كورونا .. طواقم الصليب الأحمر في المواجهة

تقارير وحوارات

لبنان وسط معركة كورونا ..  تجربة المحاربين ناجحة والجولة الثانية من الوباء تحيطها الهواجس

باولا عطية

30 تموز 2020 10:50

دخل لبنان مرغما في الحرب العالمية مع فيروس كورونا البلاد التي لا تمتلك نظاما صحيا حديثا ومتطورا مقارنة بما تمتلك دول غنية وكبرى مثل الصين والولايات المتحدة استطاع أن يقدم تجربة يمكن وصفها بـ ا

دخل لبنان مرغماً في الحرب العالمية مع فيروس كورونا، البلاد التي لا تمتلك نظاماً صحياً حديثاً ومتطوراً مقارنة بما تمتلك دول غنية وكبرى مثل الصين والولايات المتحدة، استطاع أن يقدم تجربة يمكن وصفها بـ "الناجحة"، ساهمت بشكل أو بآخر، في المحافظة على رتم مدروس في التعاطي مع الفيروس.

تقدمت  "وزارة الصحة اللبنانية، والصليب الأحمر اللبناني، والمستشفيات الخاصة والرسمية" مشهد الحرب في مواجهة الجائحة، ومنذ الإعلان عن أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في لبنان يوم الجمعة 21 فبراير، اجتمع وزير الصحة اللبناني حمد حسن مع الجهات المختصة، وأعلن عن تشكيل لجنة لمكافحة الفيروس، وقال في أول تصريح له:  "بعد الاجتماع مع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا واللجنة المختصة لمكافحة العدوى، والاطلاع على الفحوصات، تثبت لنا إصابة سيدة (لم يحدد جنسيتها) قادمة من مدينة قم الإيرانية عمرها 45 عاما بفيروس "كورونا ".

واستمرت الحالات بالظهور، لكن ولحسن الحظ، فان عددها لم يتخط الـ 30 حالة في اليوم وذلك بسبب الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية ووزراة الصحة بشكل خاص، من اقفال للبلد وفرض عدم التجول واقفال المطاعم والملاهي والمطار... ولكن مع قدوم فصل الصيف اعيد فتح المطار والأماكن السياحية، فسجل العداد ارتفاعاً في النسبة اليومية للمصابين،  حيث ارتفع معدلها الى الـ 100 إصابة في اليوم، وطالت الإصابات الطواقم الطبية في المستشفيات من ممرضات وأطباء حيث توفي اول طبيب بفيروس كورونا.

كما وتوغل الفيروس في صفوف مسعفي الصليب الأحمر الذي سجل ما يعادل الـ 20 حالة حتى اليوم، كان آخرها 17 حالة في زحلة أصيب فيها مسؤول إقليم البقاع في الصليب الأحمر جوزيف داوود، وتوغلت الإصابات أيضا في صفوف الدبلوماسيين والسياسيين اللبنانيين حيث أعلن عن إصابة عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص .

ومنذ الإعلان عن اول إصابة بكورونا جهزت جميع المستشفيات الحكومية في لبنان لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، والتي يصل عددها الى حوالي الـ 30 مستشفى.

وقد فرزت الدولة عدداً من المستشفيات الحكومية لمواجهة الجائحة، وإلى الجانب منها،  جهزت عدد من المستشفيات الخاصة ومنها: مستشفى جبل لبنان، مستشفى رزق، مستشفى السان جورج، مستشفى الجعيتاوي، مستشفى الروم، مستشفى المقاصد، مستشفى auh، مستشفى الجامعة الأميركية، مستشفى الماعونات، مستشفى البوار، مستشفى تبنين، مستشفى بنت جبيل، مستشفى المنلا في طرابلس، مستشفى أبو جودة.

