احمد هاتف

ثقافة وأدب

معجم الهذيان أولا ...

أحمد هاتف

21 آب 2020 08:37

الأمس أحب هذا الصمت انه يتيح للعجلات أن تعول على صقيع الرصيف وللعصافير أن تطمئن وللمطر أن يتحرر ولعيون النوافذ أن تنام صاف كما الأمس حيث العتم يطعم الضفادع اصواتها والجمر يخبو م

الأمس .... أحب هذا الصمت .. انه يتيح للعجلات أن تعول على صقيع الرصيف .. وللعصافير أن تطمئن .. وللمطر أن يتحرر .. ولعيون النوافذ أن تنام صاف كما الأمس .. حيث العتم يطعم الضفادع اصواتها .. والجمر يخبو متيحا للكوز أن يترنم بإيقاع القطرات في القدر المغطى بشيفون أبيض .. وربما شيئا من قماش التول الشفيف ..

• لايخسر المعنى بالذهاب عميقا في السؤال ، لأنه يختمر .. ويتشكل .. ويتحر .. ويتقد ... لكن العمر ليس هو المعنى المكتمل ، ف الإنكسار يأتي لاحقا .. حين يتمزق الآن ولاينتج سوى الحنين .. الحنين الى الأمس . الأغتسال بالحنين .. فجيعة للحاضر الذي يخسر المنازلة .. ويرمي سوالفه البيض ويستسلم للأغنية .

• لايوجع فعل الحنين في موضع كما يوجع في العمر .. سيما في العمر اليقترب من قطاف

•المعنى .. معنى أن تكون ناضجا ومعتقا وطليقا .. غير أن الرحب لم يعد رحيبا .. انها تراجيديا التناقض المر .. أن تملك ولاتنفق ، فلم يعد ثمة ماتشترية .. لأن نمرة أيامك لم تعد موجودة .. هنا تحديدا يكون للحنين مذاق الملهاة .. لأن الجياد العرجاء لم تعد صالحة للحلبة ..

• الحنين ليس فعلا ، أنه نكوص الفعل ، ارتداد المضارع ليظل قيد الحلم .. الأحلام كذلك تفعل مايفعله الغد .. تدنو كثيرا للتكرار .. تستعيد صوت خشب منحوت بمهل وطاولة .. وكأس وسجارة ماتزال رائحة تبغها الرطبة يانعة في الذاكرة .. تتأمل وقتك .. وتعاين هندام لهفتك .. تتذكر جملة ربما لم تنتبه من كتبتها لدويها الماجن في فكرتك .

• الحنين هو الأمس .. بصورتة المنقاة .. انه حاصل ايقاع النقاط المارة عبر طين جرار حياتك ... ليس صورة تامة ، لكن ذاكرتك تأبى أن تحمل بعض التفاصيل المتعبة .. لذا ترى جمال أتساع عيونها في الغضب .. وتعد الأنغام على وقع خطواتها وهي تبتعد .. تتذكر ماتركه فمها على حافة الكأس .. ربما تلتقط قطعة سكاكر كسرت بمهل ومايزال نصفها الآخر هنا .. فيما نصف يشاغب انفاسها المتوترة الآن .

• اشد الحروب فتكا في مرآتك .. حين تتأمل اين ستؤول الخطوط البارزة حول عيونك .. هنا فقط تتذكر فن الحساب .. تتقن تماما ما يتوجب عليك .. لكن من يعيرك مرآته لترى ماكنته ولم تحفل به ..

• ليس العمر هو المسألة ، بل أتقانك مالم تك تتقنه وتحتاجه . . تدويرك المبهر لزوايا كانت حادة ولم تتقن تدويرها قبل الآن . هذا البياض الملائكي المشع يجعل الصورة أشد وضوحا فتتعلم التأثير

• هل التأثير مرادفا حيا لما أضعته من سحر ؟ ربما نعم .. لكن من يتقن شرب هذا الكأس معك ؟!! •الحكمة داء الحب .. كما القوة داء الفتوة .. وربما ك الوهن داءُ مرايا العجز .

• من الحكمة أن لاتقف حيث يراد لك .. لأنك لم تخبر الصقيع ألا يأتي ..

• لادواء كما الغد .. حين يكون لك في الأنتظار شريكا .

• العتم قراءة ماكتبته ولم تدونه .. انه التقاط الرائي للأكتمال

• لاتكن غيمة اذا لم تُجِد املاء المطر ... ... قطع ووصل .. غد بيد مرتجفة يفتح الباب ليواري أسراره .. ويمضي الى قهوة مرة وصمت .. الغد المكسور تعلم المخاوف ولم يعد يشعل سيجارته .. لكن محاولة أشعال روحه لم تعد تجدي ....

أحمد هاتف

النهضة نيوز