في استعراض لافت للقوة العسكرية المشتركة والتقنيات الحديثة، ونشرت المملكة المتحدة فرقة حاملات الطائرات "Carrier Strike Group 25" بقيادة حاملة HMS Prince of Wales، للمشاركة في مناورات "تاليسمان سابر 2025"، التي تعد أضخم تدريب عسكري متعدد الجنسيات يجرى على الأراضي الأسترالية.
ويمثل هذا الحدث محطة محورية في استراتيجية بريطانيا العالمية، ويؤكد التزامها المتواصل بأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبشراكتها الدفاعية العميقة ضمن تحالف AUKUS مع أستراليا والولايات المتحدة، وتشكل هذه المشاركة مرحلة أساسية في تنفيذ "عملية هايماست"، وهي المبادرة الاستراتيجية البريطانية لتعزيز التحالفات الدولية وبسط النفوذ العسكري في مناطق حيوية حول العالم.
٣٠٠٠ جندي بريطاني يشاركون في عمليات برمائية وجوية شاملة
وينتشر أكثر من ٣٠٠٠ جندي من البحرية الملكية البريطانية والجيش وسلاح الجو الملكي عبر عدة مواقع في أستراليا، في إطار "عملية هايماست" التي تسلط الضوء على مدى الحضور العسكري البريطاني في المنطقة، وتعد هذه أول مرة تشارك فيها فرقة بريطانية بقيادة حاملة طائرات في مناورات "تاليسمان سابر"، التي تشمل هذا العام ٣٥٠٠٠ عنصر من ١٩ دولة، وتتوزع أنشطتها في غرب أستراليا والإقليم الشمالي وكوينزلاند ونيو ساوث ويلز، ولأول مرة في بابوا غينيا الجديدة.
وتتمثل القوة البحرية البريطانية في حاملة HMS Prince of Wales، بدعم من المدمرة HMS Diamond، والفرقاطة HMS Portland، وسفينتي الدعم RFA Fort Victoria وRFA Tidesurge، إلى جانب غواصة هجومية من طراز "أستيوت"، وتضم القوة الجوية المرافقة مقاتلات F-35B، ومروحيات ميرلين وويلدكات، بدعم من قوات المارينز والفرق الخاصة لتنفيذ مهام برمائية واستطلاعية متقدمة.
تقنيات حربية متقدمة وتجارب غير مأهولة تعيد تشكيل ساحة المعركة
وتلعب حاملة HMS Prince of Wales دورا محوريا في دمج التقنيات القتالية المتقدمة وتعزيز التعاون الدولي، وفي نقلة نوعية بمجال الحروب تحت الماء، تجري البحرية الملكية بالتعاون مع شركائها في AUKUS اختبارات على مركبات بحرية ضخمة غير مأهولة (XL-UUVs) يتم التحكم بها عن بعد من مراكز قيادة أرضية.
وتعد هذه الاختبارات أول عرض من نوعه لقدرات جديدة في إطار التحالف الثلاثي، وبموازاة ذلك أطلقت مختبرات الدفاع البريطانية (DSTL) تجارب ميدانية لدمج الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة، باستخدام خوارزميات قادرة على رصد واستهداف التهديدات بشكل مستقل في بيئات قتالية حقيقية، وتعكس هذه المبادرات خطوة حاسمة نحو تسليح مستقبلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفوق العملياتي في ساحات النزاع المعقدة.
تعزيز التكامل البحري مع أستراليا لمواجهة التهديدات البحرية
وتعمل قوات المارينز البريطانية جنبا إلى جنب مع نظرائهم الأستراليين والأمريكيين في تدريبات على الإنزالات الساحلية وحرب المدن، في حين توفر طائرات Voyager البريطانية قدرات للنقل الجوي والتزود بالوقود، كما تتعاون وحدات رينجر البريطانية مع شركائها الإقليميين في تدريبات بالأدغال والصحارى.
إن هذا التكامل العسكري يعكس تطابقا استراتيجيا في تأمين الممرات البحرية الحيوية، ويؤكد أهمية التعاون بين بريطانيا وأستراليا في مواجهة التهديدات الرمادية والجهات الفاعلة المعادية للنظام البحري الدولي، وتعد هذه الشراكة خطوة مهمة نحو دعم حرية الملاحة واستقرار المنطقة، خاصة في ظل تعاظم التحديات الأمنية التي تواجه النظام العالمي، كما أن هذه المناورات تجسد التزام بريطانيا بتعزيز الإنفاق الدفاعي إلى ٢.٦٪ من الناتج المحلي، وتأكيد دورها القيادي في تحالفات الأمن الجماعي، في مواجهة التحديات المتزايدة للنظام القائم على القواعد الدولية.