وحول الإجراءات الحكومية التي قامت بها الدولة لمواجهة الجائحة، تحدثت "النهضة نيوز" مع الدكتور محمود حسون، وهو مسؤول قسم "كورونا" في مستشفى رفيق الحريري، الذي أكد أن "مستشفى رفيق الحريري كانت اول مستشفى في لبنان جاهز لاستقبال حالات الكورونا، في الوقت الذي كانت فيه باقي المستشفيات الخاصة والحكومية تتحضر لتجهيز مراكزها بالمعدات الازمة، وما سعدنا هو أن المستشفى كان مجهز بالأدوات الطبية الازمة من اجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها، الى جانب العدد الكاف من الاسرة، اما باقي اللوازم الطبية فاستطاع المستشفى تأمينها من الدعم والمساعدات التي تلقتها المستشفى والتي لم تكن مادية بل دعم بأدوات إسعافيه وطبية متطورة من عدة جمعيات دولية ومحلية".

وأشار حسون الى انّ "المستشفى تم تقسيمه الى قسمين: الأول للمرضى العاديين، والمبنى الثاني لمرضى الكورونا"، مؤكدا أنّ "المبنيان منفصلان تماما عن بعضهما البعض، حرصا على عدم نقل العدوى بين المرضى العاديين والمصابين".

كما أكّد د. حسون أنّ "مستشفى الحريري استقبل جميع المواطنين اللبنانيين وغيرهم من الجنسيات المختلفة ان كانوا من حاملي الجنسيات السورية او الفلسطينية في الوقت الذي لم تكن المستشفى تحصل على أي دعم مادي، حيث قامت بعلاج العديد من المصابين مجانا وتحملت على عاتقها التكاليف، باعتبار ان عملها هو عمل انساني لا يهدف الى التجارة والربح، الا ان الوضع تغير بعد أن قامت المنظمات المعنية بحقوق اللاجئين السوريين بتغطية تكاليف علاج هؤلاء، كما تكفلت "الاونروا" بتكاليف علاج الفلسطينيين بلبنان.

 اما فيما يخص وزارة الصحة فأكد الدكتور حسون أنّ "الوزارة تغطي جميع المواطنين اللبنانيين غير المضمونين".

وعن خطورة الازمة وقدرة استيعاب المستشفيات العدد الكافي من المصابين شدد حسون على انّ "مستشفى الحريري حتى الآن صامدة وتملك القدرة الكافية على استيعاب الحالات ولا تعاني من مشاكل في هذا الإطار الا انه في حال استمرت اعداد الإصابات بالارتفاع، فهنا يتوجب على باقي المستشفيات الخاصة والرسمية تحمل القليل من المسؤولية لتخفيف العبء والضغط الحاصل على مستشفى الحريري".

وفيما يتعلق بما يشاع حول عدم الإعلان عن حجم الأرقام الصحيحة لأعداد الاصابات بفيروس كورونا في لبنان فعلق د. حسون بالقول "هذا الكلام غير صحيح، فمعظم التقارير التي أصدرتها وزارة الصحة منذ اعلان أوّل إصابة كورونا في لبنان، كانت تصدر من  مستشفى رفيق الحريري الجامعي وبالتالي الأرقام صحيحة 100% ولا شك في صدقيتها، ونحن نعتمد الشفافية بنقل أعداد وأرقام الإصابات"، متسائلاً "ما الذي سيدفعنا الى تزوير الأرقام او عدم الكشف عن العدد الصحيح للإصابات فهذا الموضوع سيضرنا بالدرجة الأولى"، معتبرا انه "يستحيل على المستشفى إخفاء حجم الإصابات الموجود لديها فهناك غرف واسرة محجوزة".

ورغم أن بداية الاستجابة الصحية في لبنان للجائحة، كانت ناجحة إلى حد ما، إلا أنه وفيما بعد، ارتفعت نسبة الإصابات على نحو ملحوظ، وهنا يعلق الدكتور حسون حول أسباب ذلك ،بالقول: "اللبنانيين غير واعيين لحجم الازمة ومستهترين بخطورة الوباء ولا يزالون يصدقون انه كذبة وأنّ لا وجود لكورونا، وذلك بسبب الإهمال وغياب الوعي وقلة المسؤولية عند بعض الافراد"، مشددا على "ضرورة التقييد بالتعليمات الوقائية واتخاذ التدابير الصحية الازمة".

