يعد ببغاء الكاكابو أحد أكثر الطيور ندرة في العالم، وهو طائر ليلي ضخم لا يطير ويعيش فقط في جزر نيوزيلندا، ويتميز بجسم ممتلئ ورأس مستدير ووجه يشبه البومة، ما يمنحه مظهرا مميزا يجمع بين الطرافة والجاذبية، ويمكن للذكور أن تصل أطوالها إلى ٦٤ سم وأوزانها إلى ٤ كغ، مما يجعله أكبر ببغاء في العالم، ورغم عجزه عن الطيران، فإن الكاكابو بارع في المشي لمسافات طويلة وتسلق الأشجار، ويعتقد أنه قد يعيش حتى ٩٠ عاما مما يجعله من أطول الطيور عمرا.
سلوكيات ببغاء الكاكابو الفريدة في التكاثر والدفاع
عند الشعور بالخطر يتجمد الكاكابو في مكانه، وتعزز ألوانه الخضراء المتداخلة من قدرته على التمويه وسط أوراق الغابة، فالذكور تفرز رائحة مميزة و"نباتية" قد تلعب دورا في جذب الإناث.
ويعرف الكاكابو بسلوك تزاوج نادر يدعى "الليكنغ"، حيث يحفر الذكر حفرة ضحلة في الأرض ويطلق أصواتا منخفضة تشبه البوق وأخرى عالية تعرف بالـ"تشينغ" لجذب الإناث، وقد تستمر هذه العروض الصوتية ثماني ساعات متواصلة يوميا طوال موسمين أو أكثر، ومن طرائف هذه السلوكيات، ما وثقه الكاتب دوغلاس آدامز حين حاول أحد ذكور الكاكابو التزاوج مع قبعة حارس بيئي في تسعينيات القرن الماضي.
كيف اقترب الكاكابو من الانقراض؟
عاش الكاكابو بأمان في بيئة خالية من المفترسات الطبيعية لملايين السنين، لكن وصول البولينيزيين قبل نحو ٧٠٠ عام، ثم الأوروبيين في القرن التاسع عشر، أدى إلى تدهور أعداده بشكل كبير.
وأدى قطع الغابات وجلب الحيوانات المفترسة مثل القطط والجرذان إلى تدمير بيئته الطبيعية، وبحلول أوائل القرن العشرين، كان الكاكابو على وشك الانقراض، ولم يتبق منه إلا عدد محدود للغاية، فطبيعته البطيئة في التكاثر حيث لا يتكاثر إلا كل عامين إلى أربعة أعوام بعد مواسم وفيرة من ثمار شجرة "ريمو"، زادت من صعوبة تعافيه الطبيعي.
جهود الإنقاذ وإعادة تأهيل الكاكابو
وفي سبعينيات القرن الماضي عثر على مجموعة صغيرة من الكاكابو لا تتجاوز ٢٠٠ طائر، ومنذ ذلك الحين بدأت جهود حثيثة لحمايتهم، شملت نقلهم إلى ثلاث جزر آمنة خالية من المفترسات هي كودفيش ومود وليتل بارير، وتم تطوير وسائل غير تقليدية مثل خوذة مطاطية لجمع السائل المنوي من ذكور الكاكابو لاستخدامه في التلقيح الاصطناعي، وورغم أن عددها ما زال محدودا إذ يبلغ نحو ٢٤٢ طائرا فقط، فإن الكاكابو يصنف حاليا كنوع مهدد بشدة بالانقراض، مع احتمالية مرتفعة للاختفاء في حال غياب الحماية المستمرة.