نيكول نيكولا

تقارير وحوارات

ناجية انفجار المرفأ.. فتاة بيروت الخارقة:  نعم رفضت أن أموت

باولا عطية

27 آب 2020 12:32

هي بطلة من بلادي امرأة قررت هزيمة الموت فانتصرت ارادتها بالحياة وكانت غريزتها بالبقاء أقوى من حجم الدمار الذي أنتجه انفجار مرفأ بيروت لقبوها رو اد التواصل الاجتماعي بالـ super girl أي الفتاة ا

هي بطلة من بلادي، امرأة قررت هزيمة  الموت ، فانتصرت ارادتها بالحياة وكانت غريزتها بالبقاء أقوى من حجم الدمار الذي أنتجه انفجار مرفأ بيروت.

لقبوها روّاد التواصل الاجتماعي بالـ super girl أي الفتاة الخارقة بعد أن نشرت صورتها على "انستغرام" عارضة الجروح التي اصابتها راسمة ضحكة ملائكية مليئة بالقوة والتحدي والأمل والحب على وجهها.

نيكول نيكولا، شاهدة حية على كارثة الثلاثاء الأسود، "رفضت أن أموت"، هذا أول ما قالته في حديثها مع "النهضة نيوز"، تتابع نيكولا: "كنت في مكتب عملي وقد انهيت دوامي وعند اقفالي المكتب سمعت أوّل انفجار فقال زميلي ربما يكون دولاب شاحنة كبيرة قد انفجر واذا بالانفجار الثاني يقع فيلحق الدمار بالمكتب وتدفعني ذبذبات الانفجار فاقع وأصاب بجروح في كل انحاء جسدي نتيجة الزجاج الذي طالني، في هذه اللحظة حاولت التفتيش على هاتفي الضائع تحت الركام لأخلي المبنى فإذا بوالدتي تتصل بي، فقلب الأم دليلها، لحقت رنت التلفون وجاوبتها بأنني جيدة ولم أصاب ولكنني بحاجة إلى جوز خالتي د.روبير نجم وهو طبيب في مستشفى "الجعيتاوي" في الأشرفية، وخرجت من المكتب وبدأت اشعر بدوخة شديدة ووجع في ركبي التي كانت ترتجف من حجم الصدمة والالم".

تكمل الفتاة الخارقة: "خرجت من المبنى وبدأت أمشي محاولة الوصول الى أقرب مستشفى فالطرقات كانت مفروشة بالزجاج والخشب والحجر الناتج عن الانفجار وكان يستحيل لأي سيارة ان تمر بهذه الطرقات فاستمريت بالمشي لأكثر من 2 كم وانا أنزف وأخسر الكثير من الدم دون علمي بذلك، فإصراري على العيش والبقاء كان اقوى من الألم الذي سيطر على جسدي وشعرت حينها بفخت في رقبتي بحجم بيضة وتواصل معي د. روبير نجم وطلب مني ملاقاته في مستشفى الروم".

تقول نيكولا "وصلت أولا إلى مستشفى الروم وتفاجأت بعدد الجرحى الهائل في المستشفى وبحجم الدمار الذي أصاب مبناها، وجلست خارج المشفى على الزفت الى جانب حارس الامن بانتظار د. نجم وطلبت منه في حال فقدت الوعي ان يتواصل معه".

تسرد الفتاة اللحظات الصعبة التي عاشتها: "فمن بين آلاف الجرحى المرميين امام مستشفى الروم كنت الوحيدة التي استطاعت الحصول على مكنة اكسجين وانا جالسة على الزفت امام المشفى وقد بدأت أفقد الإحساس بجسدي الذي بدا ينمل لعدم وصول الدم الى اعضائي وخسارتي الكثير منه".


الوقت الذي جلسته الفتاة التي هزمت الموت على رصيف المستشفى، كانت حبلى بالكثير من المشاهد، فهناك أمام ناظريها من صفى دمه، وبجانبها من انفجرت معدته، وآخر من كانت تسيل الدماء من أنفه وفمه، وعند وصول الدكتور روبير نجم، قام بنقلها إلى مسشتفى "الجعيتاوي" وهناك، قام الأطباء بتقطيب جرحها، لكن بدون تخدير، الأمر الذي أصابها بألم تعجز الكلمات عن وصفه.


تتابع الفتاة: " انطلقنا بعدها الى مستشفى "لامارتين" في جبيل حيث كان هناك 5 أطباء بانتظاري من مختلف الاختصاصات وادخلت الى غرفة العمليات و في هذه اللحظة فقط توقفت عن المحاربة هنا أدركت انني تغلبت على الموت".

نيكول التي تعرّضت لصدمة نفسية وجسدية ها هي اليوم تقف ضاحكة راسمة الأمل على وجهها متمسكة بالحياة أكثر من أي وقت مضى، وعن الفرق الذي أحدثه الانفجار في شخصها قبل وبعد كارثة  4 آب قالت نيكول "أصبحت أقوى، وأصبحت الحياة أهم بالنسبة لي، وقد يستغرب الكثيرون أنني لا زلت أضحك وأقول لهم نعم أضحك لأنني أشكر الله والقديس مار شربل الذي بقيت صورته في محفظتي التي وجدت بعد الانفجار مع المال الذي تركته داخلها!".

وتضيف "نعم هي العناية الاهية التي تدخلت لإنقاذي وزرعت في داخلي هذه القوة والتحدي للبقاء وعدم الموت، وأنا اليوم أشكر الله على كل شيء، فصحيح أنني تعرضت لإصابات بالغة ولكنني على الأقل لا أزال سليمة الجسد، فلم أفقد عيني أو رجلي أو يدي كحال الكثيرين من ضحايا الانفجار! كما انني لا أزال على قيد الحياة، اليس هذا كافيا لاتسم واكمل حياتي أقوى؟".

نيكول هي نموذج حي للمثل القائل "الجرح الذي لا يقتلك يقويك"، فنيكول الذي عرفها العديد من الناس بالفتاة الحرة البسيطة الصريحة الطبيعية التي لا تعرف التصنع، الفتاة الصادقة والملهمة في مقالتها التي تنشرها على مدونتها "Nicole thoughts"، الفتاة المليئة بالحياة والطاقة الإيجابية المعروفة بضحكتها البريئة الممتلئة أمل وسعادة، ها هي اليوم تزيد قوة وتشع طاقة وجمال أكثر من أي وقت مضى بالرغم من كل الجروح التي خلفها انفجار المرفأ.

هي رسالة أمل، بأنّ إرادة الحياة تنتصر على بشاعة الموت! هي رسالة لكل من تضعه الحياة على مفترق طريق فيبقى له الخيار، إمّا الاستسلام لإرادتها أو رفض سياسة الأمر الواقع والانقلاب عليها!

 

 

 

النهضة نيوز - بيروت