جيش الاحتلال

تقارير وحوارات

مسرحية إسرائيلة في جنوب لبنان: أنزلونا عن الشجرة

فريق التحرير

27 تموز 2020 17:50

أكثر ما هو مرهق في عرف الجيوش والمؤسسات الأمنية هو الدخول في حالة استنفار غير معلومة السقف والمدة الزمنية هذه الحفرة وقع فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اقدامه على اغتيال أحد كوادر حزب الله في سور

أكثر ما هو مرهق في عرف الجيوش والمؤسسات الأمنية، هو الدخول في حالة استنفار غير معلومة السقف والمدة الزمنية، هذه الحفرة، وقع فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اقدامه على اغتيال أحد كوادر حزب الله في سوريا، خلال القصف الذي طال المنطقة المحيطة بمطار دمشق قبل أسبوع. 

الحزب اللبناني الذي ثبت معادلة أعلنها أمينه العام السيد نصر الله، مفادها بأن أي عنصر من الحزب يقتل "غيلة" سيتم الرد على اغتياله بالطريقة التي يراها الحزب مناسبة، عزم على الحفاظ على قواعد اشتباكه القائمة، وقد وجدت "إسرائيل" بأن بيان إعلانه عن استشهاد علي كامل محسن، هو قرار بالرد. 

ومنذ ذلك البيان المقتضب، تعيش دولة الاحتلال حالة من الاستنفار المرهق، وهي حاولت عبر وسطاء دوليين اخلاء المسؤولية عن مقتل الشهيد محسن، لكن تصريحات نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، زادت المشهد غموضاً، فلم يوضح قاسم ما الذي يريد أن يفعله حزب الله، ما زاد المشهد غموضاً. 

وفي تمام الساعة 3:30 عصراً، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن مجموعة من حزب الله حاولت تجاوز الحدود، استهدفت دبابة إسرائيلية بصاروخ كورنيت، ثم أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال استهداف مجموعة من حزب الله، وتضاربت الأنباء حول مصير المجموعة العسكرية. 

وسط كل تلك الأحداث، كان الاعلام الاسرائيلي يتنظر بيان حزب الله، الذي يلتزم حتى اللحظة الصمت، الذي يزيد المشهد غموضاً. 

وفي تمام الساعة الخامسة مساءً بدأت معالم الحدث تتكشف، فقد تداولت مواقع الاحتلال والمحللين العسكريين الإسرائيلين عدة تحليلات للحدث، وجدت بعضها أن كل ما جرى هو "مسرحية" قام الاحتلال بنسجها إعلامياً، للنزول عن شجرة الرد، وانهاء حالة الاستنفار القائمة. 

وفي ذلك، ألمح يوسي يهوشاع وهو مراسل عسكري في يديعوت احرونوت  عبر تغريدة له، الى انه "لم يكن هناك خلية ولم يكن هناك تسلل، حيث استبعد ان يجرؤ أحد على تنفيذ عملية في وضح النهار، أمام جيش في ذروة استنفاره واستعداده العسكري".

كما شككت القناة الإسرائيلية 12،  في صدقية الرواية الإسرائيلية، وقالت "ما هذه الرواية؟" في إشارة إلى عدم منطقية تسلسل الأحداث الذي قدمه جيش الاحتلال. 

إضافة إلى ذلك كان ملاحظاً، أن الرواية الاسرائيلية كانت مليئة بالتناقضات، حيث أعلنت في البداية أن حزب الله استهدف دبابة بصاروخ كورنيت، ثم عادت ونفت الحدث، فيما بعد، أعلنت تصفية مجموعة من حزب الله، ثم قالت أن المجموعة استطاعت الهرب إلى لبنان. 

وفي ذلك، يرى خبراء في الشأن الإسرائيلي أن كل ما حدث يحمل عدة سيناريوهات،  أولها ان يكون ما جرى "مسرحية" قام الجيش بصناعتها بشكل إعلامي، في محاولة النزول عن شجرة الاستفار وانتظار ردود الفعل التي ينتظرها من حزب الله. 

ويدلل اسماعيل محمد على رأيه بالقول: إن العودة إلى الهدوء والحالة الطبيعية بشكل سريع، يؤكد أن الاحتلال يمسك بمفاصل الحدث كلها، وهو يعلم حدود وحيثيات ما حدث". 

ويرجح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الكرة في الوقت الحالي، في ملعب حزب الله، الذي قد يقرر الرد متى شاء. 

أما السيناريو الثاني، فمن المرجح أن يكون جنود الاحتلال قد توهموا تقدم مجموعة من حزب الله، وقاموا بإطلاق النار عليها، ليثبت فيما بعد أنه ما رأوه مجرد خيالات. 

ولعل تسلسل الأحداث من جانب الاحتلال، يعزز الرواية الأولى، بأن ما جرى هو مجرد مسرحية، لم يستطع الاحتلال انضاجها على نحو محكم.

 

وأخيراً، قالت مصادر مطلعة لقناة الميادين اللبنانية أنه لا شهداء لحزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة، ما يعزز فكرة نسف الرواية الإعلامية التي قدمها الاحتلال.

النهضة نيوز - بيروت