رياضة

محمد صلاح يسحر العالم...

مجدداً محمد صلاح، لا بل على ما يبدو، من الآن فصاعداً، دوماً صلاح. لولا صلاح لغابت عن ملعب "أنفيلد" أمس الأفراح. بالتأكيد لما تمكّن ليفربول من أن يخرج منتصراً بخماسية لاثنين على روما في ذهاب نصف نهائي

مجدداً محمد صلاح، لا بل على ما يبدو، من الآن فصاعداً، دوماً صلاح. لولا صلاح لغابت عن ملعب "أنفيلد" أمس الأفراح. بالتأكيد لما تمكّن ليفربول من أن يخرج منتصراً بخماسية لاثنين على روما في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

مجدداً محمد صلاح، لا بل على ما يبدو، من الآن فصاعداً، دوماً صلاح. لولا صلاح لغابت عن ملعب "أنفيلد" أمس الأفراح. بالتأكيد لما تمكّن ليفربول من أن يخرج منتصراً بخماسية لاثنين على روما في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

مجدداً صلاح. كم كان مذهلاً أمس "الملك المصري" كما ما تسمّيه جماهير "الريدز". كل شيء فعله صلاح أمس حتى لامس حدود الخيال. في سواد ليل ليفربول كان قمره ساطعاً. شعاعه تخطى ليفربول إلى مختلف أرجاء العالم. الجميع لم يكن يصدّق ما يفعله هذا الشاب في مثل هذا الدور من البطولة. بمفرده كان يدمّر حصون روما. كانت كل الأعين على "أبو صلاح" القادم على صهوة إنجازاته وآخرها تتويجه بجائزة أفضل لاعب في "البريميير ليغ". تساءل الجميع: كيف سيحتفل صلاح بها يا ترى؟

مضت نصف ساعة كان فيها زميل صلاح ساديو ماني "يتفنّن" بإهدار الفرص. لكن عندما تنتقل الكرة إلى صلاح فإن الأمور تختلف. إنها الدقيقة 36. النجم المصري على حدود منطقة الجزاء، يلمح الحارس البرازيلي إيديرسون متقدّماً قليلاً عن مرماه فيعاقبه بكرة مقوّسة في غاية الروعة تصطدم بالعارضة وتعانق الشباك. كرة لا يسددها إلا اللاعبون الكبار. صلاح فعلها. ملعب "أنفيلد" يضجّ بالاحتفالات. يكفي مشاهدة أسطورة ليفربول كيني دالغليش كيف انتفض من مكانه للتأكد من ذلك. لكن صلاح رفض الاحتفال احتراماً لفريقه السابق. كم أنت رائع.

الشوط الأول يشارف على الانتهاء. الأمور تتجه إلى تقدم "الريدز" 1-0 في نهايته. لكن صلاح أبى ذلك. ضبط ساعة سحره على الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع. استلم الكرة وتقدّم، ومعه انتفض الجمهور من مكانه، خرج الحارس إيديرسون لملاقاته، لكن النجم المصري بكل ذكاء لعب الكرة بهدوء من فوقه لتستقر في الشباك. مرة ثانية: ما أروعك يا صلاح! ملعب "أنفيلد" يتمايل مسحوراً والمدرب الألماني يورغن كلوب يقفز فرحاً.

اعتقد الجميع مع بداية الشوط الثاني أن المصري اكتفى. لكن صلاح بدّل الأدوار. سَحَر الجميع بتسجيله في الشوط الأول وحان الوقت ليسحرهم بصناعته للأهداف. اللقطة الأولى في الدقيقة 56. تصل الكرة إلى صلاح في الجهة اليمنى فيتقدّم ويرسلها على "طبق من ذهب" لماني الذي يتابعها في المرمى. اللقطة الثانية في الدقيقة 61. مجدداً الكرة مع صلاح في الجهة اليمنى لكن هذه المرة يتلاعب بالمدافع البرازيلي جوان جيسوس ويرسلها بروعة إلى البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي يسكنها الشباك.

بعدها سيُضيف فيرمينو مجدداً الهدف الخامس من كرة رأسية من ركلة ركنية في الدقيقة 69. يقرر كلوب استبدال صلاح لإراحته في الدقيقة 75، لكنه يخرج من الملعب كالأبطال على وقع تصفيق كل من في الملعب وأناشيدهم.

يمكن القول أن هذا التبديل شكّل نقطة تحوّل، إذ إنه أراح روما دفاعياً من ضغط النجم المصري فتقدّم إلى مرمى ليفربول وفاجأه بهدفين من أخطاء دفاعية أولهما من خلال سوء التغطية على الخطير البوسني إيدين دزيكو الذي استلم الكرة لوحده داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 81 وسددها في المرمى، ثم من ركلة جزاء بعد لمسة يد ترجمها البديل دييغو بيروتي بنجاح (85).

هكذا، سجّل الـ "جيالوروسي" هدفين لم يحلموا بهما. الفريقان سينتقلان الأربعاء المقبل إلى الـ "أولمبيكو" في العاصمة الإيطالية بنتيجة 5-2. روما سيسعى لـ "ريمونتادا" شبيهة تماماً بتلك التي أطاح بها برشلونة بنتيجة 3-0. لكن، للتذكير، صلاح سيكون هناك أيضاً.