أخبار

من المسئول عن تحول "مكتبة الاسكندرية " الى "مخازن للكتب والخردة" وليس "مركز اشعاع حضاري وثقافي عالمي

6 نيسان 2019 18:27

هل تحولت مكتبة الإسكندرية لمركز للبيروقراطية والروتين الحكومي المصري. مثل كل الأشياء الى لا تظل على حالها؛ يبدو ان "مخازن الكتب والخردة" التي يعرفها الناس بـ "مكتبة الإسكندرية" قد تحولت من مركز إشع

هل تحولت مكتبة الإسكندرية لمركز للبيروقراطية والروتين الحكومي المصري.

مثل كل الأشياء الى لا تظل على حالها؛ يبدو ان "مخازن الكتب والخردة" التي يعرفها الناس بـ "مكتبة الإسكندرية" قد تحولت من مركز إشعاع حضاري وفكري الى حال مشابه للمخازن ومسئولي العهدة الذين لا يهمهم الاستفادة بما تحويه المخازن بقدر ان تكون العهدة في مكانه, ان تكون في مكانها حتى لو تعرضت للتلف, او غمرها الغبار, او أكلتها الفئران, المهم ان تظل العهدة والمحزونات في مكانها بلا حراك, بلا إزعاج لهم, بلا أي استفادة منها.
يذكرني ذلك بموقف الموظف المسئول عن "وسائل الإطفاء" في المصانع والشركات الحكومية, فاول شيء ياتي الى تفكيره حين يرى "إنسان هبت فيه النار وبدا يحترق" هل يحق له إخراج وسائل الإطفاء واستخدامها بلا مسائلة قانونية تعرضه للضرر, هل يحق له ان يستخدم وسائل الإطفاء إذا حدث حريق خارج اسوار المصنع؟ !
حدث ذلك مع احد الباحثين المغمورين المصريين حين تقدم بمقترح لتقديم محاضرة جديدة في مكتبة الاسكندرية عن موضوع جديد تماما ـ وربما كان ذلك سببا كافيا في بداية مهزلة ضحالة وتخلف المكتبة ـ " جـزيـرة بـحرية مصرية جديدة في البحر المتوسط أمام سواحل الإسكندرية 
فقد وافقت المكتبة وأحالت الباحث الى "مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط" , ووافقوا مبدئيا , وطلب منهم الاطلاع على خريطة أعماق البحر أمام الإسكندرية, ووفقوا في البداية, وطلبوا مني الحضور يوم آخر, وحضر وطلب الاطلاع على خرائط الأعماق , ولكنه وجد موظف الخرائط يرفض اطلاعه عليها, فسال هل تم تصوير الخرائط بالاسكنر ووضعها على الكمبيوتر, قيل له لا, فقال لهم لماذا لا تطلبوا مساعدة من لديه الخبرة وأجهزة التصوير الرقمي الحديث (سكنر) قيل له : ـ عندنا ذلك, ولكن لا نستطيع , ثم عاود طلبه بأنه يريد رؤية الخريطة , فربما يجد بعض العيوب والمعلومات الناقصة, والتي تحتاج إلى إعادة تحديث, أي ان تقوم مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع هيئة المساحة برسم خريطة احدث واقوي, ولكن قوبل طلبه بالرفض, فأعاد السؤال: ـ فكيف يتم الاستفادة من هذه الخرائط؟.
وعلى أي حال لم يستطع الباحث ان يرى الخرائط بسبب منع مسئول الخرائط لذلك, والاهم من ذلك حين قام مركز دراسات الإسكندرية برفض إجراء المحاضرة, لسبب غريب, هو ان الموضوع يحتاج الى خرائط أحدث (وهو ما تم رفض تقديمه له او لغيره)+ دراسة ميدانية مستحيلة الحدوث لان نقطة البحث  تجري في "منطقة عسكرية" غير مسموح لمدني بالتواجد فيها, على أي حال تكتفي المكتبة بعرض محاضرات الزمن الغابر وكل ما له علاقة بتاريخ الإسكندرية القديمة, ولا مجال لرؤى المستقبل او التخطيط الاستراتيجي او غيرها من الأفكار والعلوم الحديثة, تكتفي المكتبة بتقديم موسم ثقافي اشبه بالاضحوكى, منها على سبيل المثال : ـ "لقاء مفتوح مع وزير الثقافة المصري", "لقاء مع ممثل كوميدي (محمد صبحي) ودوره في المسرح, لا تستضيف باحثين حقيقيين حتى لو كانوا مغمورين او خلاف ذلك
ومن يستطيع تقييم اعمال مكتبة الاسكندرية العلمية، فقد تم رصد العديد من الاخطاء العلمية الفادحة في كتاب "أطلس الإسكندرية" الصادر عن المكتبة, حيث لم يتم استشارة الجغرافيين في كلية الاداب او غيرهم في المساحة المدنية او العسكرية, لذا جاء هزيلا من الناحية العلمية, وهو عبارة عن كتاب فاخر يحوي مجموعة من الخرائط قيل عن الاسكندرية, ولكن في داخل الكتاب تم الاكتفاء بقولهم "خرائط وسط الاسكندرية", في حين ان الحقيقة ليس ذاك ولا ذاك, لان الخارئط ضمت فقط وسط الشريط الساحلي للاسكندرية, ليس اكثر, يبدأ من المعمورة وينتهي عند رأس التين, أين الباقي؟, غير موجود, وأين خرائط توضح خصائص شاطئ الإسكندرية والتيارات البحرية ومناطق الأعماق المختلفة وخرائط مناطق حطام السفن؟, غير موجود, واين الجزء الجنوبي من الإسكندرية؟ , غير موجود, وأين  حدود محافظة الإسكندرية مع باقي المحافظات  المجاورة؟ , غير موجود, واين خطوط الطول ودوائر العرض, ربما الغتهم مكتبة الاسكندرية !.
كل ما نعرفه ان مكتبة الاسكندرية  تسمح بعرض كل الكتب, بما فيها الكتب التي تطعن في الذات الإلهية لان ذلك حرية ابداع, ولكنها لا تسمح باي تجديد او ابتكار او تخطيط او رؤى للمستقبل.
مثل أي جهة حكومية , حاول ان تتجول فيها كيفما شئت, واياك ان تسال احد عن عمله, لانك ستجد الكثير من الغرف والكثير من الأشخاص الذين ليس لهم عمل حقيقي على الإطلاق, ليس لهم أي دور في المكتبة فعليا, ستجد المئات من الغرف بها بعض الجالسين الذي لا يقومون بشيء, لا ينتجون العلم, بل يسمحون بدخول الزوار الى المكتبة للاطلاع على الكتب العادية فقط, وليس صناعة المعرفة وحسن نقلها للاجيال القادمة.