كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تصاعد ملحوظ للانتهاكات الإنسانية التي تجري في سوريا، بعد توثيقه لما تقوم به أجهزة الأمن التابعة للإدارة الجديدة من عمليات ترهيب بذريعة ملاحقة فلول النظام، إضافة إلى جرائم التصفية والانتقام المتزايدة دون اتخاذ أي إجراء رادع لها.
فقد وثق المرصد عشرات الانتهاكات والجرائم التي يحمل معظمها طابعا انتقاميا طائفيا، في مختلف المناطق السورية خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تشير إلى حالة الفوضى المستمرة التي يدفع ثمنها المدنيين الأبرياء.
تصاعد عمليات التصفية في سوريا
وكان آخر ما وثقه المرصد مقتل مواطن وابنه بعد اختفاءهم على طريق التل بريف دمشق، تبين لاحقا أنهم من إحدى القرى التابعة لمنطقة القرداحة في اللاذقية، مبينا بأن مجموعة مسلحة اعترضت السيارة التي تقل المواطن وابنه على أحد الطرق الفرعية، وبعد ساعات من اختفائهما تم العثور على جثتيهما وقد أعدمت ميدانيا.
وكشف المرصد أن السلوكيات الانتقامية والتصفية منذ شهر شباط ، راح ضحيتها 308 أشخاص، هم: 306 رجال، وسيدة، وطفل، كان لمحافظتي حماة وحمص النصيب الأكبر من الضحايا.
وأكد المرصد بأن الساحل السوري شهد في الأيام الأخيرة من شهر شباط، تصعيدا ملحوظا في عمليات القتل والتصفية والاعتقال، وطالت مدنيين وعسكريين.
العملية العسكرية في قرية عين شمس
ولفت إلى العملية العسكرية التي نفذها عناصر تابعة لإدارة العمليات العسكرية قبل أيام، في قرية عين شمس بريف مصياف التابعة لمحافظة حماة، تحت ذريعة ملاحقة "فلول النظام البائد"، والتي بلغ عدد الضحايا فيها 5 مواطنين، وأسفرت عن اعتقال وفقدان نحو 60 شخصا، مشيرا إلى أن أحد المعتقلين قتل أثناء الاعتقال.
وأوضح بأن هذه القرية تعد من المناطق المسالمة وخضعت سابقا لعمليات تسوية، كاشفا عن تفاصيل العملية وما شهدته من إطلاق نار مكثف، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان، وتعرض بعض المعتقلين للضرب المبرح والإهانات.
وذكر بأن سلطات الأمن الداخلي التابعة لغرفة العمليات العسكرية أفرجت لاحقا عن 40 معتقلا، بينهم كبار في السن وأطفال دون الثامنة عشرة من فقراء قرية عين شمس، فيما لا يزال آخرون قيد الاعتقال
استمرار الانتهاكات ضد المقدسات الدينية في سوريا
وفي سياق الانتهاكات المستمرة ضد المقدسات الدينية للطوائف السورية، تعرضت مقامات إخوان الصفا وخلان الوفا، في جبل المشهد العالي في مصياف التابعة للطائفة الإسماعيلية، لحادثة اعتداء، بعد دخوله من قبل القوى الأمنية، حيث اتهم الأهالي أفرادا من القوى الأمنية بإطلاق الرصاص على المقامات وصندوق التبرعات وتخريبه من الداخل.
وقد احتج مواطنون في مصياف نتيجة الاعتداء على أحد أهم المقامات التي تخص الطائفة الإسماعيلية، فيما أطلق عناصر القوى الأمنية الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين.
مناشدات لإطلاق المعتقلين في سجون الإدارة السورية الجديدة
وإضافة إلى كل هذا ما يزال نحو 8 آلاف عنصر وضابط، قيد الاعتقال منذ نحو 3 أشهر، في سجون الإدارة السورية الجديدة، بينهم نحو 2000 أعيدوا من العراق بعد فرارهم إليها، بينما تم اعتقال البقية عبر مداهمات أو على الحواجز العسكرية.
وبحسب مصادر المرصد فإن غالبية المعتقلين العسكريين سلموا أسلحتهم دون قتال في مناطق خدمتهم بريف حمص، والبادية السورية، ودير الزور، وهي المناطق التي تنتشر فيها خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن يتم اعتقالهم لاحقا من قبل إدارة العمليات العسكرية.
وأشار المرصد إلى أن أهالي المعتقلين ناشدوا من خلاله الرئيس أحمد الشرع، للإفراج عن أبنائهم العسكريين الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء، معربين عن قلقهم المتزايد حيال مصيرهم، خاصة مع انتشار مقاطع مصورة توثق تعرض البعض للتعذيب، ومنع الأهالي من أي تواصل مع المعتقلين، في ظل غياب ردود رسمية على مناشداتهم المتكررة بالإفراج عنهم.