثر مشاعرها برمش أقرانها؟

لتحليل ردود الفعل، راقب الباحثون معدل ضربات قلب الكلاب أثناء عرض مقاطع الفيديو، وذلك لمعرفة ما إذا كان الرمش يثير استجابات عاطفية محددة.

أظهرت النتائج أن معدلات ضربات القلب بقيت مستقرة طوال العرض، مما يشير إلى أن المشاهد لم تسبب توترا إضافيا للكلاب، ومع ذلك لاحظ الباحثون أن الكلاب رمشت بشكل متكرر أكثر عند مشاهدة مقاطع الرمش مقارنة بمقاطع لعق الأنف، مما يدل على احتمال وجود ظاهرة محاكاة بين الكلاب.

هل يشبه رمش الكلاب ظاهرة التثاؤب لدى البشر؟

تُشبه هذه الاستجابة ما يحدث عند رؤية شخص يتثاءب، مما يحفز الآخرين على التثاؤب أيضا دون وعي، ويبدو أن الكلاب تتفاعل بطريقة مماثلة مع رمش بعضها البعض.

والجدير بالذكر أن البشر أيضا يستخدمون الرمش كوسيلة تواصل غير لفظية، حيث يميلون إلى مزامنة رمشاتهم مع شركائهم الاجتماعيين، خصوصًا خلال فترات التوقف بين الحديث.

هل يساعد الرمش في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الكلاب؟

تدعم هذه الدراسة الفرضية القائلة بأن رمش الكلاب قد يكون له دور اجتماعي مهم، تماما كما هو الحال في تواصل القطط، وقد أوضح الباحثون:

"يُنظر إلى رمش الكلاب على أنه سلوك تهدئة يُستخدم للتعبير عن النوايا غير العدوانية تجاه الكلاب الأخرى."

وأضافوا أن الرمش المتبادل بين الكلاب قد يساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية، وتقليل الإحباط، والتعبير عن نوايا غير عدوانية، كما تم توثيقه في تفاعل الكلاب مع البشر.

هل يمكن للبشر فهم لغة رمش الكلاب؟

رغم هذه الاكتشافات، لا يزال الغموض يحيط بالمعنى الدقيق لرمش الكلاب، فقد كشفت دراسات سابقة أن الرمش قد يكون مرتبطا بالإحباط، تماما كما قد يعكس التثاؤب عند البشر مشاعر مختلفة تتراوح بين التعاطف والملل.

لذلك، بينما تشير هذه الدراسة إلى أن رمش الكلاب يحمل دلالات اجتماعية، فإننا لا نزال بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم معناه الحقيقي بشكل أعمق.