مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الحيوانات يمكن أن يعالج سرطان البنكرياس لدى الانسان

أثار مرض الحمى القلاعية
على الرغم من أن مرض الحمى القلاعية قد تسبب في أزمة زراعية في المملكة المتحدة من قبل، إلا أن العلماء يقولون أن هذا المرض الذي يصيب حيوانات المزرعة بشكل خاص يمكن أن يساعد في علاج سرطان البنكرياس لدى الب

على الرغم من أن مرض الحمى القلاعية قد تسبب في أزمة زراعية في المملكة المتحدة من قبل، إلا أن العلماء يقولون أن هذا المرض الذي يصيب حيوانات المزرعة بشكل خاص يمكن أن يساعد في علاج سرطان البنكرياس لدى البشر.

فبحسب دراسة حديثة، جرى تطوير بروتين موجود في الفيروس المسبب لمرض الحمى القلاعية، والذي يسبب تقرحات في فم الأبقار والخنازير والأغنام، إلى دواء. فقد قال علماء في جامعة كوين ماري بلندن أنهم تمكنوا من شفاء فئران التجارب من أورام سرطان البنكرياس بل وحتى إطالة حياتهم. وأنهم يأملون أن نتائج هذه الدراسة الجديدة قد تمهد الطريق للتوصل إلى علاجات جديدة لسرطان البنكرياس في البشر.

وأيضاً، جرى  تمويل هذه الدراسة الحديثة التي نشرت في مجلة Theranostics العلمية من قبل صندوق أبحاث سرطان البنكرياس الخيري في المملكة المتحدة .

يعد سرطان البنكرياس هو السرطان الحادي عشر في قائمة الأمراض التي تصيب البشر في المملكة المتحدة، وذلك وفقا لمركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة ، فهو يتسبب بحوالي 9200 حالة وفاة كل عام.

كما أنه يصيب حوالي 57600 شخص في الولايات المتحدة سنويا، ويقتل حوالي 47050 شخصا، و ذلك وفقا لجمعية السرطان الأمريكية.

ويتوقع الأطباء والخبراء أن 1% فقط من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض لمدة 10 سنوات أو أكثر يبقون على قيد الحياة، لأنه غالبا ما يتم تشخيصهم في حالة متأخرة من المرض، ولأن خيارات العلاج الحالية محدودة فيما يتعلق بهذا النوع من السرطان. فقد ظل معدل البقاء على قيد الحياة لمصابي سرطان البنكرياس لمدة خمس سنوات أقل من 5% على مدى عقود لأنه لم يتم تحديد علاجات فعالة حتى الآن.

وتعليقا على الدراسة الجديدة، قالت الدكتورة إميلي فارثينج، مديرة المعلومات البحثية العليا في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: " لقد طورت هذه الدراسة في مرحلة مبكرة دواءً جديدا واعدا يقلل نمو أورام البنكرياس في فئران المختبر، وهو إنجاز كبير للغاية. ومع إجراء المزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كان هذا الإجراء آمنا وفعالا للمرضى البشر، نأمل أن يوفر يوما ما أملا جديدا للأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس ".

في مراحله المبكرة، نادرا ما تظهر أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس، وعندما تظهر آلام في المعدة ويتحول الجلد والعينين إلى اللون الأصفر ويبدأ الشخص بفقدان الوزن بسرعة كبيرة ، يكون الأوان قد فات على العلاج.

فإذا كان الورم كبيرا أو قد انتشر في الجسم، فإن علاج السرطان يصبح أكثر صعوبة ، حيث أن حتى الجراحة التي تعتبر الطريقة الوحيدة لعلاج المرض، لن تعد ممكنة في معظم الحالات المتأخرة.

ووفقا للعلماء، فالفيروس الذي يسبب الحمى والبثور في الماشية يمكن أن يكون المفتاح لمعالجة هذا المرض الفتاك. حيث أن مرض الحمى القلاعية، وعدم الخلط بينها و بين التهابات اليد والفم التي يمكن أن تصيب البشر، يمكن أن تكون قاتلة للحيوانات .

ركز العلماء بقيادة البروفيسور جون مارشال على جزيء الببتيد، أو البروتين المأخوذ من فيروس مرض الحمى القلاعية في الدراسة الجديدة. والذي يطلق عليه بروتين VP1.

حيث وجدوا أن البروتين يستهدف بروتينا آخر يسمى ΑvΒ6، والذي عثروا على مستويات عالية منه على سطح غالبية خلايا سرطان البنكرياس.

فمن خلال العمل مع شركات الأدوية الرائدة مثل AstraZeneca و ADC Therapeutics ، قام العلماء بدمج البروتين المأخوذ من الفيروس مع عقار قوي للغاية ، يسمى Tesirine لاستهداف خلايا سرطان البنكرياس.

وعندما عولجت الفئران المصابة بأورام سرطان البنكرياس بمزيج من البروتين والعقاقير بعد إعطائها جرعات منها مرتين في الأسبوع لمدة تصل إلى خمسة أسابيع، وجدوا أن أمراض البنكرياس التي كانت مصابة بها قد قتلت تماما.

حيث أعطيت الفئران التي كانت تحتوي على أورام البنكرياس جرعة صغيرة من تركيبة البروتين، والتي أوقفت نمو الأورام بشكل كامل. ولكن عندما زادت الجرعة وأعطيت مرتين في الأسبوع، وجد العلماء أن جميع الأورام في الفئران قد قتلت تماما واختفت نهائيا .

وقد أشار العلماء إلى أن أربعة أو خمسة من الفئران الثمانية التي أقيمت الدراسة عليها " شفيت تماما " باستخدام بروتين الفيروس المدمج مع هذا العقار الفعال للغاية .

حيث قال البروفيسور مارشال: " يستخدم فيروس الحمى القلاعية بروتين ΑvΒ6 كطريق لإصابة الماشية، حيث يرتبط الفيروس بهذا البروتين المتواجد على لسان البقر . فمن خلال اختبار أجزاء من البروتين الموجود في الفيروس الذي يرتبط ببروتين ΑvΒ6 ، قمنا بتطوير طريق لإيصال دواء مخصص إلى سرطانات البنكرياس مباشرة

واستخدم العلماء مزيج البروتين الفيروسي و العقار على خلايا السرطان البشرية في المختبر . حيث كان بعض هذه الخلايا يحتوي على بروتين ΑvΒ6 في حين أن البعض الآخر منها لم يكون كذلك.

و قد وجدوا أن الخلايا التي كانت تحتوي على بروتين ΑvΒ6 قد استجابت بشكل جيد مع العلاج الجديد، في حين أن الخلايا الأخرى كانت تحتاج إلى جرعات أعلى بكثير من الدواء حتى يتم قتل الخلايا السرطانية الموجودة فيها.

وخلص العلماء إلى أنهم يخططون الآن لإجراء مزيد من اختبارات تركيبة البروتين والعقار الجديدة على الفئران قبل الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر.

النهضة نيوز