الوجه الآخر للعاصمة.. اليابان تجبر المشردين على الإخلاء قبل الألعاب الأولمبية في طوكيو

مشرد- طوكيو مشرد- طوكيو
في الوقت الذي تضع فيه اليابان اللمسات الأخيرة على استعدادات استضافة الألعاب الأولمبية، تجبر المشردين في طوكيو  على الانتقال إلى مناطق "غير مرئية" للاختفاء من الشوارع الرئيسية بنهاية شهر مارس. إذ بع

في الوقت الذي تضع فيه اليابان اللمسات الأخيرة على استعدادات استضافة الألعاب الأولمبية، تجبر المشردين في طوكيو  على الانتقال إلى مناطق "غير مرئية" للاختفاء من الشوارع الرئيسية بنهاية شهر مارس.

إذ بعد أن ضرب إعصار هاجيس العملاق شرق اليابان في أكتوبر من العام الماضي، تسبب تشرد رجل كان يعيش في مأوى محلي للمشردين في غضب دولي كبير. وبينما تجذب الألعاب الأولمبية انتباه العالم أجمع، فإن أسلوب الحكومة اليابانية في التخفيف من ظاهرة التشرد يتم مراقبته بعناية هذه المرة.

وبينما تشير الدراسات الاستقصائية الرسمية إلى أن حالات التشرد آخذة في التناقص، إلا أن الدراسات الاستقصائية الخاصة تكشف عكس ذلك تماما، حيث تشير إحصائيات عام 2019 إلى وجود 1166 شخصا بلا مأوى في جميع أنحاء البلاد ، مع حوالي 4000 شخص ينامون يوميا في مقاهي الإنترنت الرخيصة.

فقد دفعت إعادة تطوير طوكيو أو تجميلها من أجل استقبال الألعاب الأولمبية إلى إزالة الخيام وبيوت المشردين المصنوعة من الكرتون على نطاق واسع، والتي تكون عادة منتشرة حول محطات القطار المركزية و في الحدائق العامة.

والجدير بالذكر أن التسول في اليابان أمر غير قانوني ويعاقب عليه القانون، وأنه لا يوجد تعاطف كبير مع المشردين هناك من قبل المواطنين، الذين عادة ما تؤخذ عنهم صورة نمطية بأنهم مجرد أشخاص تسببوا بفقدان كل ما يملكون بسبب إدمانهم للقمار ومعاقرة الخمور.

ففي عام 2019 ، اكتسبت طوكيو والمناطق المحيطة بها سكانا جددا للعام الثالث على التوالي، بحوالي 148783 شخصا على وجه الدقة، بزيادة وصلت إلى 8915 شخص عن العام السابق.

وفي حين يمكن أن يعزى تدفق السكان هذا إلى الوظائف ذات الأجور المرتفعة في طوكيو بصفتها عاصمة للبلاد، إلا أن مشاريع البناء الخاصة بأولمبياد 2020 قد جذبت أيضا الشباب العاملين الفقراء، الذين يتجمعون في نهاية اليوم سويا لإمضاء الليل في مقاهي الإنترنت التي تعمل على مدار الساعة. ولكن مع انتهاء أعمال البناء، سيجد الشباب أنفسهم عاطلين عن العمل، ومع توقع أن يستأجر السائحون شقق الإيجار قصيرة الأجل، هناك مخاوف من أن يجبر الفقراء العاملون على العيش في الشوارع.

في طوكيو، يمكن للمشردين كسب بعض المال من خلال جمع علب الألمنيوم وبيعها لمراكز إعادة التدوير. فوفقا للمقابلات التي أجرتها منظمة Moyai الخيرية خلال العام الماضي، فإن العمل الشاق الذي يجنيه المشرد يوما يكسبه حوالي 1000 ين (10 دولارات).

ولكن في الآونة الأخيرة اشتدت حدة التنافس بين الشباب والمسنين والمشردين على حد سواء، مما يجعل من الصعب الحصول على العلب والمجلات والأشياء التي يمكن استخدامها في عمليات اعادة التدوير.

تضم منطقة شينجوكو الداخلية في طوكيو أكبر عدد من المشردين. يمكن رؤيتهم ينامون في أرجاء محطة القطار ليلا. ولكن مع قيام السلطات باتخاذ إجراءات صارمة ضد التعدي على ممتلكات الغير، كجزء من الإجراءات المضادة للإرهاب، فإن المشردين يصبح لديهم خيارات أقل للجوء إليها.

وتم تركيب مخروطات برتقالية جديدة  وحواجز مسجلة في الأماكن التي ينام فيها المشردين المنتظمين. حيث تحظر العلامات التحذيرية على الحواجز النوم وترك الأمتعة في الشارع. و مما زاد الطين بلة ، فإن الخزائن المعدنية العامة التي يقوم غالبية المشردين بتخزين ممتلكاتهم اليومية فيها ، سيتم تعليقها على مدار الحدث الأوليمبي الذي سيستمر 17 يوما .

ينكر المسؤولون ادعاء فرض الإخلاء القسري للمشردين

خلال الأسبوع الذهبي في عام 2018 ، تم إجلاء المشردين من حديقة نيشي غوتشي في إكيبوكورو في شمال غرب طوكيو من قبل الشرطة وموظفي المجلس للتحضير لحدث رسمي مع الحاكم قسرا.

وقالت منظمة Moyai إنه بناء على بعض المحادثات مع من تم إجلاؤهم قسرا، لم يحصلوا في كثير من الأحيان على سكن بديل. في حين يقول المسؤولون المحليون أنهم يفكرون في إغلاق الحديقة في الليل بسبب الشكاوى المتكررة من قبل المواطنين بسبب المشردين .

تهدف خطة عمل حكومة طوكيو الحضرية، التي تم إطلاقها في عام 2016 ، إلى مساعدة جميع المشردين على العيش بشكل مستقل والانخراط في المجتمع. وتم التخطيط للمشروع الرابع ، والمعروف باسم "مشروع الإسكان الخاص الأول" الذي سيتم تنفيذه بين عامي 2019-2023 بالتعاون مع المنظمات غير الربحية و 23 من عنابر بلدية طوكيو. ولكن لم يتم نشر تفاصيل محددة مثل الأعداد المستهدفة أو طريقة الاختيار.

النهضة نيوز