بدأت الصين بناء مراكز بيانات تحت سطح البحر بالقرب من مدينة شنغهاي، بهدف تقليل استهلاك الطاقة وتجنب استخدام المياه العذبة لتبريد الخوادم، هذه المراكز تستخدم مياه البحر للتبريد وتعمل بالطاقة الناتجة عن توربينات الرياح، مما يضع نموذجا مستقبليا للبنية التحتية الرقمية في العالم.
المشروع التجريبي من جزيرة هاينان إلى شنغهاي
شهدت الصين أول تجربة ناجحة لمركز بيانات تحت الماء في نوفمبر 2023، عندما تم إنزال حاويتين مقاومتين للماء تحتويان على خوادم ومعدات إلكترونية قبالة سواحل جزيرة هاينان، أما الآن فتقوم شركة Shanghai Hailanyun Technology ببناء مركز أكثر تطورا على بعد ستة أميال بحرية من ساحل شنغهاي.
أول مركز بيانات تحت البحر يعمل بمياه البحر وطاقة الرياح
هذا المركز سيُبرَّد عبر نظام من الأنابيب والمبادلات الحرارية التي تعتمد على مياه البحر، بينما توفر محطة طاقة رياح قريبة معظم الطاقة اللازمة لتشغيله، بحسب ما نقلته مجلة Scientific American.
خفض استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة التشغيل
تشير الحسابات الأولية للشركة المطورة إلى أن استخدام مياه البحر لتبريد المعدات يقلل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالمراكز التقليدية المبنية على اليابسة، كما أن غياب العنصر البشري داخل هذه المراكز، وانخفاض نسبة الأوكسجين والغبار، يسهمان في استقرار أفضل للأداء التشغيلي للمعدات.
الجدير بالذكر أن شركة مايكروسوفت سبق أن اختبرت تقنية مماثلة ضمن مشروع Natick، إلا أنها لم تتجاوز مرحلة النموذج الأولي، بينما المشروع الصيني ماضٍ بخطى ثابتة نحو التنفيذ التجاري.
الانطلاق الصناعي في 2025 مع طموح للتوسعة
من المخطط أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من هذا المركز في سبتمبر 2025، بسعة تقارب 200 رف خوادم (Server Racks) قادرة على تدريب نماذج ذكاء اصطناعي بمستوى GPT-3.5 خلال يوم واحد فقط، وعلى الرغم من أن هذه القدرة ما تزال متواضعة عالميًا، إلا أن الشركة تنوي توسيع نطاق المشروع بدعم مباشر من الحكومة الصينية.
مخاوف بيئية ولكن النتائج مطمئنة
رغم التفاؤل الكبير، أعرب بعض العلماء عن قلقهم من احتمال تأثير هذه المراكز على البيئة البحرية، إذ قد تتسبب بارتفاع حرارة المياه المحيطة، ومع ذلك أظهرت التجارب أن درجة حرارة الماء قرب الكبسولات لم ترتفع بأكثر من درجة مئوية واحدة، ولم يُسجل أي تأثير سلبي على النظام البيئي المحلي.