علاج جديد للكبد دون جراحة باستخدام الخلايا اللزجة

تقنية جديدة لعلاج تليف الكبد بالخلايا الذكية تقنية جديدة لعلاج تليف الكبد بالخلايا الذكية

ابتكر علماء من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، بالتعاون مع شركة InSphero AG السويسرية، تقنية جديدة تعتمد على تغليف الخلايا الجذعية الكبدية بسكريات طبيعية مثل حمض الهيالورونيك والألجينات. وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة Communications Biology، حيث أظهرت هذه الطريقة قدرة كبيرة على استعادة وظائف الكبد ، مما قد يغني عن الحاجة إلى عمليات زراعة الكبد في حالات التليف الكبدي والتهاب الكبد المزمن.

كيف تعمل التقنية الجديدة؟

تعتمد الطريقة على الهندسة الأيضية للأوليغوسكاريدات، حيث تتم معالجة الخلايا بسكريات طبيعية تشكل غلافا مؤقتا على سطحها دون الحاجة إلى تعديل جيني، مما يُسهّل استخدامها سريريا.

هذا الغلاف السكّري يحفز إنتاج بروتينات الإنتغرينات، وهي بروتينات مسؤولة عن التصاق الخلايا بالأنسجة، كما تحافظ هذه التقنية على وظيفة الخلايا الجذعية الكبدية، إذ تستمر في التمايز إلى خلايا كبدية ناضجة (hepatocytes) وتنتج البروتينات اللازمة لعمل الكبد.

بديل فعّال لزراعة الكبد؟

تُعد زراعة الكبد العلاج الوحيد في كثير من حالات أمراض الكبد المتقدمة، إلا أن ندرة المتبرعين تمثل عائقا كبيرا. وتقدم هذه التقنية الجديدة بديلاً واعدا عبر تعزيز فاعلية العلاج بالخلايا الجذعية.

توضح ماريا كيارا آرنو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الطريقة قد تُحدث ثورة في مجال العلاج الخلوي، لا سيما في ظل الحاجة المتزايدة لعلاجات فعّالة لأمراض الكبد.

أظهرت التجارب أن الخلايا الجذعية المغلفة بالسكريات أظهرت نسبة التصاق أعلى بنسبة 70% بالأنسجة الكبدية الدقيقة وببطانة الأوعية الدموية مقارنة بالخلايا غير المعالجة، مما يرفع من فرص نجاح الزرع الخلوي داخل الكبد.

آفاق مستقبلية واعدة

تخطط فرق البحث لاختبار هذه التقنية على نماذج حيوانية، مع دراسة تأثير الغلاف السكّري على الاستجابة المناعية للجسم، والأهم من ذلك أن التقنية قد تكون قابلة للتطبيق على أنواع أخرى من الخلايا مثل خلايا عضلة القلب (cardiomyocytes) لعلاج أمراض القلب أيضا.

خطوات علمية تكمّل الصورة

تجدر الإشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، كما نشرت سابقا منصة Science Mail، تلعب دورا داعما في هذا المجال، إذ تساعد في تحليل الكبد وتقسيمه بدقة، وهي خطوة جوهرية في التشخيص والجراحة.