الرأي

حزب الله أقوى من "إسرائيل" .. والفساد أقوى من حزب الله

يوسف فارس

13 آب 2020 12:12

مثير لليأس والشفقة ما تعيشه بلاد الأرز هذه الأيام، والعنوان أعلاه، يمكن أن يكون الخلاصة التي حق لنا أن نخرج بها من مارثون الشهور الأخيرة. المفارقة التي تحاصر أذهاننا، هو أن "إسرائيل" بكل جبروتها


مثير لليأس والشفقة ما تعيشه بلاد الأرز هذه الأيام، والعنوان أعلاه، يمكن أن يكون الخلاصة التي حق لنا أن نخرج بها من مارثون الشهور الأخيرة.

المفارقة التي تحاصر أذهاننا، هو أن "إسرائيل" بكل جبروتها وطغيانها الذي أذلت به جيوش المنطقة كلها، تقف في وضع دفاعي عاجر، أمام بيان نعي أصدره حزب الله لكادره الذي قضى في سوريا علي كامل محسن، يصدر موقفاً حازماً إن تكلم، وإن صمت، في كلتا الحالتين، تترقب دولة الاحتلال ما سيقوله حزب الله، أو ما سيفعله.

يصرح القادة العسكريون في دولة الاحتلال، حزب الله مشكلتنا الكبرى، تفرض العقوبات عليه في شرق الأرض وغربها، حزب الله فاعل وقادر رغم ذلك !

لكن، في الملف الداخلي، يقف الحزب بكل ما يمتلكه من قوة في السياسات الخارجية، في حالة "الأسد المكبل"، عاجز عن الفعل، عن مواجهة الفساد، وقبل أيام، وفي أعقاب انفجار بيروت الذي حمله على كاهله أيضاً، وتسبب باستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، الحكومة الأكثر مهنية ووطنية في تاريخ لبنان الحديث، يصمت الحزب عن الإفصاح بالحقيقة المرة: "الفساد أقوى من حزب الله".

ربما يمتلك الحزب حسابات صعبة في ملف الفساد، حيث الفساد ليس عارياً كما الدولة، إنما تحميه الطوائف، ومصالح الحلفاء والفرقاء والخصوم، وبمزيد من التجريد والوضوح، لم يكن حزب الله قادراً على اسقاط رياض سلامة، ليس لأن الأخير تحميه الولايات المتحدة وتيار المستقبل فحسب، بل لأن الرئيس نبيه برى، بقي متمسكاً به حتى اللحظة الأخيرة.

ولم يكن الحزب قادراً على تحقيق أي اختراق حقيقي في التوجه شرقاً نحو الصين، ولا في قبول المشروع الإيراني لتطوير قطاع الكهرباء، ليس لأن حسان دياب عاجز عن المضي في ذلك فقط، لكن لأن العقبات التي وضعها أمامه الحلفاء قبل الخصوم، كانت عصية عن التجاوز.

الفساد أقوى من حزب الله، هذه هي الحقيقة المرة التي يتأبى حزب الله عن الاعتراف بها، ورئيس الوزراء المستقيل حسان دياب، حين قال ذلك في مؤتمر الاستقالة، أظهر قدر العجز الذي عانى منه خلال شهور ولايته.

تحمل دياب وزر 30 عاماً من الفساد، تحمل إقطاعية سوليدير، ونفوذ "حزب المصرف"، وسفالة القوات اللبنانية، وتقلب التيار الوطني الحر، وتردد حزب الله.

خرج حسان دياب من المعركة، وأيضاً، عاد الحزب حاملاً على ظهره وزر الحلفاء قبل الخصوم، إلى مربع السقف المتدني الأول، وهو القبول في الفساد، كمكون رئيسي للحكومة المقبلة، شريطة أن تنقذ البلاد من سقوطها المدوي.

 

النهضة نيوز - بيروت

ملاحظة: الٓاراء السياسية الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "النهضة نيوز"