كشف نائب الأدميرال يان كريستيان كاك، قائد البحرية الألمانية، خلال فعالية "Navy Talks" في برلين، أن ألمانيا تدرس إمكانية تزويد منصاتها البحرية بصواريخ توماهوك الأمريكية، في إطار مساعيها لامتلاك قدرات ضربات برية عميقة من البحر، يأتي ذلك في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية والحرب المستمرة في أوكرانيا، مما يفرض تحولا استراتيجيا في عقيدة القوات البحرية الألمانية نحو الردع وإسقاط الأهداف داخل أراضي العدو.
ما هو صاروخ توماهوك
توماهوك هو صاروخ كروز بعيد المدى مصمم لتوجيه ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية، ويتميز بـمدى يصل إلى 1,667 كم (900 ميل بحري)، وبنظام توجيه متطور يعتمد على GPS ورسم الخرائط الطبوغرافية، مع إمكانية إعادة التوجيه أثناء الطيران عبر وصلة بيانات ثنائية الاتجاه وإمكانية إطلاقه من الغواصات والمدمرات، بعد تركيب نظام الإطلاق الرأسي Mk 41 VLS
إن ألمانيا تمتلك حاليا صواريخ RBS 15 Mk3 المضادة للسفن، لكن مداها لا يتجاوز 300 كم مما يحد من فعاليتها في الضربات البرية، بينما يمنحها توماهوك قدرة ضاربة استراتيجية، خاصة في مواجهة المناطق المحصنة مثل كالينينغراد الروسية وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المعادية وتضمن تعزيز الردع ضمن حلف الناتو خصوصا في بحر البلطيق.
تكلفة التحديث والأنتقال إلى الضربات الاستراتيجية
لم تعلن ألمانيا بعد عن صفقة رسمية لكنها قد تسير على خطى هولندا، التي وافقت الولايات المتحدة على بيعها 175 صاروخا، أما التكلفة المتوقعة فتصل إلى 1.5 إلى 2 مليون دولار للصاروخ الواحد بالإضافة إلى مئات الملايين لتحديث السفن الحالية مثل الفرقاطات من فئتي F123 وF124.
فإذا نجحت الخطة ستنضم ألمانيا إلى نادي الدول القادرة على تنفيذ ضربات برية استراتيجية من البحر، مما يعزز مكانتها كقوة بحرية رئيسية في أوروبا.