يعتقد أن مشاهدة الأفلام الإباحية تسبب الاكتئاب لدى الشباب بشكل خاص، ولكن هناك القليل من الأدلة التي تثبت ذلك حقاً. حيث أن الأبحاث العلمية لا تظهر أن مشاهدة الأفلام الإباحية قد تسبب الاكتئاب بشكل مباشر.
ومع ذلك، قد يؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على صحتك النفسية ومزاجك بشكل مختلف، وكل هذا يتوقف على خلفيتك الشخصية والفكرية والعقائدية وكيفية استخدامك للمواد الإباحية واستمراريتك أيضاً.
وفي حين أن البعض قد يجد أنه من السهل الاستمتاع الأفلام الإباحية بشكل معتدل، فقد يصبح استخدامها من قبل البعض الآخر نوعا من أنواع الإدمان والالتزام الشخصي. فقد يشعر البعض بالذنب أو الخزي بعد قيامه بذلك حتى، مما قد يؤثر سلبا على صحتهم العاطفية والاجتماعية.
- هل يمكن أن يؤدي مشاهدة الأفلام الإباحية إلى الاكتئاب ؟
لا يوجد أي دليل على أن مشاهدة الأفلام الإباحية يمكن أن يسبب الاكتئاب أو يحفزه من الأساس. ومن بين الأبحاث المتاحة، خلصت دراسة أجريت في عام 2007 إلى أن الأشخاص الذين يشاهدون الإباحية بشكل مستمر غالبا ما يشعرون بالوحدة والعزلة الاجتماعية. ومع ذلك، فإن تلك الدراسة استندت إلى مسح شمل 400 شخص فقط، واعتمدت على الإبلاغ الذاتي ما يعني وجود احتمالية كبيرة في اختلاق النتائج و عدم الموثوقية في توثيقها من قبل المشاركين .
في حين استخدمت دراسة أخرى نشرت في عام 2018 ، عينة تتكون من 1639 شخصا لاستكشاف ارتباط بين الاكتئاب و مشاهدة الأفلام الإباحية والتعريفات والانطباعات الشخصية للأفراد لأفلام الإباحية .
حيث وجد الباحثون أن بعض الأشخاص يشعرون بالذنب أو الغضب أو الاكتئاب عند عرض المحتوى الجنسي أمامهم أو بعد قيامهم بمشاهدته . فهذه المشاعر يمكن أن تؤثر على صحتهم العاطفية بشكل سلبي و شامل .
و لكن لا يوجد أي بحث يظهر أن استهلاك المحتوى الجنسي والأفلام الإباحية يمكن أن يؤدي مباشرة إلى الاكتئاب أو يسببه .
- ماذا عن العكس، هل يشاهد الأشخاص المصابون بالاكتئاب الأفلام الإباحية بشكل أكبر من غيرهم؟
كما أنه لمن الصعب تحديد ما إذا كان مشاهدة الأفلام الإباحية يمكن أن يسبب الاكتئاب، فمن الصعب أيضا تحديد ما إذا كان الاكتئاب يمكن أن يؤثر على مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل فردي.
وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017 أن مستهلكي المواد الإباحية هم أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب إذا كانوا يعتقدون أن الإباحية خاطئة أخلاقياً أو أمراً يجب أن يقوموا به في السر أو يخجلوا منه.
أما بالنسبة لأولئك الذين لا يعتقدون أن الإباحية خطأ من الناحية الأخلاقية ، وجدت الدراسة أن المستويات المرتفعة من أعراض الاكتئاب كانت موجودة فقط عند أولئك الذين شاهدوا الإباحية بمعدل عالي وبوتيرة مستمرة أكثر من المعتدلة.
وقد خلصت الدراسة إلى أن الرجال المصابون بالاكتئاب من المحتمل أن يسجلوا مستويات مرتفعة من مشاهدة الأفلام الإباحية واستخدامها كوسيلة للتأقلم مع واقعهم المؤلم ، خاصة عندما لا يعتبرونها شيئا غير أخلاقي.
وبعبارة أخرى، خلصت الدراسة إلى أن الرجال المصابين بالاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة لمشاهدة الأفلام الإباحية أكثر من غيرهم .
كما وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم إجراء دراسات مماثلة مع النساء والأشخاص غير العاديين والأشخاص الشاذين جنسياً.
كما أن بعض الناس يعتقدون أن الإباحية سيئة و غير أخلاقية ، لذلك ليس من المستغرب أن البعض قد يسعى لربطها بسوء الصحة العقلية وأمراضها.
ولكن المشكلة في حقيقة الأمر ترجع إلى ضعف التوعية الجنسية والتعليم الجنسي في مرحلة المراهقة وبداية الشباب، والتي من المفترض أن تعطي انطباعات أفضل وأكثر شمولية حول المواد الإباحية والعلاقة الجنسية بشكل عام و الطريقة المثلى للقيام بها واستخدامها للحصول على النشوة الجنسية.
- كيف يمكنك معرفة ما إذا كان استخدامك للأفلام للإباحية يمثل مشكلة ؟
قد تكون عادات مشاهدة الأفلام الإباحية الخاصة بك مثيرة للقلق إذا :
1- تقضي الكثير من الوقت في مشاهدة الأفلام الإباحية مما يؤثر بالسلب على عملك أو منزلك أو مدرستك أو حياتك الاجتماعية .
2- مشاهدة الأفلام الإباحية ليس من أجل المتعة ، و لكن لتحقيق لرغبتك المحضة لمشاهدتها ، كما لو كنت تحصل على علاج .
3- مشاهدة الاباحية لحاجتك لتريح نفسك عاطفيا .
4- تشعر بالذنب أو بالأسى حول مشاهدة الإباحية بعد مشاهدتها .
5- تكافح من أجل مقاومة الرغبة في مشاهدة الاباحية .
• الخلاصة
إن فكرة أن استخدام و مشاهدة الأفلام الإباحية يمكن أن تؤدي إلى اكتئاب واسع النطاق غير صحيحة بالمجمل كونها لم يتم إثباتها خلال أي بحث أو دراسة علمية . فلا توجد دراسات توضح أن استخدام الإباحية يمكن أن يسبب الاكتئاب بأي شكل من الأشكال.
النهضة نيوز