بحسب شبكة عروتس شفيع العبرية: يفضل ملك الأردن رؤية جنود الإحتلال على حدوده على أن يرى جنود السلطة الفلسطينية بحسب شبكة عروتس شفيع العبرية: يفضل ملك الأردن رؤية جنود الإحتلال على حدوده على أن يرى جنود السلطة الفلسطينية
ليس من المفاجئ في ظل السباق العربي للتطبيع مع إسرائيل أن تكشف شبكة عبرية أن عددا كبيرا من الدول العربية التي تهاجم خطة ضم الضفة الغربية في العلن هي تدعمها في السر وأن تلك الدول لن تخاطر بمصالحه

ليس من المفاجئ في ظل السباق العربي للتطبيع مع (إسرائيل) أن تكشف شبكة عبرية، أن عدداً كبيراً من الدول العربية التي تهاجم خطة ضم الضفة الغربية في العلن، هي تدعمها في السر، وأن تلك الدول لن تخاطر بمصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل الفلسطينيين.

وليس مدهشاً أيضاً ما أورده، تقريرٌ عبري، بأن ملك الأردن، الذي خرج مهدداً (إسرائيل) باللجوء إلى العنف في حال أقدمت على ضم الضفة الغربية، هو في حقيقة الأمر، يفضل أن يرى الجنود الإسرائيليين على حدود الأردن، من أن يرى جنود السلطة الفلسطينية هناك.

الواقع العربي تغير، ما بعد قمة الخرطوم الشهيرة بـ لاءاتها الثلاثة، الدول العربية ترى أن مواجهة إيران، أولى وأبدى وأهم من مواجهة (إسرائيل) بل أن أنظمة خليجية، تحتمي بـ "تل أبيب" من طهران، وترى فيها خط الدفاع الأول عن العروش والكراسي.

وينطبق هنا بيت شعر قاله المتنبي ذات يوم لسيف الدولة الحمداني حينما وصف له كثرة الخصوم والخونة من حوله: " وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ..  فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ" .


تقول " شبكة عروتس شيفع العبرية"، في تقرير نشرته صباح اليوم الأربعاء، وترجمته "النهضة نيوز" بشكل حصري،  عن مواقف بعض الدول العربية التي تدعم خطة ضم الضفة الغربية للأراضي المحتلة، أن مسؤولين عرب كبار أكدوا أن عددا من الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة تدعم بهدوء خطة الضم الإسرائيلية الساعية إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على ما يقرب من ثلث مساحة الضفة الغربية ، و ذلك على الرغم من معارضتها للخطة عبر الإعلام الرسمي .

وخطوة ضم الضفة، هي جزء من متطلبات تطبيق صفقة القرن، التي تم الكشف عنها لأول مرة بتاريخ 28 يناير، وتتضمن بنداً ينص على السماح لـ "إسرائيل" بتطبيق السيادة على غور الأردن و منطقة البحر الميت و جميع المدن و المستوطنات الإسرائيلية في "الضفة الغربية" التي تطلق عليها دولة الاحتلال اسم "يهودا والسامرة" .

وفي سبتمبر الماضي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، قد تعهد بتطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن و البلدات الإسرائيلية في الضفة المحتلة ، و قد وافق على الفور على خطة ترامب فور صدورها .

تقول الشبكة الإسرائيلية، أنه من الناحية الرسمية ، اعترضت الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة ، بما في ذلك الأردن و مصر و الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية ، على خطة الضم و فرض السيادة الإسرائيلية هذه ، حيث أصدر عدد من القادة العرب إدانات أو تحذيرات من تنفيذها .

ومن ذلك ما قاله وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إن "ادعاءات نتنياهو بأن الدول العربية تقبل الضم هي تشويه للواقع و الموقف العربي . فالضم من جانب واحد في الضفة الغربية من قبل إسرائيل سينتهك القانون الدولي و يضر بشدة بالجهود الدولية لتحقيق السلام و تسوية سياسية عادلة في الشرق الأوسط ".

