حزب الله

أخبار

الصواريخ الدقيقة هاجسنا الأكبر .. مسؤول إسرائيلي: المواجهة مع حزب الله قادمة

29 شباط 2020 16:38

كتب مراسل صحيفة نيوزويك مقالاً مطولاً تحدث فيه عن أبعاد المواجهة بين كل من حزب الله وإيران وحلفائهما من جهة، و"إسرائيل" من جهة اخرى، واذ أورد  توم أوكونير وهو مراسل الصحيفة، اثنين من المسؤولين (إيراني

كتب مراسل صحيفة نيوزويك مقالاً مطولاً تحدث فيه عن أبعاد المواجهة بين كل من حزب الله وإيران وحلفائهما من جهة، و"إسرائيل" من جهة اخرى، واذ أورد  توم أوكونير وهو مراسل الصحيفة، اثنين من المسؤولين (إيراني وإسرائيلي)، وتحدث المسؤولان عن مستقبل المواجهة التي قال الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير أنه: "لا مفر منها"، وكشف المسؤول الإسرائيلي عن استعدادات كبيرة تقوم بها دولة الاحتلال ضمن خطة "الزخم" وتهدف لمواجهة "الخصم الإيراني" فيما أكد المسؤول الإيراني استعداد بلاده للرد بقوة على الإسرائيليين، كما ردت على الأمريكيين بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الهاجس التي تعيشه "إسرائيل" هو برنامج الصواريخ الدقيقة، الذي يراكم حزب الله تطوراً نوعياً وكمياً عليه، فيما رفض حزب الله التعاطي مع مراسل الصحيفة، ووجهه إلى استماع خطاب نصر الله الأخير الذي يقدم اجابات لكل تساؤلاته.

وفيما يلي نص التقرير الذي ترجمته "النهضة نيوز" :

علمت مجلة نيوزويك الأمريكية أن إسرائيل مستعدة لضرب واحد من أقوى حلفاء إيران في الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها الجديدة للضغط على خصمها الإيراني، و أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحذر من العواقب الوخيمة في حال استهدافها أو استهداف حلفائها .  

و تأتي هذه الخطط كجزء من استراتيجية إعادة الهيكلة العسكرية الإسرائيلية، ضمن الخطة الجديدة التي مدتها خمس سنوات، والتي يطلق عليها اسم "الزخم"، التي تهدف إلى مواجهة الخصوم بشكل أفضل في جميع أنحاء المنطقة، و خاصة إيران ، بحسب ما صرح مسؤول عسكري إسرائيلي لمجلة نيوزويك .

و قال المسؤول الإسرائيلي ، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: " إن أحد الأهداف الأساسية هو تعطيل جهود حزب الله الشيعي اللبناني في تطوير صواريخ موجهة دقيقة من شأنها أن تعطيه ميزة استراتيجية في القتال، فإذا كنت تريد أن تعرف أين سيكون أعلى احتمال لجولة العنف أو التصعيد الأخطر التالي في الشرق الأوسط، فسيكون على الحدود اللبنانية بلا شك . فأنا أعتقد أن أهم شيء على قائمة أعمالنا في الوقت الراهن هو منع حزب الله من الحصول أو تصنيع الصواريخ الموجهة الدقيقة بأي ثمن ".

و أضاف المسؤول: " أعتقد أن المرة القادمة التي ستسمع فيها عن الأحداث القتالية في "إسرائيل" ستكون متعلقة بمشروع حزب الله لتصنيع الصواريخ الموجهة الدقيقة بلا شك " ، في إشارة إلى الترسانة الصاروخية الخاصة بحزب الله اللبناني، و المكونة من حوالي 130000 صاروخ ، حيث أن حزب الله يعتبر "جوهرة التاج" الخاصة بقوة القدس الإيرانية، الفرع الخارجي للحرس الثوري الإيراني، والتي تعادي "إسرائيل" بشكل خاص منذ زمن طويل .

و لكن، تعهد مسؤول إيراني شريطة عدم الكشف عن اسمه بأنه إذا تجاوزت إسرائيل الخط  المرسوم لها، فإن إيران و محور المقاومة الحليف لها سترد بقوة .

و قال المسؤول الإيراني لمجلة نيوزويك: " لقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات ضد إيران ، و قد قمنا بالرد . و إذا اتخذ النظام الإسرائيلي إجراءات ضد إيران ، فعلينا أن نرد بقوة و سنفعل ذلك دون تردد أيضا ".

واشنطن توسّع قائمة الإرهاب: إدراج  ثلاث شخصيات لبنانية و12 مؤسسة تجارية بزعم صلتهم بحزب الله

ورداً على اقدام الولايات المتحدة على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني في بغداد، هاجمت إيران القواعد العراقية التي تأوي القوات الأمريكية بقصف صاروخي مدمر، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي أعلنت عنهم الحكومة الأمريكية في وقت لاحق على فترات،  بالإضافة إلى فيلق القدس الذي يحتفظ بشبكة من الحلفاء تمتد إلى لبنان والعراق وسوريا و خارجها ، فإن إيران لديها أيضا أكبر ترسانة صاروخية و أكثرها تطورا في الشرق الأوسط و قد أظهرت الضربة الأخيرة قدراتها غير المسبوقة .

