مخيم شاتيلا

تقارير وحوارات

في "شارع الموت" بمخيم شاتيلا .. القتل بالمجان والمخدرات تباع كالخضار

فريق التحرير

17 حزيران 2020 18:33

خارج القانون وفوق كل الاعتبارات المجتمعية يعمل مروجو المخدرات في مخيم شاتيلا الذي يأوي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هناك يعمل تجار الممنوعات بشكل علني فللمخدرات سوق عادي كما أسواق الخضار زعم

خارج القانون وفوق كل الاعتبارات المجتمعية، يعمل مروجو المخدرات في مخيم شاتيلا الذي يأوي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

هناك، يعمل تجار الممنوعات بشكل علني؛ فللمخدرات سوق عادي كما أسواق الخضار، زعماء هذه الحرفة، يقتتلون بين الفينة والأخرى، وتتطور الخلافات إلى اطلاق نار وعمليات إنتقام تقلب شوارع المخيم الضيقة إلى ساحة حرب.

شارع أريحا أو حي فرحات الذي أطلق عليه سكان المخيم (شارع الموت)، هو جمهورية تجار ومروّجي المخدرات، بل هو حي الباطنية بحد ذاته، هو مركز تجميع المخدرات بمكان يعرفه الأهالي والفصائل يُدعى( الهنغار)، في هذا الشارع قُتل أكثر من 15 إصابة بين قتيل وجريح. وآخرها كانت زوجة شاب لبناني من منطقة الشمال، كانت تمرّ في "شارع الموت"، وتحمل طفلها الذي لم يتجاوز الأشهر، أصيبت بطلقين ناريين في رأسها نتيجة إطلاق نار بين تاجري مخدرات. نُقلت على أثرها إلى مستشفى المقاصد، ولكنها ما لبثت أن فارقت الحياة.

آفة المخدرات المستشرية في مخيم شاتيلا والتي أرخت بظلالها على حياة اللاجئين الفلسطينيين الاجتماعية والنفسية لم يتم مكافحتها بشكل جدي حتى اللحظة من المعنيين، وإذا وُجدت فإنها خجولة ولم تأتِ ثمارها، ولأن أبناء المخيم هم المتضررين الأساسيين من هذه التجارة المميتة والتي تقضي على جيل الشباب فإن أهالي المخيم كانوا هم رأس الحربة في محاربة التجار وكشف أسمائهم وأماكن ترويج سمومهم. فقامت المظاهرات الأهلية وهاجموا أوكار المروجين وأحرقوا بضائعهم من حبوب مخدرة و هلوسة.

وكانت هناك ردة فعل من المروّجين ضد الأهالي حيث لم يكتفوا بتدمير أولادهم بالمخدرات بل عمدوا إلى ترويج الشائعات ضد أهالي المخيم وضد نسائه تعدت الى التهجّم على العرض  والأخلاق في محاولة منهم وقف الهجمة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصّات الإعلامية الأخرى.

ولم تخل شبكة أخبار مخيم شاتيلا، المحرّض الأساس على هؤلاء المستهترين، بأرواح  أهل المخيم من توجيه التهديد بالقتل لعدة أشخاص اعتبرهم المروجون من المحرضين ضدهم. ولعل حسن عثمان الملقب ب (حسن أبو عزقة) الذي يدير ويترأس شبكة أخبار شاتيلا والمخيمات من أكثر الأشخاص المهدَّدين بالقتل لما يعلب من دور تحريضي ضد المروجين.

فقد تلقى العديد من التهديدات بالقتل إن لم يكف حملته ضدهم، وآخر تهديد كان من زوجة التاجر الفار والذي تسبب بقتل "ورود كنجو" بتاريخ 7/6/2020 .

هنا يجدر الذكر أن محاربة ومكافحة هذه الآفة لن يتم القضاء عليها من طرف واحد حيث أن جميع أنواع المخدرات وحبوب الهلوسة وغيرها من السموم يتم توريدها الى المخيم من الخارج عبر كبار التجار ، ويقوم صغار التجار والمروّجين في المخيمات ببيعها للشباب وحتى لصغار السن.

من هنا نرى أن المشكلة مشتركة بين المخيم والجوار، ومعالجتها مشتركة، إذ أن على الجهات الأمنية اللبنانية ملاحقة موردي السموم إلى المخيم، وعلى القوى الأمنية الفلسطينية ملاحقتهم داخلياً.

النهضة نيوز - بيروت