طالب قادة بالكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، الرئيس دونالد ترامب تزويدهم بمزيد من التفاصيل حول "المخاطر الإيرانية المتزايدة" المزعومة في الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن تجري إدارة ترامب اليوم الخميس إحاطة سرية لإبلاغ كبار قادة الكونغرس المعروفين باسم "عصابة الثمانية" بتلك "المخاطر" التي استخدمتها الولايات المتحدة كحجة لاتخاذ سلسلة إجراءات عسكرية في المنطقة مؤخرا.
غير أن رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، أعلنت أن البيت الأبيض يتصدى للدعوات المطالبة بإطلاع جميع المشرعين على تفاصيل المسألة، في موقف يرى فيه بعض أعضاء الكونغرس الديمقراطيين خداعا.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" اليوم الخميس عن شخص حضر اجتماعا لمشرعين ديمقراطيين، تأكيده أن بيلوسي شددت أثناء اللقاء على أن ترامب ليس مخولا بالتوجه نحو مواجهة عسكرية مع إيران دون تفويض من الكونغرس، ولا يستطيع الاعتماد على تفويض حصل عليه البيت الأبيض من الكونغرس قبل نحو 20 عاما واستخدمه للتدخل في العراق وأفغانستان.
ونقل هذا الشخص عن بيلوسي قولها: "علينا تفادي أي حرب مع إيران".
كما أعلن السيناتور بوب مينديز، وهو كبير المسؤولين الديمقراطيين في لجنة العلاقات الدولية بمجلس الشيوخ، أن الكونغرس لم يمنح ترامب تفويضا بشن حرب على إيران، وإذا كانت إدارته تنظر في اتخاذ خطوات عسكرية بحق طهران فيتعين عليها اللجوء إلى الكونغرس أولا بحثا عن تأييد المشرعين.
غير أن المشرعين الجمهوريين، وحتى بعض الديمقراطيين المطلعين، يعتبرون أن تلك المخاطر المزعومة قائمة في الواقع، إذ أعرب السيناتور الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جيم ريتش، عن دعمه للإجراءات العسكرية التي اتخذها البيت الأبيض مؤخرا، بما في ذلك إرسال مجموعة سفن ضاربة بقيادة حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن" إلى الخليج، استنادا إلى معطيات اطلع عليها.
وأكد ريتش أن إحاطة سرية أوسع للمشرعين قد تعقد في الأسبوع المقبل والعمل جار على تنظيمها.
وقال السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، العضو البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن "التهديد قائم في الواقع"، منتقدا في الوقت نفسه كيفية تشاور إدارة ترامب مع الكونغرس بشأن القضية وعدم إطلاعها طيفا واسعا من المشرعين على تفاصيل ما يجري.
وذكر السيناتور الجمهوري ماركو روبيو أن المعلومات التي اطلع عليها تظهر أن الولايات المتحدة أقرب من أي وقت مضى خلال ثماني سنوات لعضويته في الكونغرس من نزاع محتمل، مشددا على أن المعلومات الاستخباراتية صحيحة وواضحة ويؤكدها رصد التحركات على الأرض.
واعتبر النائب الجمهوري ويل هورد، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية CIA، أن إدارة ترامب تمتنع عن إجراء إحاطة أوسع بسبب سعيها إلى منع كشف المعلومات الاستخباراتية الحساسة ومصادرها، لكن العضو البارز في لجنة الاستخبارات، النائب الديمقراطي جين هايمز، شدد على أن سبب تلك المماطلة يعود إلى إدراك "دعاة الحرب" في البيت الأبيض أنهم، في حال طرح مخططاتهم علنا، سيواجهون ردعا ملموسا من كلا الحزبين وكلا المجلسين في الكونغرس.