تحدثت مصادرٌ مطلعة عن سبب التغيير المفاجئ لمسار السفينة التراث إلى خشية شركة "بي بي" من أن تصبح السفينة هدفاً لإيران، في حال سعت الأخيرة إلى الردّ على احتجاز سفينتها "غريس1" بالقرب من جبل طارق من قبل مشاة البحرية الملكية البريطانية.
يأتي قرار شركة "بي بي" البريطانية إبقاء ناقلة نفط داخل مياه الخليج خشية أن تقوم إيران بالاستيلاء عليها، كرد فعل على قيام سلطات جبل طارق التابعة لبريطانيا مؤخرا باحتجاز سفينة محملة بالنفط الإيراني وإخضاع أفرادها للاستجواب.
وكانت سفينة "التراث" البريطانية، القادرة على حمل نحو مليون برميل من النفط، مبحرة باتجاه محطة البصرة في جنوب العراق، عندما غيّرت مسارها بشكل مفاجئ، وتوجّهت إلى قبالة السواحل السعودية، وكان ذلك في السادس من شهر تموز/يوليو الجاري.
ويشار إلى أن سفينة "التراث" المسجلة في جزيرة مان وترفع العلم البريطاني كان تم استئجارها لنقل النفط الخام من البصرة إلى شمال غرب أوروبا، إلا أنه لم يتم تحميل الشحنة، وتم إلغاء رحلتها المقررة، على ضوء المخاوف التي سرت في أوساط الشركة البريطانية، ذلك أن السفينة لن تتمكن من الخروج من مضيق هرمز، نقطة التقاطع التي يتحرك خلالها نحو ثلث النفط العالمي المنقول بحراً، دون الإبحار بالقرب من ساحل إيران، مما يعرضها لخطر أكبر.
ويشير قرار شركة بي بي إلى أن التصعيد بين إيران والغرب من شأنه أن يؤثر على قطاع ناقلات النفط التي تعدّ حيوية للتجارة العالمية.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد وصفت احتجاز القوات البريطانية لـ"غريس1" بأنه "عمل من أعمال القرصنة"، فيما غرّد مسؤول سابق في الحرس الثوري الإيراني في حسابه على "تويتر" قائلاً: "إنه يتعين على الجمهورية الإسلامية أن تأخذ ناقلة بريطانية رداً على ذلك (احتجاز الناقلة المذكورة)".
وفي سياق متصل ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري قوله اليوم الثلاثاء إن احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق الأسبوع الماضي "لن يبقى دون رد".
وقال باقري: "احتجاز ناقلة النفط الإيرانية استنادا إلى حجج ملفقة… لن يبقى دون رد، وعند الضرورة سترد طهران بالشكل المناسب"،
في هذا الأثناء تواصل الولايات المتحدة توجيه أصابع الاتهام لإيران بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الخليج.