الإمارات العربية المتحدة أولى حجارة الدومينو التي تسقط

الإمارات العربية المتحدة أولى حجارة الدومينو التي تسقط الإمارات العربية المتحدة أولى حجارة الدومينو التي تسقط
ادعى رجال الدول والدبلوماسيون من جميع أنحاء العالم لسنوات طويلة أنه من المستحيل أن تتوصل "إسرائيل" إلى اتفاق سلام مع أي دولة عربية دون التوقيع أولا على اتفاقية سلام مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وقالوا أن "إسرائيل" ستضطر إلى التنازل عن الأراضي الواقعة وراء الخط الأخضر وإخلاء المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة وتقسيم القدس وإقامة دولة فلسطينية.

ادعى رجال الدول والدبلوماسيون من جميع أنحاء العالم لسنوات طويلة أنه من المستحيل أن تتوصل "إسرائيل" إلى اتفاق سلام مع أي دولة عربية دون التوقيع أولا على اتفاقية سلام مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وقالوا أن "إسرائيل" ستضطر إلى التنازل عن الأراضي الواقعة وراء الخط الأخضر وإخلاء المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة وتقسيم القدس وإقامة دولة فلسطينية.

وكانت فكرة توقيع "إسرائيل" على اتفاقية سلام مع أي دولة عربية، ناهيك عن واحدة من أكثر الدول تأثيرا في الشرق الأوسط، تعتبر فكرة مجنونة حتى خلال السنوات القليلة الماضي.

ولكن في هذا اليوم التاريخي، مع إعلان تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة، ثبت أن هذا المفهوم القديم غير صحيح ولم يكن كذلك على الإطلاق.

وقال بنيامين ويل، مدير مشروع الأمن القومي الإسرائيلي لمؤسسة الوقوف على الحقيقة في الشرق الأوسط (EMET) أنه ربما لاحظ أي شخص يتابع علاقات "إسرائيل" مع الدول العربية وجود نمط معين في التعامل، حيث تنشئ "إسرائيل" في البداية تنسيقاً أمنياً سرياً مع الدول العربية قبل تطبيع العلاقات معها بشكل تدريجي وصولاً إلى الاعلان عن التطبيع العلني الكامل.

وبحسب بنيامين ويل أنه بالنظر إلى مجتمع الشركات الناشئة النابض بالحياة والتكنولوجيا الفائقة في "إسرائيل"، فإن هذه العلاقات الأمنية تمتد بسرعة إلى التقنيات في مجال الدفاع ثم إلى العلاقات التجارية السرية، ويؤكد بنيامين ويل أن هذا الاتفاق سيقود الدول العربية الأخرى التي أقامت علاقات مع "إسرائيل" إلى التفكير في اتباع نفس خطوات الإمارات العربية المتحدة، وهذا يشمل تشاد والبحرين والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة.

ويضيف بنيامين ويل أن الإمارات بخطوتها الجريئة كسرت هذه السقف الزجاجي والخوف من الاعتراف بـ"إسرائيل" بشكل علني ورسمي، مشيرة الى أن البلدان لديهما الكثير لتعلمه وتبادله مع بعضهما البعض، كما ويمكن لإسرائيل أن تقدم للإماراتيين التكنولوجيا و البحث و التطوير، بالإضافة إلى الوصول المستقبلي إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط ، وبالتالي تجاوز الاحتياج لإرسال ناقلات النفط عبر مضيق هرمز القريب من إيران. وفي المقابل، تمتلك الإمارات العربية المتحدة رأس المال والرؤية والتأثير لمساعدة إسرائيل اقتصادياً ودبلوماسياً.

ويرى بنيامين ويل أن هذه الاتفاقية ستغير وجه الشرق الأوسط بالكامل، أو كما اعتاد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق شمعون بيريز أن يقول: " الشرق الأوسط الجديد ".

وكفكرة أخيرة يقول بنيامين ويل أتطلع إلى الدول الثلاث التي ضمنت "إسرائيل" السلام معها، وهي مصر منذ عام (1979) والأردن من عام (1994) والإمارات العربية المتحدة هذا العام، ومن المثير للاهتمام أن اثنين من رؤساء الوزراء الإسرائيليين الثلاثة الذين توصلوا إلى اتفاق سلام مع هذه الدول هم يمينيون من حزب الليكود، وهم مناحيم بيغن وبنيامين نتنياهو".

والأكثر إثارة للدهشة حسب بنيامين ويل أنه من بين الاتفاقيات الثلاثة مع تلك الدول العربية، تضمنت اتفاقية واحدة فقط التنازل عن الأرض مقابل السلام، وهي عندما قام بيغن بإعطاء شبه جزيرة سيناء للمصريين بعد أن تم احتلالها عام 1967.

والجدير بالذكر أن أرئيل شارون، رئيس الوزراء اليميني من حزب الليكود أيضاً، انسحب من غزة لتحقيق السلام، إلا أن جهده هذا قد فشل في تحقيق أهدافه.

بالنظر إلى هذه الأمثلة، يرى بنيامين ويل أن الحكومات اليمينية في "إسرائيل" كانت أنجح في التوصل إلى اتفاقيات سلام مع الدول العربية من اليسار الإسرائيلي بكثير.

النهضة نيوز