أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني: أنه وجهت للأردن دعوة لحضور مؤتمر البحرين.
وقال الصفدي، "ندرس هذه الدعوة، إن حضرنا نحضر لنعبر عن هذا الموقف الثابت الراسخ في إطار سياسة الاشتباك الإيجابي التي اعتمدتها المملكة سبيلاً دائماً للتعبير عن مواقفها، وإذا طرح شيء لا نقبله سنقول لا بكل بساطة، قلنا لا في الماضي، وسنقول لا لأي شيء لا ينسجم مع ثوابتنا التي يعرفها الجميع، وإذا طرح شيء إيجابي سنتعامل معه".
وأضاف الصفدي "وهذا أيضا ينطبق على المبادرة الأميركية، فعندما تطرح الخطة السياسية إذا طرحت؛ فبالتأكيد سنستمع لذلك، وإذا كانت قادرة على تحقيق السلام الذي ينهي الاحتلال ويضمن العدالة للفلسطينيين ويحقق الاستقرار في المنطقة، فإننا وأوروبا والعالم سيدعمون ذلك لأن هذا ما نسعى جميعاً لتحقيقه، وإن لم يكن كذلك فسنقول أن ذلك غير موات وسنرفضه."
وأشار إلى أن أي حل اقتصادي يطرح لن يكون بديلاً عن حل سياسي، ولابد أن يكون في إطار سياق سياسي يلبي حق الفلسطينيين في الحرية والدولة، مبينا أن ورشة البحرين لن تكون بداية التاريخ ولا نهايته.
وتابع وزير الخارجية الأردني "الصراع ليس سببه البطالة وقلة النمو الاقتصادي، لأن هناك صراعا لم يتم حله، ولأن هناك احتلالا لا يوجد وظائف كافية، ولا يوجد نمو اقتصادي، ويجب أن نجد حلاً سياسياً يضمن للفلسطينيين حقهم في الاستقلال، عند ذلك يستطيع الفلسطينيون ري مزارعهم، ويستطيع الطلبة الفلسطينيون الوصول إلى مدارسهم دون المرور بالحواجز الأمنية، وتطلق إمكانات المنطقة في استحداث الوظائف وتحقيق النمو الاقتصادي".
ولفت إلى أن مسألة الحضور أو عدم الحضور للورشة ليس المعيار الذي يقيم موقف الأردن والاتحاد الأوروبي، إنما تقييم المواقف يتم من خلال ما نقوله ونفعله.
وشدد على أن الأردن واضحة حول ما تعتبره المسار الصحيح للسلام، وأبلغت الأميركيين منذ البداية بأنها تعمل من أجل تحقيق السلام على أساس المرجعيات المعتمدة؛ أي حل الدولتين على خطوط الرابع من حزيران 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
واستطرد "فإذا طرح ذلك سنكون أول الداعمين له؛ لأن ذلك في مصلحتنا ومصلحة المنطقة والأوروبيين والعالم أجمع، لكن إذا لم يكن ذلك فسنقول لا".
وحذر الصفدي من استمرار غياب الأفق السياسي، وضرورة تكاتف الجهود لإنهاء الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتلبية حق الفلسطينيين في الحرية والدولة.
ولفت إلى تأكيد الملك عبدالله الثاني على "أن القدس هي مفتاح للسلام"، وأي حل دائم يجب أن يعالج وضع القدس وفق القانون الدولي بحيث تكون القدس الشرقية عاصمةً للدولة الفلسطينية.
من جانبه، أكدت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني، دعم الاتحاد لحل الدولتين وأن الاتحاد لن يدعم أي خطة اقتصادية خارج سياق سياسي.
وقالت خلال المؤتمر "عقدنا محادثات بناءة حول المسائل الإقليمية مع التركيز على عملية السلام، حيث لا يوجد حل أفضل من حل الدولتين مع القدس عاصمةً لكلتا الدولتين."
وتابعت موغاريني: أتقدم بالشكر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني والمملكة الأردنية الهاشمية باعتباره الوصي على المقدسات في القدس، وهو أمر مهم للاتحاد الأوروبي، ونقف مع جلالة الملك والأردن في تحمله لهذه المسؤولية."
وجددت تأكيدها لدعم الاتحاد الأوروبي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) سياسياً وماليا،ً مثمنة الجهود التي تبذلها المملكة لحشد الدعم للوكالة.
وأضافت "إن عمل الوكالة مهم لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وبحثنا الوضع في سوريا والمؤتمرات التي عقدت في بروكسل وحتمية العمل بقيادة الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، واننا في هذا الصدد ندعم دور الأردن في استضافة اللاجئين.