ولم يقدم المسؤول الإسرائيلي أو الإيراني تفاصيلا أكثر حول الشكل الذي قد تبدو عليه عملياتهما في المستقبل ، لكنهما أشارا إلى أنه من المحتمل أن تكون مثل هذه التحركات دفاعية بطبيعتها، إذ تشير خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة إلى أنه على الرغم من احتدام الموقف مع إيران لعقود من الزمن دون إثارة مواجهة كبيرة ، فإن التوترات المتفاقمة في جميع أنحاء المنطقة قد تعيد تشكيل معادلات الردع أو قد تخلق سوء تقدير حرج .

لقد تم تحديد العلاقة بين الولايات المتحدة و "إسرائيل" و إيران إلى حد كبير على قاعدة العداء المتبادل منذ الثورة الإسلامية عام 1979 ، و التي أطاحت بنظام ملكي مدعوم من الغرب و جلبت رجال الدين الشيعة إلى السلطة ، الذين استمروا في الحكم حتى يومنا هذا . و قد كانت إسرائيل قد واجهت بالفعل الدول العربية في سلسلة من الحروب منذ تأسيسها عام 1948 ، و قامت بالتهجير الجماعي للفلسطينيين الذي تلا ذلك او ما عرف بـ"النكبة الفلسطينية" ، لكن إيران أصبحت منذ ذلك الحين العدو الرئيسي لـ"إسرائيل" ، خاصة بعد أن اكتسب فيلق القدس ، الذي سمي على اسم مدينة القدس المقدسة المتنازع عليها منذ عقود بين المسلمين و إسرائيل ، النفوذ في لبنان في الثمانينات بعد تشكيل حزب الله اللبناني .

فقد تم تشكيل حزب الله خلال الحرب الأهلية الطائفية التي دامت 15 عاما في لبنان، و سرعان ما أثبت نفسه كقوة هائلة تقاتل الغزو الإسرائيلي الذي كان يهدف في البداية إلى هزيمة الفصائل المسلحة الفلسطينية التي كانت تقطن مؤقتا في لبنان. و قد استمر كلا من "إسرائيل" و حزب الله على مر السنين في خوض حربين رئيسيتين و العديد من الاشتباكات عبر الحدود ، كان آخرها في أغسطس الماضي . و الذي جاء هذا بعد فترة مدتها 48 ساعة تقريبا بدا فيها أن إسرائيل تهاجم الجماعات المدعومة من إيران على أربع جبهات .

 و في غضون يومين من ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل المشتبه به الرئيسي وراء محاولة الهجوم بطائرات مسيرة بالقرب من مكاتب حزب الله و الغارات الجوية على مواقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، و هي غارة أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر حزب الله في سوريا ، بالإضافة إلى عملية الاغتيال لشخصية من قوات التعبئة الشعبية في مدينة القائم الحدودية في العراق و استهداف مواقع لحركة حماس و الجهاد الإسلامي في قطاع غزة .

و في حديثه إلى نيوزويك ، صرح المسؤول الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تجمع المعلومات الاستخباراتية و تراقب القوات الموالية للإيرانيين و الإيرانيين في العراق و سوريا و لبنان و أماكن أخرى، و على الرغم من أن المسؤول الإسرائيلي اعتبر قيام الولايات المتحدة باغتيال اللواء قاسم سليماني ، المهيمن و صاحب الشخصية الكاريزمية و المؤثرة للغاية عملا هاما كان يمكن أن يضعف محور المقاومة الإيراني ، إلا أن الدلائل تشير إلى أن فيلق القدس سيواصل أو حتى يوسع الدعم لشركائه في الخارج .

كما و أشار المسؤول الإسرائيلي على ترقية العميد محمد حجازي ليصبح الثاني في القيادة خلفا للعميد إسماعيل قاني الذي حل محل سليماني مثالا هاما على تطوير فيلق القدس لنفسه .

حيث يزعم الجيش الإسرائيلي أن حجازي هو الشخص المهم  في طهران للتواصل مع و دعم حزب الله و متابعة مشروع تصنيع حزب الله للصواريخ الموجهة الدقيقة . و قد صرح المسؤول الإسرائيلي لنيوزويك بأن ترقية حجازي هذه تشير إلى مدى رغبة فيلق القدس في مواصلة التركيز و دعم على حزب الله ، كما و يسلط الضوء على جهوده المستمرة لنقل الأسلحة من إيران عبر العراق إلى سوريا و إنشاء قواعد عمليات متقدمة ضد إسرائيل .

أصبحت العمليات الإسرائيلية في سوريا عملية شبه منتظمة، فقد أبلغت تقارير  إعلامية يوم أمس الخميس عن هجومين مشتبه بهما ضد أهداف غير محددة خارج مرتفعات الجولان المحتلة.

