يبدو أنه زمن أردوغان الجميل، تتوسع تركيا هذه الأيام شرقاً وغرباً، تتدخل ليبيا والعراق وسوريا وتجتاح القارة السمراء، يوم أمس، أعلنت أنقرة وهي تستعيد نفس "الإمبروطورية العثمانية" البدء بأبحاث التنقيب
يبدو أنه زمن أردوغان الجميل، تتوسع تركيا هذه الأيام شرقاً وغرباً، تتدخل ليبيا والعراق وسوريا وتجتاح القارة السمراء، يوم أمس، أعلنت أنقرة وهي تستعيد نفس "الإمبروطورية العثمانية" البدء بأبحاث التنقيب عن الغاز والنفط الطبيعي في شرق وجنوب جزيرتي رودس وكاستيلورزيرو اليونانيتين.
وتعني هذه الخطوة، تعزيز السيطرة العسكرية لتركيا في منطقة شرق البحر المتوسط، إلى جانب ذلك بدأ الجيش التركي بمناورات عسكرية انطلقت في 6 أغسطس ، أي في نفس اليوم الذي وقعت فيه مصر و اليونان اتفاقية الحدود البحرية لترسيم الحدود بين المناطق الاقتصادية الخالصة للبلدين.
و قد وصفت تركيا، التي وقعت اتفاقا بحريا مشابها مع ليبيا لنفس الغرض ، الاتفاق المبرم بين اليونان و مصر باطلا و غير قانونيا ، متهمة أثينا بعدم الالتزام بتعهدات حل النزاعات الإقليمية بشكل ثنائي .
بالإضافة إلى ذلك ، لا تعترف تركيا بادعاء اليونان بأن مياهها الإقليمية تبدأ حدودها من جنوب جزيرة كاستيلوريزو ، التي تعتبر أبعد الجزر اليونانية عن برها الرئيسي . و قد أوضح الجيش التركي أن مناورات القوات المدفعية ستستمر حتى الثلاثاء ، و ذلك بحسب موقع للبحرية التركية ، و أنها رسالة من أنقرة بأنها لن تقبل أي اتفاق أو تحرك من شأنه أن يحد من مصالحها البحرية في البحر المتوسط .
و قال إبراهيم كالين وهو المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، في مقابلة مع قناة CNN-Turk التلفزيونية في وقت متأخر من ليلة أمس الأحد: " لقد دخلنا في محادثات مع اليونان منذ الشهرين و نصف الشهر في برلين ، كما و توصلنا إلى الخروج ببيان مشترك ، لكن اليونان أعلنت عن اتفاقها مع مصر قبل ذلك بيوم واحد فقط . لا جدال في أن نعترض على أي تحرك من شأنه أن يحكم على تركيا بالخروج من خليج أنطاليا و يستبعدها من شرق البحر المتوسط ، و لكننا ما زلنا نفضل حل المشكلات من خلال الحوار ".
الجدير بالذكر أن تركيا ما زالت متورطة في نزاعات إقليمية مع اليونان و قبرص ، العضوتين في الاتحاد الأوروبي ، و ذلك بشأن مسألة المياه الغنية بالغاز قبالة الجزر اليونانية ، و قد استأنفت أعمال التنقيب في شرق البحر المتوسط بعد توقيع الاتفاق البحري بين اليونان و مصر ، و ذلك بعد أن كانت تركيا قد أوقفت عمليات التنقيب بناء على طلب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتسهيل عملية التوسط بين أثينا و أنقرة .
جدير بالذكر أن شرق البحر الأبيض المتوسط أصبح بقعة ساخنة للتنقيب عن الغاز، و خاصة بعد اكتشاف كميات كبيرة منه من قبل كل من قبرص و إسرائيل ومصر خلال السنوات الأخيرة . حيث تعارض تركيا ، التي أرسلت قواتها إلى شمال قبرص في أعقاب انقلاب عام 1974 بهدف توحيد الجزيرة مع اليونان ، عمليات التنقيب القبرصية دون وجود اتفاق بشأن تقاسم أي عائدات بشدة . كما أنها تخطط للتنقيب في تلك المياه بنفسها أيضا ، و ذلك على الرغم من اعتراضات قبرص ، التي تعتبر أعمال البحث و التنقيب التركي انتهاكا صارخا لسيادتها الإقليمية.