شهدت العملات المشفرة انخفاضا مفاجئا يوم الجمعة بعدما اقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، مما أثار موجة من الذعر في الأسواق المالية التقليدية والرقمية على حد سواء.
حيث انخفض بيتكوين BTC بنسبة 4%، بينما تراجعت إيثريوم ETH بأكثر من 3%، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تصعيد التوترات التجارية وردود فعل انتقامية من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
تهديدات ترامب تزيد من تقلبات السوق
أعلن ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي "لا تسير في أي اتجاه"، وهو التصريح الذي أدى على الفور إلى هبوط حاد في قيمة العملات الرقمية والأسهم الأمريكية، حيث انخفضت أسعار أسهم أبل بسبب مخاوف من ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وبحسب بيانات "كوينغلاس"، تم تصفية أكثر من 300 مليون دولار من المراكز المالية المستخدم فيها الرافعة المالية خلال ساعات، مما يظهر مدى حساسية العملات الرقمية للقرارات السياسية العالمية، على الرغم من اعتبارها أصولا غير مرتبطة بالأسواق التقليدية.
مهلة 90 يوما تنتهي قريبا
تأتي هذه التصريحات في وقت يقترب فيه انتهاء مهلة الـ 90 يوما التي أعلنها ترامب لتعليق الرسوم الجمركية، والمقرر انتهاؤها في يوليو المقبل، وقد اقترح ترامب أيضا فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هواتف آيفون المصنعة خارج الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من تأثيرات أوسع على الاقتصاد العالمي.
وحتى الآن لم يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات انتقامية، لكن الساعة تدق والمستثمرون في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كانت المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق أو إلى موجة جديدة من التصعيد.
تأثيرات السوق وردود الأفعال
وبدأت التأثيرات تظهر على السوق فبيتكوين تواجه مقاومة عند مستوى 110,000 دولار، ويحتاج السوق إلى الحفاظ على سعر فوق 109,000 دولار للحفاظ على الاتجاه الصعودي.
أما إيثريوم فتكافح للصمود فوق 2,500 دولار بينما تواجه صعوبة في اختراق مقاومة 2,700 دولار.
بينما عملة TRUMP الميمية شهدت تقلبات حادة بعد حفل استضافه ترامب لكبار حاملي هذه العملة، حيث ارتفعت إلى 16 دولارا قبل أن تهوي إلى 13.81 دولارا وسط اتهامات بالفساد.
مخاوف من تدخل سياسي في العملات الرقمية
أثارت مشاركة ترامب المباشرة في سوق العملات الرقمية جدلا واسعا، خاصة بعد دعوة كبار المستثمرين مثل مؤسس "ترون" جاستن صن لحفل خاص وقد طالب بعض المشرعين الأمريكيين بفتح تحقيقات حول تضارب المصالح المحتمل بين أنشطة ترامب السياسية واستثماراته في العملات المشفرة.
ومع اقتراب موعد انتهاء المهلة في يوليو، يبقى سوق العملات الرقمية في حالة ترقب حيث يمكن لأي تطور جديد في المفاوضات أن يؤدي إلى موجة جديدة من التقلبات أو يعيد الثقة للمستثمرين.
في غضون ذلك يحذر الاقتصاديون من أن سياسات ترامب التجارية قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي، بينما يرى مؤيدوه أنها خطوة ضرورية لتعزيز الصناعة الأمريكية.