كشفت شركة الدفاع التركية SolidAERO في 8 يوليو 2025 عن لقطات اختبار حصرية لطائرتها الانتحارية البحرية TALAY، التي تعتمد على مبدأ "التحليق بمحاذاة سطح الماء" المعروف بـWing-in-Ground Effect، ما يمكنها من الطيران على ارتفاع دون المتر.
ووفقا للتقارير الصادرة عن الشركة ووكالة الأناضول، تعد TALAY أول طائرة دون طيار متعددة المهام مخصصة للضربات الساحلية بهذا المفهوم، ما جذب اهتماما كبيرا من محللي الدفاع البحري قبيل عرضها المرتقب خلال معرض IDEF 2025 في إسطنبول، فهذه التكنولوجيا قد تعيد رسم ملامح الحرب البحرية عبر منصات يصعب رصدها بالرادارات التقليدية.
خصائص فنية تعزز المهام الساحلية والانتحارية
وقد طورت SolidAERO الطائرة TALAY بالتعاون مع حوض بناء السفن Yonca Shipyard، وهي تعتمد على التأثير الديناميكي بالقرب من سطح البحر لزيادة كفاءة الرفع وتخفيض الرصد الراداري.
وتتميز الطائرة TALAY بقدرة تحليق على ارتفاعات تتراوح بين 0.3 و150 مترا، ويمكنها حمل حمولة تصل إلى 30 كغم، بسرعة تبلغ 200 كلم في الساعة، وبزمن تحليق يصل إلى ثلاث ساعات ضمن نطاق اتصالات يبلغ 300 كلم باستخدام روابط BLOS.
وتتميز الطائرة بجناحين قابلين للطي وهيكل مركب خفيف الوزن، ما يتيح إطلاقها السريع من منصات ساحلية متعددة، سواء لأغراض المراقبة أو الهجمات الانتحارية الدقيقة على السفن المعادية، وقد تطورت TALAY من نموذج أولي عرض سابقا في معرض SAHA، وخضعت منذ ذلك الحين لسلسلة اختبارات على سطح البحر أثبتت قدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض ثم الارتفاع للهجوم النهائي.
ولاحقا تم تحسين الشكل الانسيابي للجناحين ودمج منظومة تحكم طيران مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما سمح برفع حدود الطيران الحر إلى 100 متر وزيادة كفاءة الرفع بنسبة 40%، ومن المقرر أن تبدأ الإنتاج التسلسلي في أوائل عام 2027.
الطائرة TALAY تمزج بين التقنية والذكاء الاصطناعي لمهام دقيقة
وعلى خلاف الطائرات الانتحارية التقليدية، تستخدم TALAY قدرة التحليق بمحاذاة البحر لتفادي الرادارات، في ظل ظروف بحرية تصل إلى الحالة الثالثة، وهو ما يمنحها ميزة هجومية بارزة ضد السفن المتوسطة والصغيرة أو الموانئ الحيوية، وتجمع TALAY بين السرعة والتخفي والمناورة، وهي مجالات غالبا ما تكون تحديا للطائرات دون طيار التقليدية أو الذخائر البحرية التسكعية.
ورغم أن مفاهيم مماثلة طورت في الحقبة السوفييتية ضمن مشاريع ekranoplan، إلا أنها لم تنفذ بهذا الشكل في أنظمة هجومية غير مأهولة، فإن TALAY تمثل أول تطبيق فعلي لهذا المفهوم في مهمة هجومية انتحارية غير مأهولة، فهذه القدرة الفريدة قد تساهم في تجاوز الدفاعات التقليدية، وتعطيل البنى التحتية الساحلية، وخلق تهديدات يصعب التصدي لها باستخدام الأنظمة الدفاعية الحالية، مما يعكس تحولا نوعيا في تكتيكات التفوق البحري.
تركيا توسع أدواتها الردعية البحرية بتقنية مبتكرة
وتشكل TALAY إضافة استراتيجية لمنظومة الدفاع البحري التركية، إذ توفر منصة مرنة يصعب رصدها وتناسب مهام الدفاع الساحلي وتجاوز الحصار والهجمات المضادة للولوج البحري، ومن المتوقع أن تؤثر هذه التكنولوجيا على التوازنات العسكرية في شرق المتوسط والبحر الأسود، لكونها تفرض معادلات جديدة على القطع البحرية الكبرى التي يتعين عليها مواجهة تهديدات جوية منخفضة البصمة.
ورغم عدم إعلان تفاصيل تكلفة الوحدة، إلا أن التصميم الخفيف والحمولات المعيارية وسلاسل التوريد المحلية ترجح كفتها كخيار منخفض التكلفة مقارنة بالطائرات الكبيرة أو الصواريخ البحرية.
ومن المرتقب أن تبدأ تركيا بتشغيل أول دفعة من TALAY بعد بدء الإنتاج الرسمي في أكتوبر 2026، مع استمرار اختبار المنظومة حتى نهاية التأهيل النهائي، وإن هذه الطائرة قد تمثل مستقبل الردع الساحلي للدول الباحثة عن حلول غير تقليدية للدفاع البحري.