ذكرت مصادر أن ليبيا ستغلق ثلاثة من أكبر مراكز احتجاز المهاجرين، بما في ذلك أحد المراكز التي تعرضت لضربة جوية الشهر الماضي أثناء القتال بين القوات المتنافسة.
وأفادت الأنباء بأن فتحي باشاها، وزير الداخلية في الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، قد أمر بإغلاق المعسكرات في خوم و مصراته و تاجورة بعد إدانة دولية للظروف "اللاإنسانية" بداخلها.
يشار إلى أن هناك ما يقدر بنحو (600000) مهاجر في ليبيا، كثير منهم من دول أفريقيا و جنوب الصحراء الافريقية، وهم محتجزون في ظروف سيئة في المستودعات والمخيمات ومراكز الاحتجاز والمنازل الخاصة.
وسافر معظمهم إلى ليبيا على أمل عبور البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى إيطاليا، لكن قابلية الهجرة عبر هذا الطريق انخفضت إلى حد كبير بعد أن عزز الاتحاد الأوروبي خفر السواحل الليبي، و أغلق التحالف الإيطالي الشعبي العام الماضي موانئ البلاد أمام سفن الإنقاذ غير الحكومية .
و قالت منظمة أطباء بلا حدود: "احتدم القتال حول العاصمة الليبية طرابلس لأكثر من ثلاثة أشهر ، أدى إلى تشريد أكثر من 100000 شخص و محاصرة اللاجئين و المهاجرين في مراكز الاحتجاز .
وأضافت: "لا تزال عمليات الإجلاء الإنساني خارج البلاد مجزأة و غير كافية، تاركة عبور البحر المميت كأحد طرق الهروب الوحيدة الممكنة لهم".
ولا يزال عدد قليل من زوارق المهربين يغادرون ساحل ليبيا متجهين إلى إيطاليا، لكن الكثيرين لا يفعلون ذلك, حيث يتم اعتراضهم من قبل خفر السواحل الليبي أو يواجهون الغرق، كما في حالة القارب الذي غرق الشهر الماضي ما أدى لوفاة ما يقدر بنحو 150 شخصًا, والتي صنفت كأكبر خسارة في الأرواح في البحر المتوسط حتى الآن هذا العام.
ودعا الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة كلا الجانبين في الصراع الليبي إلى الدعوة إلى هدنة و إلى العودة للمحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
و قالت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "الاتحاد الأوروبي و دوله الأعضاء متحدون في المطالبة بأن تلتزم جميع الأطراف الليبية بوقف دائم لإطلاق النار".
يشار إلى أن خارجة عن القانون منذ ثورة 2011م التي أطاحت بالرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي .