اغتيال رفيق الحريري 2005

تقارير وحوارات

استدعاء رفيق الحريري من جديد .. المحكمة الدولية "تنفخ" في "بوق" الفتنة

باولا عطية

4 آب 2020 16:32

خمسة عشرعاما مرت على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري إذ شهد العام 2005 الحدث الذي أحدث زلزالا في الشارع اللبناني ووضعته على حافة حرب أهلية طائفية كان من الممكن أن تندلع بين ا



خمسة عشر عاماً مرت على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، إذ شهد العام 2005
زلزالاً هزّ الشارع اللبناني، ووضعه على حافة حرب أهلية طائفية كان من الممكن أن تندلع بين السنة والشيعة في البلاد، مع خروج القوات السورية من البلاد، بعد 29 عاماً من الوصاية.

فريق 14 آذار، وجه أصابع الاتهام في اغتيال الحريري لحزب الله، فيما أدانت المحكمة الدولية التي أنشئت لاحقاً عدداً من عناصر "الحزب" بتنفيذ العملية التي تمت بتفجير شاحنة تحوي 3000 كيلو جراماً من المواد شديدة الانفجار بموكب الحريري، ما تسبب بمقتل 21 شخصاً.

"حزب الله" الذي أعلن موقفاً واضحاً من المحكمة الدولية، رأى أنها "مسيّسية وأنشئت خصوصاً لاتهامه بالحدث، رافضا الإدلاء بأية تصريحات.

غير أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وصف جهود المحكمة الدولية بأنها "لعب بالنار".

ويتزامن تسليط الأضواء على الحكم الذي ستعلنه المحكمة الدولية، مع أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها البلاد، وهو الأمر الذي يرى فيه مراقبون، حلقة جديدة من حلقات تضييق الخناق على حكومة حسان دياب، وفرصة لزيادة الضغوط على "حزب الله"، حيث أنه من المؤكد أنّ "حزب الله" سيرفض قرار المحكمة الدولية بتسليم المتهمين، وهو الأمر الذي سينقل البلاد إلى مربع جديد من الأزمات.

المتهمون في الحدث

افضت التحقيقات التي زعمت المحكمة الدولية أنها أجرتها، إلى اتهام عدداً من عناصر وقادة "حزب الله" باغتيال الحريري،وبالإضافة إلى القيادي مصطفى بدر الدين الذي قضى في سوريا، والمتهم بحسب المحكمة الدولية بالمسؤولية الكاملة باغتيال الحريري، اتهم حسين عنيسي (46 عاماً) وأسد صبرا (43 عاماً) بـ "تسجيل شريط فيديو مزيف بثته قناة "الجزيرة" يدعي المسؤولية نيابة عن جماعة وهمية أطلقت على نفسها "جماعة النصر والجهاد في بلاد الشام"
، وتتضمن لائحة الاتهامات الموجهة لهما على صفحة المحكمة الدولية "التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة" و"التدخل في جريمة قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجّرة".

واتهم أيضا حسن حبيب مرعي بـ "التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي" وقتل الحريري والقتلى الآخرين عمداً.

فيما أدين سليم عياش (56 عاماً)، بالمسؤولية عن " تنفيذ عملية الاغتيال والمشاركة شخصياً في التنفيذ". وهو متهم بأيضا محاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة (2004) ووزير الدفاع آنذاك الياس المر، واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي (2005)".

وبالعودة إلى مصطفى بدر الدين (55 عاماً)، فقد كان يُعدّ المتهم الرئيسي و"العقل المدبر" لعملية اغتيال الحريري. وقد أعلن الحزب استشهاده في أيار 2016 قرب مطار دمشق على يد جماعات تكفيرية.

ومع اقتراب موعد صدور حكم المحكمة الدولية في 7 آب الجاري، يتخوف الداخل اللبناني من وقوع فتنة سنية شيعية أو تحركات عنفيّة قد تخلّ بالأمن في لبنان.

ومع محاولة "حزب الله" والحكومة اللبنانية الابتعاد قدر المستطاع عن الاضطراب الداخلي، يرى القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، أن "الفتنة وقعت فعلاً عندما اغتال "حزب الله" رفيق الحريري".

ويتابع علوش في حديثه لـ "النهضة نيوز" :"أخذنا قرارا آنذاك بعدم إشعال نار الفتنة والذهاب الى المحكمة الدولية، واليوم نقول انه كما لجانا للقضاء والمحكمة الدولية لكشف الحقيقة سنحرص على أن ينفذ مجلس الامن الحكم".

وأضاف:  "قد تدخل بعض الشخصيات وتزايد علينا ليقولو انهم حريصين اكتر منا على الشهادة الا ان الحقيقة واضحة وضوح الشمس، امّا الفتنة وتداعياتها فتسبب بها حزب الله والقرار الأخير يعود الى المحكمة الدولية".

وردا على سؤال اذا ما كان الحزب سيسلم المطلوبين بجريمة اغتيال الحريري قال علّوش "اذا سلم "حزب الله" هؤلاء الأشخاص للمحكمة هذا يعني عمليا اعتراف الحزب بالحكم وبعمل هؤلاء ويؤكد ان هناك من اعطى الامر بالاغتيال"، معتبرا أنّ "الامر باغتيال الحريري جاء من ولاية الفقيه".

ورغم أنّ العلاقات بين قادة الجيش اللبناني والولايات المتحدة الأمريكية واضحة، إضافة إلى أن عدداً من الأحزاب اللبنانية تجاهر في علاقتها المميزة مع السعودية والولايات المتحدة، و "إسرائيل" سابقاً، إلا أن مصطفى علوش يرى أنّ "حزب الله" اغتال الحريري بسبب علاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية"، ويقول: "حزب الله كان يتهم رفيق الحريري دائما بالتعاون مع اميركا، وطبعا له مصلحة باغتياله فالحريري كان يقف بوجه المشروع الإيراني في المنطقة وبسط حزب الله سلطته على المناطق كما يفعل اليوم، وليس من الضروري ان يكون هو من اغتاله بل من الممكن ان يكون قد كلّف المهمة لآخرين".

 

النهضة نيوز - بيروت