في الوقت الذي انغمس فيه المستثمرون في التحديثات الإخبارية حول تفشي فيروس كورونا الصيني وتأثيره التشنجي على الأسواق المالية العالمية، أطلقت شركة ديزني هزة أخرى بإعلانها أن الرئيس التنفيذي المخضرم للشركة بوب إيجر تنحى عن منصبه.
وكان هذا آخر ما رآه حملة الأسهم، فلم يكن اختيار الشركة هو الذي توقعه معظم الناس، حيث يتولى بوب تشابيك رئيس شركة ديزني للمنتزهات الترفيهية، مهامه على الفور، وسيظل إيجر رئيسا حتى نهاية عام 2021 فقط .
يعتبر هذا التغيير هو الأكثر أهمية لشركة الترفيه العملاقة منذ أكثر من عقد، فقد أصبح إيجر وجه الشركة مثلما كان والت ديزني هو نفسه تقريباً، وكان مسؤولاً عن بناء العلامة التجارية العالمية والمحتوى الذي نال إعجاب العالم بأسره.
وبينما كان إيجر البالغ من العمر 69 عاما، يقترب من التقاعد لم يكن من المفترض أن يأتي مثل هذا الإعلان حتى العام المقبل. ولكن بسبب الاعلان في الوقت الحالي، تراجعت أسهم شركة ديزني بنسبة 6 ٪ في أسواق التداول بعد ساعات العمل الرسمية، حيث حاول المستثمرون استيعاب الصدمة التي تلقوها.
كما أن أي شخص قرأ مذكرات إيجر، والتي نشرت بعنوان "The Ride of Lifetime " بمعنى (رحلة الحياة) في العام الماضي، ربما يكون قادا على فهم أن كبير المديرين التنفيذيين الآخرين في ديزني، مثل كيفن ماير كانوا يتماشون مع مفاتيح المملكة السحرية، حيث أشرف ماير على عمليات ديزني الجديدة للبث التليفزيوني وسط رؤية ديزني الجديدة .
وقد أصبح محور الاهتمام داخل وخارج الشركة في الأشهر الأخيرة مع دخول ديزني صراعات الصناعة الحديثة مع إطلاق قناة ديزني بنجاح كبير.
وقد كرر إيجر تكرار ماير في الكتاب وقد وصف ماير بأنه خبير استراتيجي و صانع مبدع، وأنه لا يمكن للمدير التنفيذي أن يطلب شريكا استراتيجيا أفضل منه.
والسؤال المطروح الآن هو هل سيبقى ماير، خاصة بعد نقله لما قد تكون الوظيفة الأكثر حسدا في الشركات الأمريكية؟. وعلى الرغم من أن إيجر خلال مؤتمر عبر الهاتف عقده للمستثمرين والمحللين أمس حاول تهدئة المخاوف بشأن هذه الخطوة المفاجئة، ومن الصعب ألا نتساءل عن خلفية هذه الحركة الكبيرة ، حيث يحتمل وجود بعض الاحتكاكات والنزاعات الداخلية.
وبينما ظل أيجر يؤجل التقاعد على مر السنين، بدا أن المرشحين الخلفاء الآخرين سئموا من الانتظار و قرروا القيام ببعض الحركات الخاصة.
والحقيقة هو أن عدم اختيار ماير يثير سؤالا أكبر : كيف ينظر إيجر والشركة إلى مستقبل ديزني؟، فإن كان تشابيك يمثل نظرة الماضي لشركة دينزني، فإن ماير يجب أن يمثل نظرة ديزني الجديدة، وذلك بسبب أدوار كل منهما فقط.
وقال إيجر أنه لا يقوم بتوديع الشركة في الوقت الحالي، حيث أوضح أن السبب في تنحيه جانبا في الوقت الراهن هو أنه يمكن أن يركز أكثر على الجانب الإبداعي من ديزني، وأن ما يريد إنجازه أكثر من أي شيء قبل مغادرته هو القيام بكل شيء بشكل صحيح وخلاق، مضيفاً أنه يعد أن المحتوى أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث أن ديزني تقوم بمفردها بدعم شباك التذاكر و جذب المشجعين إلى خدمات البث المباشر، خاص مع دمج أصول شركة Fox و الحفاظ على شبكاتها الإعلامية التقليدية التي لا تزال تحصد معظم أرباحها .
ولكن هذا لا يزال جزءا فقط من سبب اختيار التنحي الآن، ومهما كان الأمر، فهي نهاية عصر ديزني، لقد ترك إيجر علامة لا تمحى، وقد ترك ديزني أفضل مما كانت عليه قبله.
النهضة نيوز