تحفيز الدماغ بالكهرباء يزيد ذكاءك الحسابي بسرعة مذهلة

كشفت دراسة علمية جديدة نُشرت في مجلة PLOS Biology بتاريخ 2 يوليو 2025، أن تحفيز الدماغ بتيارات كهربائية خفيفة وغير مؤلمة يمكن أن يُحسن من أداء الأفراد في الحسابات الرياضية ، خصوصا أولئك الذين يعانون من ضعف في هذا المجال.

الدراسة التي قادها البروفيسور روي كوهين كادوش، عالم الأعصاب في جامعة سري البريطانية، تضيف بُعدا جديدا لفهم القدرات المعرفية البشرية، وتقترح طريقة مبتكرة لتعزيز التعلم وتقليص الفجوات المعرفية بين الأفراد.

ما وراء الأداء الرياضي: الروابط العصبية هي المفتاح

قام فريق البحث بمسح أدمغة 72 طالبا من جامعة أوكسفورد، مع التركيز على الروابط العصبية بين ثلاث مناطق أساسية في الدماغ، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون روابط أقوى بين القشرة الجبهية الظهرية الجانبية (المسؤولة عن الوظائف التنفيذية) والقشرة الجدارية الخلفية (المسؤولة عن الذاكرة)، قدموا أداءً أفضل في حل المسائل الحسابية.

تقنية "تحفيز الدماغ بالضوضاء الكهربائية" تُحدث فرقا

باستخدام قبعات مزودة بأقطاب كهربائية، طبّق الباحثون تقنية تُعرف بـالتحفيز الكهربائي العشوائي عبر الجمجمة (tRNS)، والتي ترسل تيارات كهربائية خفيفة وعشوائية إلى الدماغ. وظهرت نتائج مبهرة:

الأشخاص ذوو الأداء المنخفض شهدوا زيادة بنسبة 25% إلى 29% في نتائجهم الحسابية. 

تحفيز كهربائي دماغي خفيف يحسن الأداء الحسابي

بينما لم يُلاحظ أي تحسن لدى الأشخاص الذين كانوا يؤدون جيدا منذ البداية.

يفترض العلماء أن هذا التحفيز يزيد من قابلية تنشيط الخلايا العصبية، كما يتفاعل مع مادة GABA المثبطة للنشاط المفرط في الدماغ، مما يعوض ضعف الترابط العصبي لدى بعض الأفراد.

أمل جديد لتعزيز العدالة المعرفية ولكن بحذر

أعرب كوهين كادوش عن تفاؤله قائلاً: "بعض الناس يواجهون صعوبة في مجالات معينة، وإذا استطعنا مساعدة أدمغتهم على تحقيق كامل إمكاناتها، نفتح أمامهم أبوابا كانت مغلقة من قبل."

غير أن الباحث حذّر من المخاطر الأخلاقية لهذه التقنية، خاصة في حال أصبحت متاحة فقط لمن يمتلكون القدرة المالية، مما قد يوسع الفجوة بدلا من تقليصها.

كما شدد على عدم محاولة تطبيق هذه التقنية في المنازل، موضحًا أن استخدامها يجب أن يظل في إطار المختبرات العلمية وتحت إشراف مختصين.

هل نحن على أعتاب ثورة في التعليم؟

النتائج تفتح آفاقا جديدة في مجال التعليم والتعلم، إذ من الممكن أن تصبح هذه التقنية أداة فعالة لتحسين القدرات المعرفية في المستقبل، خصوصا لدى الطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم الرياضيات.

ولكن يبقى السؤال: كيف نُوازن بين هذه الإمكانات المثيرة وبين ضمان عدالة الوصول؟