كشفت دراسة أجريت على لاعبي كرة الطاولة في الصين ونشرت في دورية Neuroscience، أن الحرمان من النوم لمدة 36 ساعة أدى إلى إطالة زمن رد الفعل، وانخفاض الانتباه والقدرة على المعالجة الإدراكية، بالإضافة إلى تراجع التواصل الوظيفي بين الفص الجبهي والقذالي في الدماغ.
تأثيرات الحرمان من النوم
فعندما يظل الشخص مستيقظا لمدة 24 ساعة أو أكثر، يدخل في حالة تعرف بالحرمان الحاد من النوم، والذي يضعف الوظائف المعرفية مثل الانتباه والذاكرة واتخاذ القرارات، مما يزيد من خطر الحوادث والأخطاء، كما يؤدي الحرمان المزمن من النوم (عندما لا يحصل الفرد على قسط كاف من النوم بشكل متكرر) إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والسكري والسمنة وضعف المناعة.
وللحرمان من النوم تأثيرات كبيره علينا، فعاطفيا يؤدي إلى التهيج وتقلبات المزاج وزيادة الحساسية والتوتر، أما جسديا فيؤدي إلى خلل بتنظيم الهرمونات بما في ذلك هرمونات التحكم في الشهية والتوتر، ويكون تأثيره إدراكيا على شكل معانات الأشخاص من "غفوات نوم قصيرة" (نوبات لا إرادية من النوم) دون أن يدركوا ذلك.
تراجع الانتباه وتباطؤ رد الفعل.. نتائج صادمة لحرمان الرياضيين من النوم
أجرى الباحث زيي بنغ وفريقه دراسة لفحص التغيرات في القدرات الإدراكية المكانية ونشاط الدماغ لدى لاعبي كرة الطاولة بعد 36 ساعة من الحرمان الكلي من النوم، وافترضوا أن هذا الحرمان سيضعف الأداء المعرفي ويقلل من التواصل الوظيفي في الدماغ.
حيث شارك في الدراسة 20 لاعب كرة طاولة (ذكور متوسط أعمارهم 20 عاما)، جميعهم يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من اضطرابات نفسية أو عصبية، وقد تم تعليم المشاركين أولا أداء مهمة إدراكية مكانية، وكان عليهم تحقيق دقة لا تقل عن 80% قبل المتابعة. وسجل الباحثون نشاط أدمغتهم باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG).
وبعد ذلك ظل المشاركون مستيقظين لمدة 36 ساعة متواصلة تحت إشراف طبي، مع منع المنبهات وبعد انتهاء الفترة كرروا المهمة الإدراكية وخضعوا لجلسة EEG أخرى، فكانت النتائج على شكل زيادة في زمن رد الفعل، وتراجع الانتباه والقدرة على المعالجة الإدراكية، وانخفاض التواصل الوظيفي بين الفص الجبهي والقذالي (المناطق المسؤولة عن المعالجة البصرية المكانية والتحكم التنفيذي).
وخلص الباحثون إلى أن: الحرمان من النوم لمدة 36 ساعة أضعف القدرة الإدراكية المكانية للاعبي كرة الطاولة، مما قلل من توزيع الموارد الانتباهية وقدرات المعالجة الإدراكية، كما أضعف التواصل بين الفص الجبهي والقذالي في الدماغ.