مستشفى هوتيل ديو تنسحب من الحرب:

انتقلنا من مستشفى رفيق الحريري إلى هوتيل ديو، التي قررت الانسحاب من مواجهة الجائحة، وللوقوف على أسباب ذلك، التقينا بالدكتور جورج دبر، وهو المدير الطبي في المستشفى، وبرر دبر اغلاق قسم كورونا في المستشفى، قائلاً في حديثه مع "النهضة نيوز": "اغلبية الإصابات ليست حرجة وهم ليسوا بحاجة الى مستشفى حيث نسبة الوفيات ضئيلة جدا ونحن لا زلنا نقوم بفحوصات الـpcr  للمرضى ويصل عدد الفحوصات الى 250  فحص في اليوم وموضوع اغلاق القسم  ليس له علاقة بالتمويل".

وأضاف دبر "كنا من اول المستشفيات التي فتحت قسم كورونا وتحملنا الحالات لمدة شهرين، وطبعا هناك اليوم ارتفاع في الحالات واذا واصلت الحالات بالارتفاع "فالنظام الطبي سينكسر"، ولا نعرف كيف ستقاوم المستشفيات الوضع بالرغم من تجهيزها بالمعدات".

وتابع: "لاحظنا ان اعداد الإصابات زادت، لكن أعداد الوفيات لم ترتفع والسبب مجهول ومعظم الإصابات هي من المغتربين وحملات الخويف والتحذير هي بسبب معرفة الدولة أن النظام الطبي في لبنان ضعيف!"

مستشفى السان جورج تخوض المعركة

يظهر اسم مستشفى السان جورج، كواحدة من أهم  المستشفيات الخاصة التي شاركت في المعركة ضد وباء كورونا، يقول الدكتور جميل عازار وهو مسؤول قسم كورونا في المستشفى: "نحن وبكل فخر من اكتر المستشفيات التي تستقبل واستقبلت حالات إصابات بفيروس كورونا، وهو قرار استراتيجي اتخذته المستشفى حيث قررنا اننا لا نريد الاختباء وراء اصبعنا كما انه من الاسهل التعامل مع مرضى الكورونا لكوننا مطلعين على الإجراءات التي يجب اتخاذها، فاذا لم يكن المستشفى مجهز لاستقبال مرضى الكورونا فهذه كارثة لأننا إذا دخلنا غرفة العمليات ولم نكن نعلم ان المريض مصاب بالكورونا فنحن بذلك سننشر العدوى وننقلها الى الطاقم الطبي".

وتأسف الدكتور عازار في حديثه مع "النهضة نيوز" لعدم "وجود قرار موحد من المستشفيات حيث كل مستشفى تعمل وفق ما يناسبها" وتابع: "نحن في السان جورج قد جهزنا طابقا لمرضى كورونا وكل المرضى الذين يأتون الى المستشفى لإجراء أي نوع عملية نخضعهم لفحص الـpcr   وهو فحص مجاني تتحمل المستشفى تكلفته، والمستشفى قادرة على استيعاب 25 مريض (25 سرير) أما اذا ارتفع عدد الحالات اكثر من ذلك فسيصبح لدينا مشكلة وبالتالي سيتوجب على باقي المستشفيات الخاصة ان تفتح مركزا للكورونا".

تابع د. عازار " والتمويل يأتي ضمن طاقة المستشفى والتي لا نبخل بها طبعا ولكن في حال دخلنا في السيناريو الإيطالي فهذه مشكلة، والدولة تقوم بما هو مطلوب منها قدر استطاعتها الا اننا جميعنا مستسلمين لواقع ان الدولة عاجزة، وبالرغم من ذلك قاموا بما يفوق قدرتهم في ملف في مواجهة الجائحة، ولكنها لا تستطيع ان تزيد المساعدات وإذا كنا نتوقع من الدولة ان تعالج جميع مرضى الفيروس فهذا امر صعب، وطبعا مستشفى الحريري كانت تجربة ناجحة".

واعتبر أنّ "التخويف مهم لتوعية الناس واجبارهم على الالتزام ولكن السؤال هو هل لم يبقى لنا خيار الا الموت؟ كلا طبعا، فهناك حلول أخرى كتسكير البلد مثلا واتخاذ الناس الإجراءات الازمة ".

