علاجات جديدة واعدة لمرض التهاب القولون التقرحي تحقق نتائج مبهرة

أحدث العلاجات لمرض التهاب القولون التقرحي

 حول التهاب القولون التقرحي وأهمية العلاجات الحديثة

 يعاني بين 600,000 و 900,000 أمريكي وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية من  مرض التهاب القولون التقرحي وهو مرض التهابي مزمن يؤثر على الأمعاء الغليظة، وعلى الرغم من وجود علاجات لهذا المرض، إلا أن استجابة المرضى للعلاج ليست مضمونة دائما إلا أن نتائج دراستين عالميتين، إحداهما نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية والأخرى في مجلة لانسيت، تقدم الأمل لهؤلاء المرضى في شكل علاجين جديدين.

الدراسات الجديدة تقدم آفاقا واعدة لعلاج التهاب القولون التقرحي

قال ديفيد تي. روبين، أستاذ الطب في جامعة شيكاغو، في تعليق على نتائج الدراسات: "لقد كانت مجالنا لفترة طويلة يعاني من 'سقف علاجي' حيث استجاب عدد قليل من المرضى فقط للعلاجات المتاحة، وحققوا الشفاء، واستمروا في التحكم بالمرض"، وأضاف: "تصف هذه الدراسات النتائج الناجحة لعلاجين جديدين كانا فعالين في علاج التهاب القولون التقرحي المعتدل إلى الشديد".

الدراسة الأولى: دواء توليسوكبارت وعلاقته بتشخيص الاستجابة للعلاج

الدراسة التي نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية استكشفت استخدام دواء يسمى "توليسوكبارت" كعلاج للمرض وأيضا كتشخيص مرافق لتحديد استجابة المرضى للعلاج، يعمل الدواء عن طريق استهداف بروتين TL1A، الناتج عن جين يُعبَّر عنه في العديد من خلايا الالتهاب.

أُجريت دراسة مزدوجة التعمية على مجموعتين من المرضى، تتكون المجموعة الأولى من 135 مريضا بالغا يعانون من التهاب القولون التقرحي المعتدل إلى الشديد ولم يستجيبوا للعلاجات المتاحة، تم إعطاء المشاركين إما توليسوكبارت أو دواء وهمي (بلاسيبو) وتم متابعة الحالة لمدة 12 أسبوعًا. وجدت الدراسة أن نسبة كبيرة من المرضى الذين تلقوا العلاج (26%) شهدوا تحسنا سريريا مقارنة بنسبة 1% فقط من الذين تلقوا العلاج الوهمي.

دراسة جوسيلكوماب: دواء جديد يستهدف السيتوكين IL-23

في الدراسة الثانية التي نُشرت في مجلة لانسيت، تم دراسة فعالية دواء "جوسيلكوماب"، وهو جسم مضاد وحيد النسيلة يستهدف السيتوكين IL-23 الذي يحفز العديد من الأمراض المناعية، بما في ذلك التهاب القولون التقرحي، تم استخدام هذا الدواء، الذي يحمل الاسم التجاري "تريمفيا"، لسنوات عديدة في علاج مرض الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي.

أُجريت دراسة مزدوجة التعمية على 701 مريض لمدة 44 أسبوعا، تم خلالها تقسيم المرضى إلى مجموعات تناولت إما الجوسيلكوماب أو دواء وهمي، أظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا الدواء قد أحرزوا تحسنًا سريريًا أكبر (23%) مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي (8%) في الأسبوع 12، وكانوا أكثر احتمالا للحفاظ على التحسن في الأسبوع 44 (50% مقابل 19%).

بناءً على نتائج هذه الدراسة، قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالموافقة على استخدام دواء تريمفيا لعلاج التهاب القولون التقرحي المعتدل إلى الشديد، وفي سبتمبر 2024، أصبحت مستشفى جامعة شيكاغو أول مستشفى في العالم يقوم بإعطاء هذا الدواء لمريض يعاني من هذا المرض.

التطورات المستقبلية في تشخيص وعلاج الأمراض المعوية الالتهابية

في دراسة منفصلة نُشرت في مجلة نيتشر ميديسين، تعاون روبين مع الدكتور يوجين ب. تشانغ، أستاذ الطب في جامعة شيكاغو، ومع باحثين من الجامعة الصينية في هونغ كونغ لتحديد الأنواع البكتيرية في الأمعاء التي تكون موجودة دائما في الأشخاص الذين يعانون من مرض الأمعاء الالتهابي، هذه الاكتشافات قد تترجم في المستقبل إلى اختبار غير جراحي يعتمد على الميكروبيوم يمكنه تشخيص المرض بسرعة باستخدام عينات البراز من المرضى.

 الأمل لعلاج أمراض الأمعاء الالتهابية

هذه التقدمات، بالإضافة إلى النتائج الواعدة من التجارب السريرية، تمنح الأمل للمرضى الذين يعانون من الأمراض المعوية الالتهابية، كما قال روبين: "من الرائع أن تتوفر لدينا خيارات فعالة جديدة لمرضانا".