التطبيع بين سوريا وإسرائيل يضع لبنان أمام تحديات خطيرة

تطبيع بلا شريك: هل يعزل لبنان بعد الخطوة السورية؟ تطبيع بلا شريك: هل يعزل لبنان بعد الخطوة السورية؟

سلط الصحفي داني القاسم الضوء على التحديات التي تواجه لبنان في حال عقد اتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل، مشيرا إلى احتمالات تعرض لبنان للضغط والعزلة.

فقد أوضح القاسم بأن الحديث المتزايد عن إمكان عقد اتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل، يبرز تساؤلات جدية حول الانعكاسات المتوقعة على الساحة اللبنانية، التي تقف منذ عقود في قلب معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.

وعلل ذلك بأن أي تبدل في موقع دمشق الإقليمي لن يكون حدثا عابرا، بل سيفتح الباب على تغيرات واسعة في موازين القوى في الشرق الأوسط، ما يضع لبنان أمام استحقاقات سياسية مصيرية.

وأضاف: "فسوريا التي لطالما شكلت جزءا أساسيا من محور المقاومة، كانت تمثل إلى جانب طهران داعما رئيسيا لموقف لبنان المعارض للتطبيع، وفي حال خرجت من هذا المحور نحو اتفاق سلام مع إسرائيل، فإن لبنان سيبدو، من الناحية الإقليمية، كدولة معزولة أو متأخرة عن اللحاق بركب التسويات الجارية."

ورأى الصحفي داني القاسم بأن بيروت وعلى الرغم من ذلك، لا يبدو أنها جاهزة للسير على الطريق نفسه، لأن الواقع اللبناني المعقد، والاصطفافات السياسية الحادة، ووجود حزب الله كلاعب محوري مسلح، يجعل من فكرة التطبيع مع إسرائيل خيارا شديد الحساسية بل مستحيلا في المدى القريب.

ولفت أيضا إلى أن غياب توافق داخلي على سياسة واضحة تجاه إسرائيل، والانقسام حول دور الحزب وسلاحه، يزيدان من صعوبة اتخاذ موقف موحد، حتى لو تغيرت الظروف الإقليمية.

واعتبر بأن أي تغيير في مواقف دول الجوار سيزيد الضغط على الدولة اللبنانية، سواء من قبل الغرب أو من خلال الأطراف العربية التي تتجه تدريجيا نحو تسويات مع تل أبيب.

وبين بأن هذا الضغط قد يأخذ أشكالا اقتصادية، دبلوماسية، وربما أمنية، في محاولة لدفع لبنان إلى مراجعة موقفه.

وختم الصحفي بالقول: "لكن إلى حين حصول تحول جذري في موازين القوى الداخلية، أو تبدل في طبيعة الدور الإقليمي لحزب الله، يبقى لبنان خارج دائرة التطبيع، ولو إلى حين."