و قال المسؤول العسكري الإسرائيلي لمجلة نيوزويك أن إسرائيل نفذت حتى الآن أكثر من 250 غارة ضد أهداف عسكرية إيرانية في سوريا ، و أنها أحبطت ست هجمات إيرانية قوية ، أربعة منها استخدمت صواريخ موجهة و كان من بينها صاروخ باليستي و طائرة مسيرة انطلقت من الدولة المجاورة التي مزقتها تسع سنوات من الحرب الأهلية .

و قال المسؤول الإسرائيلي لنيوزويك : " إن إيران لديها قدرات عسكرية كبيرة ، و ما تحاول إيران القيام به هو تقريب هذه القدرات من إسرائيل بأكبر قدر ممكن " ، معترفا بأن إيران أثبتت قدرتها على التغلب على المسافة ، و لكن أنشأت إسرائيل دفاعا رادعا أيضا من قيام إيران بشن ضربات فمثل تلك التي استهدفت الجنود الأمريكيين ردا على اغتيال سليماني الشهر الماضي .

و أضاف المسؤول الاسرائيلي : " راقبنا الهجوم على القاعدة الأمريكية في العراق باهتمام بالغ بالتأكيد، و لكن أؤكد مرة أخرى ، إذا ما حاول الإيرانيون مهاجمة إسرائيل كما فعلوا من قبل ، سيكون هناك أضرار مادية كبيرة و سيكون هناك العديد من الإيرانيين الذين سيتم شحنهم إلى إيران في توابيت ! ، و هذه هي المعادلة الآن ".

و مع ذلك ، قال المسؤول أن الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تتصور حربا متعددة السيناريوهات في وقت واحد ضد حلفاء إيرانيين في لبنان و غزة و سوريا ، و أنها تشمل احتمالا كبيرة لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى من إيران ، التي تقع على بعد 1000 كيلو متر تقريبا .

لم يعرب أي طرف في مثل هذا الصراع المحتمل القادم عن اهتمامه ببدء حرب شديدة ، و لديهم جميعا دوافع استراتيجية لعدم القيام بذلك بلا شك . كما و أعربت الولايات المتحدة و إسرائيل و إيران وحلفاؤها جميعا عن استعدادهم لتفادي مثل هذه الحرب ، حتى لو شعروا أن هذه المهمة أصبحت مهمة متزايدة الصعوبة و الأهمية لكل منهم .

حيث قال المسؤول الايراني لنيوزويك : " نحن في وضع دفاعي و نفهم أن اندلاع حرب شاملة مع الولايات المتحدة و غيرها لا يخدم مصلحتنا . فالجميع سيخسرون بما في ذلك الولايات المتحدة و ايران و المنطقة بأكملها ".

كما و أخبر المسؤول الإيراني نفسه مجلة نيوزويك في وقت سابق : " خلال الثلاثين عاما الماضية ، شهدت المنطقة ثلاث حروب ، الحرب الإيرانية-العراقية ، الحرب الأمريكية-العراقية الأولى عام 1991 و الحرب الأمريكية-العراقية الثانية عام 2003 ، و هناك أيضا الحرب الأمريكية في أفغانستان التي استمرت 18 سنة تقريبا . و الآن لقد سئمت المنطقة من الصراع ، و نحن نعرف آثار الصراع ، و لكن في الوقت نفسه ، علينا أن نستعد لكل شيء ".

و في حين وصف المسؤول الإسرائيلي سليماني بأنه العقل المدبر لعدم الاستقرار و زعزعة الأوضاع في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، اعتبر المسؤول الإيراني القائد سليماني عنصرا فعالا في مكافحة الإرهاب و داعش.

حيث لعب كل من فيلق القدس و محور المقاومة  دورا مهما ومؤثرا في المعركة ضد داعش في كل من العراق و سوريا و لبنان . و على الرغم من أن المتطرفين الإسلاميين نادرا ما يستهدفون إسرائيل ، إلا أن جهاديي داعش اجتاحوا عشرات الآلاف من الأميال المربعة من الأرض و فرضوا حكمهم المتطرف على الملايين قبل أن يتم القضاء عليهم من قبل مجموعة من القوى المحلية و الدولية التي تضمنت تحالفات تدعمها الولايات المتحدة و إيران جنبا إلى جنب مع روسيا .

فمع هزيمة داعش في معظم مناطق نفوذها ، أصبح اغتيال سليماني لا يزال يتردد في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، حيث تسعى طهران إلى حشد حلفائها في جميع أنحاء المنطقة للتحضير لنزاع محتمل قد ينشب في ساحة القتال المألوفة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية .

و عند الاتصال للاستفسار بشأن التوتر المتصاعد ، أحال ممثل لحزب الله مراسل مجلة نيوزويك إلى آخر تصريحات الأمين العام حسن نصر الله حول هذا الموضوع .

حيث أعلن الزعيم اللبناني خلال خطاب متلفز الأسبوع الماضي أن وفاة سليماني ، إلى جانب التحركات الأمريكية و الإسرائيلية تعتبر زعزعة للاستقرار ، و قد أوصلت محور المقاومة إلى أهداف و تطلعات جديدة . حيث قال الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله : " اليوم نحن بصدد مواجهة جديدة لا مفر منها " .

 

النهضة نيوز - ترجمة خاصة