في 14 مايو 2025 وخلال الزيارة الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الدوحة، تحقق إنجاز بارز في التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وقطر، كما أعلنت الحكومة الأمريكية في بيان رسمي صدر في اليوم نفسه، وبحسب البيان وما أكدته عدة وسائل إعلامية متخصصة في الشؤون الدفاعية بما فيها وكالة "أسوشيتد برس"، فقد أبرمت الولايات المتحدة وقطر صفقة بقيمة 1.96 مليار دولار لشراء 8 طائرات بدون طيار من طراز MQ9B "سكاي جارديان" للقوات المسلحة القطرية.
هذه الصفقة التاريخية التي وقعها مسؤولون من الجانبين لا تعزز فقط العلاقات الثنائية، بل تعد أيضا أول عملية لحصول لقطر على الطائرة الأمريكية MQ9B، وهي من أكثر الطائرات بدون طيار تطورا وتعددا في المهام والمصممة لبيئات القتال الحديثة.
قطر تتزود بأحدث الطائرات المسيرة الأمريكية
تم تطوير الطائرة MQ9B "سكاي جارديان" من قبل شركة "جنرال أتوميكس أيرونوتيكال سيستمز"، وهي نسخة مطورة من الطائرة MQ9 "ريبر" لكنها محدثة لتتوافق مع معايير منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو للسلامة الجوية، مما يسمح بتشغيلها في المجال الجوي المدني.
وتتميز الطائرة بقدرات تقنية مذهلة منها التحليق لأكثر من 40 ساعة متواصلة، والطيران على ارتفاعات تصل إلى 40 ألف قدم والتشغيل في جميع الظروف الجوية ليلا ونهارا، كما أن تصميمها القابل للتعديل يتيح حمل مجموعة واسعة من المستشعرات والأسلحة، مما يجعلها مثالية لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ISR فضلا عن عمليات الضربات الدقيقة.
وتشمل الصفقة التي حصلت عليها قطر ليس فقط الطائرات ولكن أيضا مجموعة كبيرة من الأسلحة وأنظمة الدعم، منها: ١١٠ صاروخا جو أرض من طراز AGM114R2 "هيلفاير 2", و 200 مجموعة توجيه JDAM لتحويل القنابل التقليدية إلى ذخائر موجهة، و 300 قنبلة من طراز BLU111 بوزن 500 رطل، و 100 قنبلة موجهة بالليزر من طراز GBU12 "بيفواي 2".
كما تشمل الصفقة رادارات مراقبة بحرية متطورة من طراز "سيسبراي 7500E"، وأنظمة قياس إلكترونية "SAGE"، ومحطات تحكم أرضية بالإضافة إلى تدريب كامل ودعم لوجستي.
إن هذا الترسانة ستعزز بشكل كبير قدرات قطر في المراقبة والاستطلاع، وخاصة في المجال البحري ومكافحة الإرهاب.
أهمية الصفقة لقطر والمنطقة
إن هذا الاتفاق يعد علامة فارقة في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وقطر، التي أصبحت أول دولة في الشرق الأوسط تشغل طائرات MQ9B، في إطار مساعيها لتعزيز وتحديث قدراتها العسكرية، وتتناسب هذه الطائرات مع منظومة التسليح المتنوعة التي تمتلكها قطر والتي تشمل طائرات F15E "سترايك إيجل" الأمريكية، و"يوروفايتر تايفون" و"رافال" الأوروبية، إضافة إلى الطائرات المسيرة التركية "بيرقدار تي بي 2".
تمثل طائرات MQ9B قفزة نوعية في القدرات العسكرية القطرية لعدة أسباب:
1. القدرات الاستخباراتية: فهي تتيح لقطر مراقبة مساحات شاسعة من المناطق البحرية والصحراوية لمواجهة التهديدات مثل التهريب والإرهاب.
2. ضربات دقيقة: تمكن الطائرات قطر من تنفيذ عمليات موجهة مع تقليل الضرر الجانبي.
3. تعزيز الأمن البحري: مع وجود رادارات مراقبة بحرية، تصبح قطر أكثر قدرة على تأمين مياهها الإقليمية، وهو أمر حيوي لدولة تعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية.
كما تعد هذه الصفقة جزءا من استراتيجية أمريكية أوسع لتعزيز التحالفات الأمنية في الخليج، وضمان الاستقرار الإقليمي ودعم الصناعة الدفاعية الأمريكية.
استثمارات دفاعية إضافية
كما شملت زيارة الرئيس ترامب أيضا الإعلان عن استثمارات دفاعية أخرى بقيمة إجمالية تتجاوز 38 مليار دولار منها: عقد بقيمة مليار دولار مع "رايثيون" لأنظمة مكافحة الطائرات المسيرة، والتزامات بمنصة "ثاد" للدفاع الصاروخي، وطائرات التزود بالوقود جواً KC46 "بيغاسوس".
وفي الختام تمثل صفقة MQ9B انتصارا استراتيجيا للبلدين ففي حين تعزز قطر استقلاليتها الدفاعية وجاهزيتها التشغيلية، تؤكد الولايات المتحدة شراكتها الاستراتيجية مع دولة حليفة رئيسية في منطقة حيوية، ومع بدء تشغيل هذه الطائرات يدخل الأمن الإقليمي مرحلة جديدة من القدرات المتطورة في المراقبة الجوية والدفاع.