 

تشاؤم في مستشفى الجامعة الأميركية:

الحال في مستشفى الجامعة الأمريكية ليست على ما يرام، في زيارتنا لها، غاب التفاؤل وظهر الإحباط من مستوى الاستعداد لمواجهة الجائحة، إذ أوضحت في حديث خاص لـ "النهضة نيوز" انّ "حالات الكورونا مرتفعة جدا ولا دواء للمرضى سوى البانادول في حال ارتفعت حرارتهم،"، مؤكدة أن "كل مضاب بفيروس كورونا تظهر عليه عوارض المرض مسبقا وما من مصابين دون عوارض خصوصا الذين يحملون المرض بنسبة قوية ومتقدمة".

الصليب الأحمر .. جنود الظل

في الإطار نفسه قال مدير التدريب في الصليب الأحمر اللبناني د. شوقي أمين الدين انه "منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه ازمة كورونا في العالم كان الصليب الأحمر اللبناني الجمعية الوحيدة التي تكلفت من قبل مجلس الوزراء نقل أي اصابة او اشتباه بإصابة في لبنان، وبناء على المعايير الصحية العالمية باشر الصليب الأحمر اللبناني تنفيذ خططه الموضوعة إستباقياً ملتزما بأعلى معايير السلامة المتعلقة بكيفية نقل المصابين بالفيروس تامينا لحمايتهم، وذلك بالرغم من التكلفة العالية التي يتطلبها شراء المعدات الطبية والوقائية". 

وفسّر أمين الدين "إننا نلتزم بمعايير السلامة العامة ذات المستوى المتوسط لكافة المهمات والمستوى العالي للحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس". 

اما عن الإصابات في صفوف مسعفي الصليب الأحمر اللبناني فقال أمين الدين "الإصابات التي ظهرت من الطبيعي كان ظهورها، مع ارتفاع عدد إصابات المواطنين اللبنانيين بالفيروس وتلقائيا بما ان البلد مفتوح والمسعفين المتطوعين في الصليب الأحمر اللبناني هم مواطنين أيضا يتخالطون مع اشخاص من خارج المركز، سيكونون بطبيعة الحال معرضين للإصابات"، مضيفا "اول حالتين ايجابيتين كانت لمسعفين التقطوا الفيروس من خارج المهمات الاسعافية الامر الذي يطمئننا أكثر ويزيد من ثقتنا بالإجراءات الوقائية ومعدات الحماية التي نعتمدها. 

 

وعن التمويل والدعم المادي الذي يتلقاه الصليب الأحمر اللبناني لتامين الأجهزة والمعدات المطلوبة أجاب د.امين الدين "قمنا بإطلاق نداء دولي موجه لشركائنا في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر لتغطية الاحتياجات منذ بدء ازمة الكورونا  وقمنا بحملات جمع تبرعات  بأول مراحل الكورونا تتضامن فيها العديد من الجمعيات والافراد والمؤسسات داخل لبنان وخارجه" ، مؤكدا انه منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه اجتماعات المخصصة لمواجهة فيروس الكورونا كنا مجهزين للتعامل مع الوضع لانه سيكون أمر غريب حدا وغير مهني اذا واجهنا الوباء ولم نكن محضرين له لذلك جهزنا فريق للترصد الوبائي داخل الجمعية كما لعب فريق الإدارة الطبية دورا مهما في وضع البروتوكولات حول طريقة التعامل مع المريض، الى جانب تجهيز الجزء اللوجستي وتدريب الفرق وتحضير اقسام الحجر لاستقبال المسعفين المصابين وغير المصابين، كما لدينا برنامج دعم نفسي وبرنامج دعم الاقران الذي يتضمن خبراء يتحدثون مع المسعفين وفي حال وجود مشكلة يحولونه الى مختصين". 

ولفت الى انّ "الصليب الأحمر اللبناني "ما في ينتظر الازمة لتصير ليشتغل والسر في نجاحنا هو دوراتنا التي تهدف الى تامين بيئة آمنة وإيجابية للمسعفين والمرضى والمجتمع وخطتنا قابلة للتطوير وتحركها البيانات العلمية". 

