عندما تسهر لوقت متأخر بسبب التصفح على هاتفك أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو مشاهدة حلقة إضافية من مسلسلك المفضل، ستستيقظ في الصباح التالي تشعر بالتعب والانفعال، حينها قد تبدو لك المعجنات السكرية أو شطيرة الإفطار الدسمة أكثر جاذبية من وجبتك المعتادة من الزبادي والتوت.
وبحلول فترة الظهيرة ستجد نفسك منجذبا نحو رقائق البطاطس أو الحلوى في غرفة الاستراحة، إن هذا ليس مجرد ضعف في الإرادة، بل إن عقلك الذي يعاني من قلة الراحة، يدفعك نحو الحلول السريعة الغنية بالسعرات الحرارية.
الحرمان من النوم يزيد الرغبة في تناول الطعام غير الصحي
إن الأبحاث تظهر أن قلة النوم تعطل إشارات الجوع، وتضعف السيطرة على النفس وتضعف استقلاب الجلوكوز وتزيد من خطر زيادة الوزن، ويمكن أن تحدث هذه التغييرات بسرعة، حتى بعد ليلة واحدة من النوم السيء، وقد تصبح أكثر ضررا بمرور الوقت إذا لم يتم معالجتها.
إن الجسم ينظم الجوع من خلال حلقة هرمونية تشمل هرمونين رئيسيين:
- الجريلين والذي ينتج في المعدة ويشير إلى أنك جائع.
- الليبتين الذي ينتج في الخلايا الدهنية ويخبر عقلك أنك شبعت.
وحتى ليلة واحدة من النوم غير الكافي تزيد من إفراز الجريلين وتقلل من الليبتين، مما يؤدي إلى زيادة الجوع وتقليل الشعور بالشبع بعد الأكل.
النوم الجيد يعد التوازن للدماغالنوم الجيد يعد التوازن للدماغ
إن نقص النوم يؤثر على كيفية تقييم عقلك للطعام، فالدراسات تظهر أنه بعد ليلة واحدة فقط من الحرمان من النوم ينخفض نشاط القشرة الأمامية الجبهية (المسؤولة عن صنع القرار والتحكم في الدوافع)، وتزداد استجابة المناطق المرتبطة بالمكافأة (مثل اللوزة الدماغية والنواة المتكئة) لإشارات الطعام المغري، فببساطة يصبح عقلك أكثر انجذابا نحو الوجبات غير الصحية وأقل قدرة على مقاومتها.
ومن أجل استعادة التوازن حتى ليلة أو ليلتين من النوم الجيد يمكن أن تبدأ في إصلاح الضرر الناتج عن نقص النوم السابق، لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها برغبة شديدة في تناول الطعام غير الصحي بعد ليلة قصيرة، تذكر أن أفضل حل ليس اتباع نظام غذائي قاسي أو الإكثار من الكافيين بل هو النوم، ففي ثقافة تمجد العمل لساعات طويلة والسهر، غالبا ما يعامل النوم على أنه أمر اختياري، لكن جسمك لا يرى الأمر بهذه الطريقة، فالنوم ليس مجرد راحة بل هو إصلاح ضروري، حيث يعيد عقلك ضبط إشارات الجوع والمكافأة وتستعيد الهرمونات توازنها ويستقر التمثيل الغذائي.
وفي الختام إن النوم لا يعتبر رفاهية بل هو أقوى أداة لديك للتحكم في الشهية وتنظيم الطاقة والحفاظ على الصحة على المدى الطويل.