أجرت البحرية الملكية البريطانية اختبارا ميدانيا متقدما لطائرة درون ثقيلة من إنتاج شركة Malloy Aeronautics على متن حاملة الطائرات HMS Prince of Wales، وذلك ضمن عملية Highmast لعام 2025، وجرت الاختبارات في 9 يوليو من قبل السرب الجوي البحري 700X، الذي نفذ طلعات جوية من سطح الحاملة.
يمثل هذا الاختبار نقطة تحول في استراتيجية البحرية لاعتماد الأنظمة الجوية الذاتية في اللوجستيات العسكرية، بما يعزز الكفاءة القتالية ويقلل من المخاطر التشغيلية خلال المهمات البحرية المنتشرة عالميا.
السرب 700X يقود التجربة التقنية للطائرات البحرية بدون طيار
السرب 700X التابع للبحرية البريطانية هو الوحدة المختصة باختبار ونشر أنظمة الطائرات الموجهة عن بعد في البيئات البحرية، ويتبع السرب لسلاح الجو البحري ويعمل كمركز لتجربة التقنيات الذاتية الجوية وتطبيقها في العمليات الفعلية، وتسعى البحرية من خلال هذا السرب إلى تحديث بنيتها التحتية اللوجستية والمراقبة باستخدام أنظمة درون متقدمة، قادرة على العمل من على متن السفن أو في المناطق الساحلية.
إن الدرون المستخدم في التجربة والمعروف باسم Malloy Heavy Lift Drone، يتمتع بقدرات إقلاع وهبوط عمودي ويستطيع حمل حمولات تتجاوز 180 كيلوغراما، ويتميز بمحرك كهربائي يقلل من البصمة الحرارية والضوضاء، ما يجعله مثاليا للعمليات البحرية والبرمائية حيث تعتبر السرية والبقاء من الأولويات، كما يتمتع بهيكل معياري قابل للتعديل السريع ليناسب مهمات متعددة مثل إيصال الإمدادات الطارئة أو إخلاء المصابين أو توصيل معدات دقيقة للوحدات المتقدمة في الخطوط الأمامية.
دور الدرون في تعزيز القدرات اللوجستية البحرية
وتهدف البحرية البريطانية إلى توظيف الدرونات الثقيلة كوسيلة فعالة لتعزيز قدراتها اللوجستية في العمليات العسكرية عالية الكثافة، ففي حالات يكون فيها استخدام المروحيات محفوفا بالمخاطر أو حيث تكون الإمدادات المأهولة غير فعالة، يمكن للدرونات أن تنقل المؤن والمعدات الحيوية بين السفن أو إلى القوات المنتشرة على اليابسة أو في مواقع يصعب الوصول إليها.
وتكمن أهمية هذه التقنية في دعم العمليات البرمائية والإنزالات القتالية والبعثات المطولة في بيئات معادية أو مهددة، وقد أظهرت التجارب على متن HMS Prince of Wales جدوى تشغيل الدرونات الثقيلة في ظروف واقعية تشمل التعرض للرياح البحرية، وتأثيرات المياه المالحة، ومتطلبات المهمات المتغيرة بسرعة، وتمثل هذه التجارب تأكيدا على جاهزية التقنية وقدرتها على تنفيذ مهام لوجستية حساسة في سيناريوهات متعددة، ما يمنح الأسطول البريطاني مرونة واستجابة أسرع في العمليات القتالية.
التجارب تعزز مفهوم القوة الجوية البحرية المستقبلية
تأتي اختبارات Malloy ضمن عملية Highmast 2025، وهي أوسع انتشار للبحرية البريطانية في العقد الحالي، حيث يشارك فيها أكثر من 4500 عنصر عسكري من بريطانيا وأكثر من 12 دولة حليفة، وتشمل مناورات في البحر المتوسط والشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتشكل العملية منصة حيوية لاستعراض القدرات الجديدة.
شركة Malloy Aeronautics، ومقرها بيركشاير، تطور هذا الدرون ضمن مجموعة حلولها الذاتية المتوافقة مع معايير الناتو ووزارة الدفاع البريطانية. ويعكس التعاون بين البحرية والشركة توجها استراتيجيا لدى صناعة الدفاع نحو دمج الأنظمة الذاتية بسرعة لتعزيز وتيرة المهام وتقليل نقاط الضعف اللوجستية. يمثل إدخال هذا الدرون نقلة نوعية في مفهوم القوة الجوية البحرية المستقبلية، خصوصا في إطار مبادرة "قوة الطيران البحري المستقبلية" التي تقودها البحرية الملكية، حيث يوفر هذا النوع من الدرونات حلا تكتيكيا منخفض المخاطر ومتكيفا مع التحديات الميدانية الحديثة.