كشفت الجريمة الشنيعة التي تمثلت بمقتل رئيس بلدية صحنايا حسام ورور ونجله الشاب حيدر ورور، حجم الخسارة الكبير بعد تواصل التفاعل مع حادثة أدمت القلوب بشهادات عن الشاب حيدر الذي لفت أنظار كل من عرفه بأخلاقه العالية وأدبه الفريد وشغفه المستمر بالتطور والتعلم.
وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوع على الجريمة إلا أن أثرها ما يزال محفورا في قلب كل من يحمل روحا إنسانية تعتصر ألما لكل بريء يُقتل، لكن الأثر الأكبر كان في قلوب من عرفوا الضحايا عن قرب، وخاصة ممن عرف الشاب حيدر ورور، لتتجلى بشهاداتهم حقيقة الخسارة وحجم الجريمة.
الأوضاع في صحنايا
فقد شهدت مناطق صحنايا وأشرفية صحنايا وجرمانا في ريف دمشق خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي اشتباكات دامية، بين مسلحين من الأهالي ضد فصائل مسلحة متطرفة حاولت اقتحام هذه المناطق التي تقطنها غالبية تتبع الطائفة الدرزية، نتيجة تحريض مذهبي كبير طال هذه الطائفة، حتى جاء اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء 30 نيسان والذي قضى بدخول عناصر الأمن العام السوري التابع لحكومة الرئيس أحمد الشرع إلى هذه المناطق لحماية الأهالي وإعادة الأمن والأمان إليها.
وقد لاقى الاتفاق في بداية الأمر ارتياحا من الأهالي، وخرج رئيس بلدية صحنايا المحامي حسام ورور برفقة عدد من رجال الدين والأهالي مرحبا بالأمن العام وفق ما أظهره مقطع فيديو، إلا أن حجم الانتهاكات قلب الطمأنة إلى قلق وخوف وذعر، بعد توارد الأنباء عن عمليات اعتقال ونهب للممتلكات، وتصفية لبعض المدنيين داخل بيوتهم، رغم أن هذه المنطقة باتت تحت سيطرة الأمن العام منذ ظهر الأربعاء.
تصفية رئيس بلدية صحنايا حسام ورور وابنه الوحيد
ويوم الخميس الأول من هذا الشهر طغى خبر مقتل رئيس بلدية صحنايا حسام ورور وابنه الوحيد الشاب حيدر ورور، على المشهد، ليكشف الحقيقة الصادمة لما يجري في صحنايا، حيث قتل الأب مع ابنه رميا بالرصاص على يد مجهولين، في حين أكد البعض بأن التصفية تمت بعد اقتحام مجهولين لمنزله، فيما قال البعض بأنها تمت بإعدام ميداني في الساحة العامة، واتهم البعض عناصر تابعة للرئيس أحمد الشرع بتنفيذها، رغم ترحيب رئيس البلدية حسام ورور بقدوم عناصر الأمن العام.
وما أثار الريبة بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن ارتكاب الجريمة أنها وقعت ومعها العديد من الانتهاكات والتصفيات الأخرى، والمنطقة بالكامل تحت سيطرة الأمن العام السوري، لتعيد إلى الأذهان مجازر الساحل السوري قبل نحو شهرين، وليثير التساؤلات حول مسؤولية السلطة القائمة عن هذه الممارسات الشنيعة المتنقلة عبر المناطق السورية.
موقف الإعلامية نضال الأحمدية من تصفية الشاب حيدر ورور
وقد لاقى خبر تصفية رئيس بلدية صحنايا وابنه الوحيد وبهذه الطريقة الإجرامية، ردود فعل كشفت جانبا من شخصية الشاب الشهيد حيدر ورور، عبر عنها من عرفه عن قرب.
فخرجت الإعلامية نضال الأحمدية لتبين علاقتها بالشهداء حسام ورور وابنه حيدر كأحباء على المستوى الإنساني، وأن الشاب حيدر كان شخصا عزيزا جدا، معبرة عن صدمتها وذهولها الشديدين بعد علمها بإعدامهما علنا في الساحة العامة بطريقة تشبه الجرائم الوحشية التي ارتكبها جمال باشا السفاح في التاريخ.
واستغربت عدم وجود أي تصوير أو دليل واضح على من قام بهذه الجريمة، رغم أن كل شيء يتم تصويره، فلم يتم نشر أي فيديو أو صورة لإعدامهم، لتستنتج أن هذا الصمت المطبق يعني أن العملية كانت مدبرة بدقة متناهية، وهي ليست عملية إعدام نفذتها فصائل منفصلة عن حكم أحمد الشرع، أو مجموعات خارجة عن القانون كما يحاول البعض تصوير الأمر.
وتساءلت باستغراب عن كيفية عدم ظهور أي دليل مرئي على الحادثة، رغم أن الإعدام تم أمام الملأ، في الساحة العامة.
ومن جهته برزت شهادة الأستاذ ماهر شبانه الاختصاصي في الإرشاد الإجتماعي، في منشور على حسابه في فيسبوك، عن الشهيد حيدر ورور، فوصفه بالشاب الخلوق، وبأنه من الأشخاص الذين كانوا شغوفين بتعلم تحليل الشخصية، وتدرب على عدة دورات بهذا المجال، كما أكد بأنه كان يفخر به يوما بعد يوما، لأنه كان ذكيا ولماحا.
وختم شبانة بحادثة غريبة عبر كشفه عن آخر تواصل مع الشاب حيدر، الذي راسله ليستشيره بأمر عن المنطق، ليسأل شبانة: "فأي منطق هذا الذي اغتال شبابك؟ وبأي منطق تمشي هذه البلاد! الله يرحمك انت ووالدك والقصاص من المجرمين".
كما نعت مؤسسة المشهد الأول، ما وصفته بالطالب الخلوق حيدر حسام ورور الذي تم إعدامه مع والده في بلدة صحنايا.