كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة سيدني أن محفزات الحبل الشوكي المزروعة جراحياً، وهي علاج شائع لآلام أسفل الظهر، ليست فقط غير فعالة، بل تُعرّض المرضى لمخاطر متكررة وتتسبب في تكاليف باهظة على أنظمة التأمين الصحي، وأظهرت النتائج أن ربع المرضى الذين خضعوا لهذا العلاج احتاجوا إلى عمليات جراحية تصحيحية خلال السنوات الثلاث الأولى.
تكلفة مرتفعة مقابل فاعلية مشكوك فيها
أشارت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية الأسترالية، إلى أن متوسط الوقت لإجراء الجراحة التصحيحية بلغ 17 شهرا فقط بعد الزرع الأولي.
وصرّحت الدكتورة "كايتلين جونز"، الباحثة الرئيسية، بأن "المرضى والنظام الصحي يتحملون تكاليف ومخاطر كبيرة مقابل جهاز لا توجد أدلة كافية على فعاليته".
تكلفة التجربة الأولية للجهاز: حوالي 14,000 دولار.
تكلفة الزرع الدائم للجهاز: حوالي 55,000 دولار.
بعض الحالات النادرة تجاوزت تكاليفها 500,000 دولار للمريض الواحد.
كيف تعمل محفزات الحبل الشوكي؟
يُعتقد أن هذه الأجهزة تعمل عبر إرسال نبضات كهربائية للحبل الشوكي، تعطل الإشارات العصبية قبل وصولها إلى الدماغ، وتتم زراعتها بشكل دائم وتعمل لعدة سنوات قبل الحاجة إلى شحنها أو استبدالها.
لكن مراجعة بحثية في 2023 نشرتها Cochrane أظهرت أن فاعلية هذه الأجهزة لا تتجاوز تأثير العلاج الوهمي (Placebo)، في حين أن تقريراً من برنامج Four Corners التابع لـ ABC عام 2024 كشف أن 79% من الآثار الجانبية المرتبطة بها كانت "شديدة"، و13% "مهددة للحياة".
مشاكل شائعة ومضاعفات متكررة
من أبرز المشكلات التي أُبلغ عنها:
العدوى.
تمزق بطانة الحبل الشوكي.
ازدياد غير مفسر في مستوى الألم.
تحرك الأقطاب الكهربائية أو فشل الجهاز.
وأشارت الدكتورة جونز إلى أن الدراسة ربما تُقلل من حجم المشكلة، حيث لم يتم احتساب الحالات التي لم تتطلب تغيير الجهاز ولكن استدعت تدخلا جراحيا.
حلول بديلة لإدارة آلام الظهر
رغم النتائج المحبطة لمحفزات الحبل الشوكي، فإن هناك العديد من البدائل الفعالة لعلاج آلام الظهر المزمنة:
التثقيف الصحي وتمارين الحركة.
العلاج السلوكي المعرفي.
الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية.
العلاج الوظيفي الإدراكي (Cognitive Functional Therapy).
إعادة تدريب التحكم الحسي الحركي (Sensorimotor Retraining).
وأكدت الدكتورة جونز أن منظمة الصحة العالمية أوصت بهذه الخيارات في تقريرها لعام 2023.
تشير الدراسة إلى ضرورة إعادة تقييم جدوى استخدام محفزات الحبل الشوكي، خصوصًا مع الأدلة المتزايدة على عدم فعاليتها، وارتفاع تكاليفها، وخطر المضاعفات الجراحية المرتبطة بها.
وتبقى الحاجة ملحة لمزيد من الأبحاث لتفسير استمرار استخدامها رغم هذه التحديات الواضحة.