سطوح مخفية تحت الجليد شرق القطب الجنوبي تكشف أسرارا جديدة

مفاجأة تحت الجليد شرقي القطب الجنوبي.. سطوح مسطحة  تغير فهمنا للمناخ مفاجأة تحت الجليد شرقي القطب الجنوبي.. سطوح مسطحة تغير فهمنا للمناخ

اكتشف فريق من العلماء، باستخدام تقنية الرادار عبر الثلج، وجود سطوح مسطحة شاسعة تحت الجليد في شرق القارة القطبية الجنوبية تمتد على مسافة نحو 3500 كيلومتر على طول الساحل.

إن هذه السطوح التي لم تكن مرصودة سابقا تغير الصورة التقليدية للتضاريس تحت الجليد، حيث كان يعتقد أنها تتكون أساسا من جبال وأخاديد عميقة، ويشير الاكتشاف إلى أن هذه المناطق كانت يوما مسطحة وربما تشكلت بفعل أنهار كبيرة قبل انفصال الشرق القطبي عن أستراليا قبل نحو 80 مليون سنة.

وصف مفصل للظاهرة

استخدم الباحثون تقنية الرادار عبر الثلج للكشف عن تضاريس لم تر من قبل، توضح وجود نحو 31 سطحا مسطحا تحت نحو 40٪ من امتداد القطب الجنوبي الشرقي بين منطقتي برنسيس اليزابيث ولاند جورج الخامس.

ويقول الدكتور غاي باكسمان من جامعة دورهام: ان المناطق المسطحة ظهرت بشكل مذهل تقريبا في جميع الصور الرادارية التي أجريناها، ويربط العلماء هذه التضاريس بالأنهار التي حفرتها منذ ملايين السنين بعد انفصال القارتين.

إن هذه الاكتشافات توفر رؤية جديدة لأحد أكثر الأماكن غموضا على سطح الأرض، حيث كانت التضاريس تتأثر بقوى نشطة من الجليد والسيطرة على تدفقه، كما يرى الباحثون أن إدراج هذه السطوح في نماذج محاكاة الجليد صمم لمواجهة آثار التغير المناخي قد يؤدي الى تحسين دقة التنبؤات حول مستقبل الطبقة الجليدية.

تأثير التغير المناخي في القطب الجنوبيأهمية الاكتشاف للتغير المناخي

تمثل السطوح المسطحة طبقة مقاومة لتدفق الجليد، إذ أن كثافة الجليد تتحرك بشكل أبطأ فوقها مقارنة بالمناطق الأكثر تعرجا، ويقول الباحثون إن وجود هذه السطوح قد يقلل من تسارع فقدان الجليد، في وقت تعتبر فيه القارة القطبية الجنوبية الشرقية إحدى أكبر مخزونات المياه العذبة على سطح الأرض.

ووفقا للتقديرات إذا اندثرت هذه الطبقة الجليدية بالكامل، فإنها قادرة على رفع مستوى سطح البحر بنحو 52 مترا، ومن هنا فإن تضمين خصائص السطوح المسطحة الجديدة في نماذج المناخ العالمية قد يحسن توقعات المستقبل ويحدد أكثر بدقة احتمالات ارتفاع منسوب البحار، ويضيف الباحثون أن الدراسات المستقبلية ستتضمن حفر نوى صخرية للكشف عن عمر هذه التضاريس وتاريخ تعرضها للجلد.

خطوات مستقبلية وتوصيات

ويوصي الفريق بزيادة الدراسات حول تأثير التضاريس المسطحة على ديناميات الجليد تحت ظروف مناخية دافئة في الماضي، عبر حفر عينات صخرية مباشرة من تحت الثلج، هذا سيساعد على فهم متى تعرضت هذه السطوح للجليد آخر مرة وكيفية تشكلها الجيولوجي.

كما أشار البروفسور نيل روس من جامعة نيوكاسل إلى أن دمج البيانات الجغرافية الجديدة في نماذج محاكاة الطقس والمناخ سيكون خطوة محورية لتوقع مد الجليد وتدفقه.

وإلى جانب ذلك يخطط الفريق لتوسيع نطاق المسح الراداري ليشمل مناطق إضافية في القارة القطبية لتحديد مدى انتشار هذه التضاريس وتأثيرها على استقرارية الجليد، وتسهم هذه الخطوات مجتمعة في تعزيز قدرتنا على استشراف المستقبل المناخي لمناطق حساسة مثل القطب الجنوبي.