أعلنت شركة "روستيك" الروسية في 10 يوليو 2025، عن اعتماد القوات الجوية الفضائية الروسية (VKS) لمهمة جديدة للمقاتلة القاذفة Su-34، حيث أصبحت تؤدي مهام الاستطلاع التكتيكي بجانب مهامها التقليدية في الهجوم الأرضي.
وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع تسليم دفعة جديدة من طائرات SU-34 إلى وحدات الطيران التكتيكي على الجبهات، ضمن إطار أوامر الدفاع الحكومية، وأشارت شركة الطائرات المتحدة (UAC) إلى نيتها رفع وتيرة إنتاج هذا الطراز خلال العام الجاري، في خطوة تعكس تعزيز التكامل بين القدرات الهجومية والاستخباراتية في العمليات الجوية الروسية.
قدرات استطلاعية متقدمة في طائرة هجومية
وقد تم تزويد مقاتلة Su-34 بمنظومة بود الاستطلاع الشامل "Sych"، المصمم بثلاثة إصدارات تغطي الاستطلاع الإلكتروني والراداري والبصري، وإن هذا النظام يركب خارجيا ويسمح للطائرة بجمع بيانات استخباراتية مباشرة أثناء مهماتها الهجومية.
ومنذ الحرب العالمية الثانية استخدمت المقاتلات لأغراض استطلاعية، مثل طرازي Spitfire وMustang، ولاحقا ظهر اتجاه لتكييف مقاتلات مثل RF-4 وMiG-21R بقدرات تصوير واستخبارات، وفي العقود الأخيرة اتجهت القوات الجوية عالميا نحو استخدام بودات استطلاع معيارية تركب على مقاتلات متعددة المهام كـ F-16 وTornado، وهو النهج الذي تتبناه روسيا اليوم في ظل تطورات الحرب بأوكرانيا وتحديات السيطرة الجوية.
ميزات التشغيل والاستجابة التكتيكية
وتوفر Su-34 كمقاتلة استطلاع عدة مزايا مقارنة بمنصات ISR التقليدية، فهي تتمتع بقدرة طيران بسرعات دون صوتية وفوق صوتية، مما يمكنها من تنفيذ مهام في أجواء معادية مع تقليص فترة التعرض للخطر، كما تتميز بمرونة في المناورة وارتفاعات طيران متغيرة، وأنظمة حماية ذاتية متقدمة منها أجهزة إنذار الرادار، وحرب إلكترونية، وصواريخ جو-جو، كما يسمح تكاملها مع أنظمة استطلاع بصري وراداري وإلكتروني بأن تنجز مهام استطلاع وضربات جوية في طلعة واحدة، ما يقلص الاعتماد على منصات ISR منفصلة ويزيد من مرونة الاستجابة العملياتية، خصوصا في الأجواء المتنازع عليها أو في حال تقييد الوصول إلى موارد استخباراتية استراتيجية.
خسائر وتعديلات هيكلية في قدرات ISR الروسية
وتكشف إعادة تكليف Su-34 بمهمة الاستطلاع عن ثغرات في أسطول ISR الروسي، حيث باتت منصات مثل Tu-214R وIl-20M محدودة العدد وتواجه صعوبات في البقاء ضمن الأجواء المعادية، وفي المقابل تظهر Su-34 قدرة على الجمع بين البقاء والمناورة، وتؤدي حاليًا دورا رئيسيا في الجبهة الأوكرانية رغم تعرضها لخسائر مؤكدة (30 طائرة حتى يوليو 2024).
كما تستفيد روسيا من قدرات استطلاعية إضافية عبر تعديل مقاتلات Su-30SM وSu-35S وSu-57 لأداء مهام استشعار متقدم واختراق دفاعات الخصم، إن هذه التعديلات تشير إلى تحول تدريجي في العقيدة الجوية الروسية نحو استخدام منصات هجومية متعددة الأدوار لملء فراغ ISR التقليدي، وهو ما يعكس تطورا تكتيكيا في ظل ظروف حرب مستمرة وعنيفة.