ومنه أيضاً، ما هدد به رئيس الوزراء الأردني بمراجعة علاقات بلاده مع "إسرائيل" إذا تم تنفيذ خطة الضم ، بينما قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن خطة السيادة يمكن أن تضع "إسرائيل" في "مسار تصادم" مع المملكة الهاشمية .

وبحسب الشبكة العبرية، فإن القادة الذين يدافعون عن حل الدولة الواحدة لا يفهمون ما يعنيه قيام (إسرائيل) بالضم ، فماذا سيحدث لو انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية ؟ ، الجواب الوحيد هو أنه سيكون هناك المزيد من الفوضى و التطرف في المنطقة . و قد قال الملك عبد الله الثاني في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر مع صحيفة دير شبيجل الألمانية ، أنه إذا ما أقدمت "إسرائيل" على ضم الضفة الغربية من نهر الأردن في يوليو ، فإن ذلك سيؤدي إلى صراع واسع النطاق مع المملكة الأردنية الهاشمية .

و عند الضغط عليه لشرح الخطوات التي سيتخذها الأردن إذا ما طبقت "إسرائيل" السيادة على أجزاء من الضفة الغربية ، رفض عبد الله تحديد ما إذا كانت بلاده ستلغي معاهدة السلام لعام 1994 ، لكنه قال أنه سيتم النظر في جميع الخيارات .

وتكشف شبكة "عروتس شفيع" أن الحقيقة وراء الأبواب المغلقة مختلفة بعض الشيء، تقول: " اتخذ القادة العرب لهجة مختلفة تماما ، و التي تراوحت ما بين التوفيق بين أنفسهم و خطة السيادة الإسرائيلية  أو حتى دعم تنفيذها" .

و وفقا لتقرير صادر عن صحيفة "إسرائيل هيوم" صباح اليوم الأربعاء ، فقد قال مسؤولون كبار من الأردن و المملكة العربية السعودية أنه في كثير من الحالات ، فإن المعارضة الرسمية للدول العربية لخطة لضم هي مواقف استعراضية فحسب ، و أنه خلال المحادثات الخاصة مع مسؤولي إدارة ترامب ، يقوم المسؤولين العرب إما بقبول أو دعم الخطة بقوة .

و قد صرح مسؤول أردني للصحيفة : " سيستمر الأردن في التعبير عن موقفه العلني ضد خطة الضم الإسرائيلية عبر وسائل الإعلام ، و ستكون تلك التصريحات العلنية بشكل رئيسي من قبل رئيس الوزراء و وزير الخارجية ، لكن الملك سيسمح لعملية الضم بالاستمرار بما سيضمن الحد الأدنى من الضرر لمصالح الأردن " .

و أضاف : " ألقى الملك عبد الله كلمة قبل بضعة أيام من عيد الاستقلال الأردني ، و تحدث عن الإنجازات العظيمة التي حققتها المملكة منذ تأسيسها ، و عن نجاح الأردن في وقف انتشار جائحة فيروس كورونا داخل المملكة . و كان الشيء الوحيد الذي لم يذكره الملك في خطابه و لو بكلمة واحدة هو موقف الأردن الرسمي من ضم غور الأردن و أجزاء من الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة . و حتى خلال مقابلته مع الصحيفة الألمانية ، امتنع الملك عن القول أن تنفيذ خطة الضم سيؤدي إلى إنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل ، و أن هناك بضعة أسباب لصمته في هذا الشأن ".

و أكمل : " إذا أوقف الأردن أو ألغى معاهدة السلام مع إسرائيل ، فإن ذلك سيضر بمكانة الأردن باعتباره راعي الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس . أضف إلى ذلك حقيقة أن الملك يفضل رؤية قوات الجيش الإسرائيلي على حدوده الغربية ، بدلا من القوات الفلسطينية أو الدولية ".

بالإضافة إلى ذلك ، ذهب دبلوماسي سعودي بارز و صديق مقرب لولي العهد محمد بن سلمان إلى أبعد من ذلك ، قائلا أن بعض الدول العربية أيدت بهدوء و بقوة خطة الضم و فرض السيادة الإسرائيلية .

