متفرقات

المعادن النادرة، سلاح الردع الصيني لمواجهة الخصوم في الحروب التجارية

1 حزيران 2019 21:13

على خلفية استمرار التصعيد في ما يسمى " الحرب التجارية" بين الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية، زار قبل أيام زار الرئيس الصيني شي جينبينغ مصنعا صينيا متخصصا في إنتاج المعادن النادرة الجاهزة للاس

على خلفية استمرار التصعيد في ما يسمى " الحرب التجارية" بين الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية، زار قبل أيام زار الرئيس الصيني شي جينبينغ مصنعا صينيا متخصصا في إنتاج المعادن النادرة الجاهزة للاستخدام. وهدد بخفض الكميات التي تصدرها بلاده من هذه المعادن إلى البلدان الصناعية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في حال الاستمرار في تضييق الخناق على المنتجات الصينية المصدرة إلى الأسواق الأمريكية أو غيرها من الأسواق الأخرى عبر فرض رسوم جمركية إضافية عليها.

وأجمع خبراء الثروات الطبيعية على أن هذا التهديد يأتي في إطار حرص الصين الشعبية على تذكير العالم بأنها تمتلك سلاح ردع في الحروب التجارية يمكن أن تلجأ إليه إذا اقتضت الضرورة. ومبدأ أسلحة الردع أنها لا تُستخدم لعواقبها الكارثية وهو مثلا حال السلاح النووي. ولكن التلويح باستخدامها كاف لردع الخصوم وجعلهم يُنصتون إلى مطالب من يلوح باستخدامها. وهو ما فعله الرئيس الصيني بشكل غير مباشر عند التهديد بخفض صادرات المعادن النادرة إلى الأسواق العالمية.

والملاحظ أن المعادن النادرة تتوافر فيها خاصيات كيميائية استثنائية لا توجد عادة في المعادن الأخرى ومن أهمها توافر قرابة عشرين عنصرا كيميائيا فيها بينهاعلى سبيل المثال السكانديوم والإتريوم. وهي عناصر ضرورية لإنتاج منتجات صناعية عالية الجودة منها مثلا بطاريات السيارات الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية ومختلف الأجهزة الأخرى المستخدمة في مجال صناعة الإلكترونيات الضوئية.

ومما تتميز به الصين الشعبية عن باقي دول العالم أنها تنتج اليوم لوحدها 90 في المائة من المعادن النادرة يُصَدَّر الجزء الأكبر منها إلى العالم. وقد أدركت منذ سنوات عددية أهمية هذا السلاح الاستراتيجي فأصبحت تصدر جزءا من المعادن النادرة عبر منتجات جاهزة منها الهواتف الذكية ومنتجات إلكترونية أخرى بدل تصديرها كمادة خام.

وفي عام 2010، ضغطت الصين الشعبية على اليابان بواسطة المعادن النادرة لحمل اليابانيين على تخفيف القيود المفروضة على المنتجات الصينية المنشأ مما اضطُر اليابانيين إلى الذهاب إلى أستراليا وإبرام شراكات مع هذه البلد الذي يملك احتياطيا مهما في مجال المعادن النادرة. وتملتك فرنسا هي الأخرى احتياطيا مهما في هذا الشأن لاسيما في بولينيزيا الواقعة في المحيط الهادئ. ولكن استخراج الأتربة الفرنسية  التي تحتوي على معادن نادرة  عملية مكلفة جدا على عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى الصين الشعبية.