يرى علماء من أوروبا والولايات المتحدة بأن توصية منظمة الصحة العالمية بخفض استهلاك الدهون المشبعة، دون تحديد نصائح حول استهلاكها، قد تكون نصيحة سيئة وتضر أكثر مما تنفع.
ووفقاً لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن أكثر من 10 علماء يرون أن تجنب استهلاك الدهون المشبعة كليا، سيساهم في عدم توفر المغذيات الضرورية للجسم، مثل الفيتامينات والمعادن والبروتين والألياف والحديد والزنك.
وعلى سبيل المثال، تحتوي أغذية: البيض والشوكولاتة الداكنة واللحوم والجبن، على نسبة عالية من الدهون ولكنها تحتوي أيضا على الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات الحيوية.
ودعا العلماء في ورقة بحثية إلى عدم تشويه فكرة استهلاك الدهون المشبعة، الموجودة في الحليب والجبن واللحوم والزبدة والمعجنات والقشدة والشوكولاتة، مشيرين إلى أن العديد من الأطعمة التي تحتوي عليها لها فوائد صحية أيضا.
وقال العلماء، بقيادة أرني استروب، رئيس قسم التغذية في جامعة كوبنهاغن: "إن التوصية بتقليل استهلاك الدهون المشبعة الكلية.. قد تسبب انخفاضا في تناول الأطعمة المغذية". وأوضحوا أن تلك الأطعمة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري النوع الثاني، والأمراض غير المعدية مثل السرطان.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن يحصل الأفراد على أقل من 10% من السعرات الحرارية اليومية (150-250 سعرة حرارية) من الدهون المشبعة، والتعويض عنها بغير المشبعة.
وناقش العلماء مخاطر وفوائد الدهون لسنوات، لأن تناول الكثير منها يمكن أن يرفع نسبة الكوليسترول في الدم، ويؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب.
وقال الباحثون إن التركيز على تقليل الدهون المشبعة، أدى إلى استهلاك المزيد من الأطعمة المصنوعة من الدهون غير المشبعة.
وأوضح العلماء أن استهلاك الدهون غير المشبعة على نطاق واسع مسؤولا عن 6 إلى 19% من جميع أمراض القلب التاجية في الولايات المتحدة خلال عام 2006، وتتسبب في وفاة زهاء 2700 فرد سنويا في المملكة المتحدة".
وكشفت الدراسات أن الدهون المشبعة هي ببساطة مصطلح شمولي، وما يتضمنه بالفعل أكثر تعقيدا وتنوعا.
ومع ذلك، قال الخبراء العاملون في هذا المجال، إنه يجب على الباحثين كبح انتقاد المبادئ التوجيهية التي لم تنشرها منظمة الصحة العالمية بالكامل حتى الآن.
ونُشرت الورقة البحثية في المجلة الطبية البريطانية بعنوان طويل: "مشروع المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة: هل حان الوقت لاتباع نهج جديد؟".