وعن إمكانيات الصليب الأحمر اللبناني بضبط الوضع قال د.أمين الدين "إمكانية السيطرة على الوضع مرتبطة بعدد  الحالات وكيفية تطور الوباء بلبنان فحتى الصليب الأحمر لديه إمكانية تحمل معينة و"ماكسيموم ليميت"، ونحن لا زلنا قادرين على الاستجابة وتلبية المهمات ووضع خطط لاستباق الازمة والاستجابة مبنيّة على قاعدة المعلومات العلمية التي نملكها وانطلاقا من هنا ،هناك خلية لإدارة الازمة موجودة في الإدارة المركزية، الا انّ القطاع الصحي والمنظومة الصحية كلها في لبنان تظهر انه افي الشكل الذي نتوجه فيه ومع ارتفاع ارقام الإصابات نحن ذاهبون الى وضع خطر وسيء". 

أما عن تأثير إصابات المسعفين في الصليب الأحمر على صورة المؤسسة فأجاب "أثرت كثيرا انما بطريقة إيجابية فلا يمكنكم تخيل كمية التعاطف والمناصرة التي تلقينها وعدد الاشخاص الذين وقفوا الى جانب الجمعية ومتطوعيها من أهالي المسعفين وقدامي الصليب الأحمر وأهالي المنطقة والمجتمع ككل وهذا التضامن الكبير حصل مرتين المرة الأولى كانت في اول الازمة والمرة الثانية مع ظهور إصابات في صفوف المسعفين ولا يزال تعاطف مستمراً ونحن بالتالي نعتز بهذا التعاطف ونقدره عالياً ونشكر الجميع عليه". 

وفي مسالة نقل ارقام الإصابات بدقة قال "منذ نقل اول إصابة ونحن نعمل بشكل شفاف بكافة المجموعات والشفافية طالت أيضا تقاريرنا المالية حيث لم نعرض فقط اعداد الإصابات بل نشرنا أيضا قيمة الأموال التي تلقيناها موضحين اين ذهب وكيف صرف، واساس مصداقيتنا هو شفافيتنا بالتعامل مع الازمات لان الموضوع يتعلق بسلامة الناس، مشددا على أنّ "الإصابة بالفيروس ليست شيئا معيبا وكل شخص معرض و"كل ما صار عنا إصابة إيجابية عم نعلن عنها  ونحجر  الشخص المصاب ولن نخبئ أي إصابة ".

وختم الدكتور أمين الدين" إن الصليب الأحمر اللبناني مستمر بتأدية مهماته الإنسانية وسيبقى في خدمة من هم بحاجة وإلى أبعد من الواجب" 

وعن التوقعات بقدوم الموجة الثانية من الجائحة،  أكّد رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب عاصم عراجي، في حديث لصحيفة "الأنباء" أننا، "ما زلنا في الموجة الأولى من الوباء، ولم ندخل بعد في الموجة الثانية التي ستبدأ في أيلول وتشرين الأول المقبلَين، والتي من المتوقع أن تكون أخطر بكثير مع تعذّر العلاجات المطلوبة، وحاجة المستشفيات إلى الأجهزة والأسرّة".

وقالت مصادر طبية لموقع "النهضة نيوز" أنّ فحوصات الـpcr   ليست دقيقة وهناك أخطاء في التحاليل ما يلزم المستشفيات والمختبرات بتكرار الفحص لأكثر من مرة للتأكد من النتيجة".

وفي خلاصة الأمر، يبدو أن البلاد قدمت في بداية الأزمة استجابة جادة في التعاطي مع الفيروس، لكن إمكانية الاستمرار في ضبط الأوضاع بدون سقف زمني، أمراً محالاً.

وقد لعبت عدد من المستشفيات الحكومية دوراً محترماً ومتقدماً في التعاطي مع الجائحة، وتعاطت مستشفيات خاصة أخرى بأنانية مع الحدث، غير أن الهيئة الدولية للصليب الأمر، مارست دوراً متقدماً.

وعلى أية حال، يبدو أننا لا زالنا نراوح في ذات الاختبار، فالموجة الثانية من الفيروس قادمة، ولابد من تكاتف الجهود للوقاية منها، وللنجاة من انهيار النظام الصحي، الذي يتهدد البلاد.


 

النهضة نيوز - بيروت