يشير باحثون إلى أن نحو ربع الناس حول العالم قد يعانون من نقص فيتامين B12، وهو عنصر أساسي لصحة الدماغ والأعصاب، وتتعدى الأعراض الشائعة لهذا النقص الشعور بالإرهاق وضعف العضلات والإمساك، لتشمل أيضا اضطرابات في الذاكرة والتفكير وحتى المزاج.
إذ يمكن أن يظهر الخلل العقلي المرتبط بهذا الفيتامين في سن مبكرة وليس فقط لدى كبار السن، مما يزيد من خطورته باعتباره مشكلة صامتة يصعب رصدها دون فحوص دقيقة.
ضعف فيتامين B12 مرتبط بتراجع الأداء المدرسي
وكشفت دراسة أجريت في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وشملت أكثر من ٣١٠٠ طفل تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٢ عاما، أن نقص فيتامين B12 يزيد من احتمال تكرار السنة الدراسية بنسبة تتجاوز الضعف، كما أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يعانون من هذا النقص هم أكثر عرضة للتغيب عن المدرسة مقارنة بأقرانهم، وقد خضع المشاركون لفحوص متعددة شملت مؤشرات غذائية مثل حمض الفوليك والزنك وفيتامين A، إلا أن النقص في B12 هو العامل الوحيد الذي ارتبط بأداء مدرسي ضعيف.
وأشار الدكتور إدواردو فيلامور المشرف على الدراسة، إلى أن فيتامين B12 ضروري لتطور الدماغ بشكل سليم، مؤكدا أن النقص في هذا العنصر سواء في مراحل الطفولة المبكرة أو في الشيخوخة، ويرتبط بظهور مشكلات معرفية وسلوكية، وأضاف أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على أهمية التركيز على هذا الفيتامين في مرحلة الدراسة، لما له من دور في منع الرسوب والتسرب المدرسي.
علامات عقلية ونفسية تكشف نقص فيتامين B12
لا تقتصر أعراض نقص فيتامين B12 على الجانب الجسدي فحسب، بل تشمل أيضا مشكلات معرفية ونفسية مثل ضعف الذاكرة وتشتت الانتباه وصعوبات التفكير، إلى جانب اضطرابات مزاجية كالاكتئاب، وترتبط هذه التأثيرات السلوكية مباشرة بدور الفيتامين في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي المركزي، وتكوين خلايا الدم الحمراء وتنظيم عمل الدماغ.
ورغم أن هذه الأعراض قد تبدو متفرقة أو غير واضحة، فإن تجاهلها قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات، لا سيما لدى الأطفال في سن الدراسة، لذلك يشدد الأطباء على أهمية مراقبة هذه العلامات واللجوء للفحوصات الطبية عند ظهورها، خصوصا إذا ترافقت مع أداء أكاديمي متراجع أو تغيرات في السلوك العام.
علاج بسيط وفعال لنقص B12 عبر الغذاء والمكملات
علاج بسيط وفعال لنقص B12 عبر الغذاء والمكملات
ولحسن الحظ يمكن معالجة نقص فيتامين B12 بسهولة من خلال المكملات الغذائية أو إدخال أطعمة غنية به ضمن النظام الغذائي. ويشمل ذلك منتجات الألبان، الكبد، السلمون، والبيض، وهي مصادر طبيعية فعالة لدعم مستويات الفيتامين في الجسم.
ويؤكد خبراء التغذية أن تعزيز الوعي بنقص B12 لدى الأسر والمدارس قد يلعب دورا جوهريا في تحسين الصحة العقلية والأداء المدرسي للأطفال، ومع توفر مكملات B12 بشكل واسع، يمكن لأي شخص يعاني من الأعراض أو ينتمي إلى فئة معرضة للخطر أن يبدأ خطوات العلاج بعد استشارة الطبيب.