أسباب أمراض الكلى لدى الأشخاص غير المصابين بمرض السكري

السكري ليس المتهم الوحيد.. اكتشف الأسباب الخفية لأمراض الكلى السكري ليس المتهم الوحيد.. اكتشف الأسباب الخفية لأمراض الكلى

غالبا ما يرتبط مرض الكلى بمرض السكري لكن العديد من غير المصابين بالسكري قد يعانون أيضا من مشاكل في الكلى، وتشير الأبحاث إلى أن 30-40% من حالات أمراض الكلى المزمنة CKD تحدث لدى أشخاص غير مصابين بالسكري، فالأسباب وراء تكمن في مجموعة من العوامل الصحية وأسلوب الحياة وأحيانا الجينات.

فيعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكبر مسببات أمراض الكلى لدى غير المصابين بالسكري، فالكلى تحتوي على أوعية دموية دقيقة تعمل على تصفية الفضلات من الدم، وعندما يرتفع ضغط الدم يتسبب ذلك في إجهاد هذه الأوعية، مما يؤدي إلى تلفها بمرور الوقت ويضعف وظائف الكلى، ووفقا لمؤسسة الكلى الوطنية يعد ارتفاع ضغط الدم ثاني أكبر مسبب لفشل الكلى في الولايات المتحدة بعد السكري.

الأدوية من العوامل الخطيرة لالتهاب الكلى

من الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى التهاب الكبيبات الكلوية Glomerulonephritis، وهو التهاب يصيب المرشحات الدقيقة في الكلى، ويمكن أن يحدث هذا الالتهاب بسبب العدوى أو أمراض المناعة الذاتية أو أسباب مجهولة، وفي بعض الحالات يهاجم الجهاز المناعي الكلى عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تورمها وظهور الدم في البول وضعف وظائف الكلى تدريجيا، وتشير الدراسات في مجلة Kidney International إلى أن التهاب الكبيبات الكلوية من الأسباب الرئيسية لفشل الكلى لدى الشباب.

كما أن بعض الأدوية قد تضر بالكلى عند استخدامها لفترات طويلة أو بجرعات عالية، وتعد مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين والنابروكسين المعروفة باسم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs من أكثر الأدوية شيوعا المرتبطة بتلف الكلى، حيث تقلل تدفق الدم إلى الكلى. كما تم ربط بعض المضادات الحيوية وأدوية الحموضة بمشاكل الكلى في حالات نادرة.

دور الجينات وأسلوب الحياة في التهاب لكلى

وتلعب الجينات أيضا دورا في أمراض الكلى، فمرض الكلى المتعدد الكيسات PKD هو حالة وراثية تسبب تكوّن أكياس مليئة بالسوائل في الكلى، مما يضعف وظائفها بمرور الوقت، وقد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض الكلى أكثر عرضة للإصابة حتى دون وجود سكري أو أسباب أخرى معروفة.

كما أن أسلوب الحياة يؤثر بشكل كبير كالتدخين والإكثار من الملح والسمنة وقلة شرب الماء قد تؤدي جميعها إلى تدهور صحة الكلى، إن هذه العوامل تزيد من ضغط الدم أو تسبب الالتهابات، مما يضر بالكلى على المدى الطويل، وأظهرت دراسة نشرتها مجلة The Lancet عام 2020 أن الأشخاص الذين يتبعون أنماط حياة غير صحية أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى بغض النظر عن مستويات السكر في الدم.

أمراض القلب والعدوى وارتباطها بصحة الكلى

ترتبط أمراض القلب ارتباطا وثيقا بأمراض الكلى حيث يعمل العضوان معا، وأي ضعف في وظائف القلب قد يؤثر على تدفق الدم إلى الكلى، وبالمثل يمكن أن تزيد مشاكل الكلى من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي علاقة تعرف باسم "المتلازمة الكلوية القلبية" وتخضع للعديد من الأبحاث.

كما أن العدوى والانسدادات في المسالك البولية قد تؤدي إلى تلف الكلى إذا لم تعالج سريعا، فعلى سبيل المثال التهابات الكلى المتكررة أو حصوات الكلى التي تعيق تدفق البول قد تسبب ضررا طويل الأمد.

فباختصار لا يعد السكري السبب الوحيد لأمراض الكلى، بل تلعب عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم والالتهابات والأدوية والجينات وأسلوب الحياة دورا مهما، فمعرفة هذه المخاطر تساعد في اتخاذ خطوات وقائية مثل الفحوصات الدورية والتحكم في ضغط الدم وتجنب الأدوية غير الضرورية والحفاظ على النشاط والترطيب الجيد