بعد أيام من العدوان الإسرائيلي على ريف دمشق وحمص والذي أسفر عن ارتقاء ٤ شهداء مدنيين بينهم طفل رضيع وإصابة ٢١ آخرين بجروح، طفت قضية التمييز العنصري التي يعاني منها المستوطنون الإثيوبيون في الكيان الإسرائيلي.
"إسرائيل" التي سعت عبر السنوات السابقة لإخفاء أي تحرك ضد حكومتها عن الرأي العام ووسائل التواصل الاجتماعي، لم تستطع هذه المرة احتواء الموقف.
فتواصلت الاحتجاجات العنيفة للفلاشا لليوم الثالث على التوالي، حيث اشتبك خلالها آلاف المتظاهرين مع الشرطة وأغلقوا شوارع على نطاق واسع، وأحرقوا سيارات للشرطة والمارة.
الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل "سولومون طاقي" برصاص شرطي خارج وقت العمل بإحدى ضواحي مدينة حيفا، أشعلت غضب الفلاشا، الذين يعانون من عدة مشاكل أبرزها الإنغلاق والانعزال النسبي، والتمييز العنصري، وتعامل شرطة الاحتلال معهم بالعنف التعسفي واستخدام القوة المفرطة ضدهم.
من جهته، زار وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي عائلة المستوطن القتيل، متوعداً بتقديم الشرطي للمحاكمة، في محاولة لتهدئة الغليان في الشارع.
ودعا رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" المحتجين إلى الانضباط وحل مشاكلهم فِي إطار القانون، واصفاً إغلاق الطرقات وحرق السيارات ومهاجمة الشرطة بالأعمال غير المقبولة.
ويقول المحتجون "الفلاشا" إنهم يتعرضون للاضطهاد على غرار الأمريكيين من أصول إفريقية، رغم أن أسلافهم لم يكونوا أبداً عبيداً لدى ذوي البشرة البيضاء، كما أنهم يعانون من التفرقة العنصرية في التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن العنصرية والتمييز يعيقان تطور مجتمعهم ككل، ويبقيانهم عند مستوى اجتماعي اقتصادي منخفض، بالإضافة إلى أنهم يزاولون أعمالاً منخفضة الأجور لا تحتاج إلى تأهيل علمي، مثل النظافة وقطاع الأغذية.
يذكر أن شوارع فلسطين المحتلة شهدت في السنوات السابقة عدة مظاهرات واحتجاجات مناهضة لحكومة الاحتلال من قبل المستوطنين، أشهرها مظاهرات كانون الثاني العام الماضي، احتجاجاً على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الكهرباء، وعدم وجود خطط واضحة تعالج الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، من قبل حكومة نتنياهو التي تضربها أشد رياح الخلافات السياسية مع الأحزاب المعارضة.