العزف الموسيقي يبطئ الشيخوخة ويعزز القدرات الإدراكية لكبار السن

سر الشباب الدائم للدماغ.. دراسة تكشف كيف تحافظ الموسيقى على ذكاء كبار السن سر الشباب الدائم للدماغ.. دراسة تكشف كيف تحافظ الموسيقى على ذكاء كبار السن

كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة PLOS Biology أن العزف المنتظم على الآلات الموسيقية قد يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر.

وأظهرت النتائج أن كبار السن الذين يعزفون على الآلات الموسيقية يتمتعون بقدرة أفضل على فهم الكلام في الأماكن الصاخبة مقارنة بأقرانهم غير الموسيقيين، كما أن فحوصات الدماغ الخاصة بهم تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة لدى الأشخاص الأصغر سنا.

الموسيقى تحفز وظائف الدماغ الإدراكية

وأجرى فريق من الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم دراسة شملت 25 موسيقيا مسنا، و25 شخصا من غير الموسيقيين في نفس الفئة العمرية، بالإضافة إلى 24 شابا غير موسيقي، وخلال التجربة طلب من المشاركين تحديد مقاطع كلامية وسط ضوضاء، بينما تم رصد نشاط أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).

ووجد الباحثون أن الموسيقيين المسنين كانوا أكثر دقة في تمييز الكلام، كما أظهرت فحوصات أدمغتهم أنماط نشاط عصبي مشابهة لتلك الموجودة لدى الشباب، ويعزو العلماء هذه النتائج إلى ما يعرف بـ "الاحتياطي الإدراكي"، وهو قدرة الدماغ على تعويض التدهور المرتبط بالعمر من خلال الخبرات المعرفية المتراكمة مثل العزف الموسيقي.

الموسيقى تعزز "الاحتياطي الإدراكي" وتحارب شيخوخة الدماغ

ويشير الاحتياطي الإدراكي إلى قدرة الدماغ على إيجاد مسارات بديلة لأداء المهام عندما تتعرض بعض الوظائف للتدهور بسبب التقدم في العمر، وتدعم هذه الدراسة نظرية "التنظيم الاحتياطي"، التي تفترض أن الأنشطة الذهنية المحفزة، مثل العزف الموسيقي تساعد في الحفاظ على أنماط دماغية أكثر شبابا.

ويوضح الباحثون أن العزف على الآلات الموسيقية يتطلب تنسيقا بين الحركة والسمع والذاكرة، مما يحفز مناطق متعددة في الدماغ ويعزز المرونة العصبية، كما تشير الأدلة إلى أن فوائد الموسيقى لا تقتصر على من بدأوا العزف في الصغر، بل يمكن لكبار السن أيضا الاستفادة من تعلم العزف في مراحل متأخرة من العمر.

نصائح عملية للحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في السن

ويوصي الباحثون باتباع نمط حياة نشط cognitively للمساعدة في إبطاء التدهور الإدراكي المرتبط بالعمر، ومن بين الأنشطة المفيدة:

- تعلم العزف على آلة موسيقية (مثل البيانو أو الجيتار).

- ممارسة التمارين الذهنية (كحل الألغاز وتعلم لغات جديدة).

- المواظبة على النشاط البدني (المشي، اليوجا، السباحة).

- الانخراط في أنشطة اجتماعية وفنية.

ويؤكد الباحثون أن العمر ليس عائقا لبدء ممارسة الأنشطة المحفزة للدماغ، مشيرين إلى أن العزف الموسيقي ليس مجرد هواية، بل استثمار طويل الأمد في صحة الدماغ.