كشفت مصادر أن شركة Binance أكبر منصة لتداول العملات الرقمية، ساهمت في تطوير عملة «USD1» المستقرة لصالح شركة عائلة ترامب، وذلك قبل أن يطلب مؤسسها الصيني-الكندي تشانغبنغ تشاو، المعروف بـ "CZ" العفو الرئاسي إثر إدانته في قضية غسل أموال عام 2023.
وقد ضمت هذه المساهمة كتابة جزء أساسي من كود العملة وترويجها بين نحو 275 مليون مستخدم لمنصة Binance ، وتأتى هذه المعلومات ضمن تقرير نشره بلومبرغ، وأثارت مخاوف بشأن تضارب محتمل في المصالح بين قرارات تشاو واستفادة عائلة ترامب من هذه العملة.
شركة Binance دعمت تطوير USD1 بالتزامن مع صفقة إماراتية
فوفق بلومبرغ فإن Binance شاركت في تأليف “العقد الذكي” الأساسي لعملة USD1، وتعزيز جاهزيتها للتداول في أبريل الماضي، بالتزامن مع إتمام صفقة ضختها شركة مقرها الإمارات إلى ما قيمته 2 مليار دولار لشراء حصة في Binance وأفضى ذلك إلى وجود أكثر من 90 % من العملات ضمن محفظات المنصة. وبناء على بيانات بلوكتشين فإن محفظة Binance ما تزال تحافظ على هذه الكمية، وأتت هذه الخطوة قبل أن يلجأ CZ بطلب العفو لدى الرئيس ترامب، ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت هناك مصالح شخصية مرتبطة بهذا التوقيت.
وتشير تقديرات إلى أن العملة USD1 تولد فائدة سنوية تقارب 4 %، أي ما يعادل نحو 80 مليون دولار سنويا، وتصل حصة عائلة ترامب إلى ما يقارب 30 مليون دولار، ووفق التقرير وتبقى حصة Binance وتشانغبنغ تشاو غير واضحة من هذه العوائد، إذ لم يكشف عن أي مبالغ استفادوها مقابل دعمهم للرمز.
تداعيات قضية FTX تلاحق CZ وسط نفي شركة Binance
ويذكر أن تشاو قد أقر في 2023 بفشله في إدارة برنامج فعال لمكافحة غسل الأموال بعد فضيحة انهيار منصة FTX بقيادة سام بنكمان-فرايد، وهو ما جعله يواجه تداعيات قانونية تثير القلق في القطاع الرقمي.
وقد ذكر متحدث باسم Binance أن المنصة اتبعت “عملية إدراج قياسية” دون أي تدخل مباشر من تشاو، الذي لم يعد يشغل منصب المدير التنفيذي، وأن طلب العفو “قرار شخصي”، أما من جانب البيت الأبيض فقد تجنب التعليق، في حين وصفت شركة World Liberty Financial, التابعة لترامب الاتهامات بأنها “ناقصة وذات دافع سياسي واضح”.
ونقل التقرير عن مصدرين أن تشاو التقى شريكا في World Liberty عقب فوز ترامب في ديسمبر 2024 خلال مؤتمر حول عملة البيتكوين BTC في أبوظبي، لكن لم تتوفر تأكيدات رسمية من أي جهة، وفي مارس كشفت بلومبرغ أن باينانس وWorld Liberty كانتا تناقشان تطوير عملة مستقرة جديدة، تزامنا مع تقارير عن اقتراح تشاو العفو لدى إدارة ترامب.
جدل أخلاقي محتدم حول تضارب المصالح وإدارة ترامب ترد
ويثير هذا الكشف موجة جديدة من القلق حول تضخم تضارب المصالح، لا سيما وأن تشاو هو المستفيد المحتمل من خلال الحصول على العفو من ترامب، والذي قد يملك حافزا لتقديمه له، وعلق ريتشارد باينتر المستشار الأخلاقي السابق للبيت الأبيض وأستاذ القانون في جامعة مينيسوتا، بأن حجم هذا التضارب لم يشهده النظام الأمريكي منذ الحرب الأهلية (1861–1865).
ورغم ذلك أكدت إدارة ترامب عدم وجود تضارب في المصالح، موضحة أن الأصول المرتبطه تدار عبر صندوق موثوق يشرف عليه أبناؤه لا سيما دونالد جونيور، وبحسب البيت الأبيض وقع ترامب اتفاقا أخلاقيا يقضي بتلقي "تحديثات عامة" فقط حول أداء هذه الأصول، دون الوصول إلى تفاصيل مالية أو فتح تدخله المباشر فيها.
وليس ذلك فحسب فقد شهد موقف ترامب تجاه العملات الرقمية تحولا جذريا منذ عام 2016، إذ كان يصفها آنذاك بأنها "غش"، لكنه سرعان ما تبناها ووعد بجعل الولايات المتحدة "عاصمة عالمية للعملات المشفرة"، مدعوما بإجراءات تنفيذية تضمنت إنشاء ذخيرة استراتيجية من عملة البيتكوين BTC وتنظيم قانونه الخاص بها.