حيث قال : " إن الموقف الرسمي لكل العالم العربي يعارض أي عملية يبدو أنها تضر بحقوق الفلسطينيين في تشكيل دولة مستقلة أو المصالح الوطنية الفلسطينية بالطبع . و مع ذلك ، يجب على الفلسطينيين أن يفهموا أن العالم بأسره و خاصة العالم العربي قد مر بتغييرات كبيرة منذ قمة (الرفض الثلاثي في الخرطوم) ، و هي قمة جامعة الدول العربية التي أقيمت في السودان بتاريخ 29 أغسطس 1967 ، و التي تعهد بها أعضاء الجامعة أنه لا سلام مع إسرائيل و لا اعتراف بإسرائيل و لا مفاوضات مع إسرائيل ".

و أضاف : " إن وجود إسرائيل و الاعتراف بها حقيقة قائمة بالفعل و لا يمكن إنكارها . و مع كل الاحترام الواجب لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في غور الأردن ، فإن الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية و مصر و الإمارات العربية المتحدة و الأردن لن تخاطر بعلاقاتها مع إدارة ترامب من أجلهم . خاصة و أننا نشعر أن ترامب سيفوز بإعادة انتخابه و سيستمر لفترة ثانية كرئيس للولايات المتحدة ، لكن الفلسطينين لم يكونوا حكيمين بما يكفي للاستفادة من حكومة داعمة مثل إدارة أوباما ، و ظلوا يرفضون التفاوض ، لذا فقد حان الوقت لأبو مازن و قيادته التي تنصحه و التي عفى عليها الزمن ، أن يستيقظوا و يفهموا أن المصالح العالمية و الإقليمية قد تغيرت . فإذا فاتتهم فرصة أخرى للحصول على دولة مستقلة ذات سيادة بجوار إسرائيل بسبب ضم غور الأردن و بعض المستوطنات ، فهم سيقضون العشرين سنة القادمة بلا أي شيء ".

وتنسب الشبكة العبرية، أقوالاً لمسؤول أمني مصري رفيع المستوى: "أن الصراع بين الدول العربية و إيران ، و كذلك الشراكة مع إسرائيل ضد طهران ، يفوق المعارضة العربية الفلسطينية لخطة الضم و فرض السيادة الإسرائيلية . حيث ​​أن أي زعيم عربي سني معتدل لن يخاطر بإيذاء جهود التعاون لاحتواء إيران لمجرد إرضاء مصالح السلطة الوطنية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني".

وخلال الأسبوع الماضي ، قدم الباحث و الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط ، يوني بن مناحيم ، ادعاءات مماثلة لتلك التي وجهها مسؤولون عرب استشهدوا بها في تقرير اليوم الأربعاء ، واصفا تعليقات الملك عبد الله في لقاءه مع صحيفة دير شبيجل الألمانية بأنه مجرد كلام لتهدئة السلطة الفلسطينية .

حيث قال بن مناحيم : " لا أعتقد أن الملك يريد دولة فلسطينية في الضفة . كما أنه سيفقد منصبه كحارس للأماكن المقدسة في القدس ، و هو وضع لم يتم المساس به في صفقة القرن الأمريكية، إن هذه القضية مهمة للغاية لهم كعائلة ملكية كما يعتبرون أنفسهم منحدرين من نسل نبي الإسلام محمد . أضف إلى ذلك حقيقة أن جد الملك قتل على يد فلسطيني على جبل الهيكل ، إن كل هذه الأشياء يعرفها الملك عبدالله جيدا و لا يمكنه تجاهلها أو الادعاء بجهلها ".

كما و زعم بن مناحيم أنه كانت هناك رسالة سرية أرسلت من الملك الأردني إلى (إسرائيل) عبر مؤسسة الدفاع الإسرائيلية قبل خروج الملك في مقابلة مع صحيفة دير شبيجل الألمانية .

 

مصدر المعلومات تقرير لشبكة "عروتس شفيع العبرية"
ترجمة: تامر سلامة 

فريق التحرير

النهضة نيوز - بيروت