علوم

نمط حياة صحي يحميك من الخرف.. ما هو؟

27 آب 2019 13:48

يقول العلماء، إن تجنب المشروبات الكحولية والابتعاد عن السجائر وممارسة الرياضة قد يحميك من الخرف. واكتشف الباحثون أدلة أكثر على أن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يجنب اضطراب فقدان الذاكرة الجزئي والم

يقول العلماء، إن تجنب المشروبات الكحولية والابتعاد عن السجائر وممارسة الرياضة قد يحميك من الخرف.

واكتشف الباحثون أدلة أكثر على أن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يجنب اضطراب فقدان الذاكرة الجزئي والمعروف بالخرف، حيث وجدت دراستهم أن ممارسات عادات غير صحية، مثل التدخين، يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنحو الثلث.

لكن النتائج، أعطت نظرةً أقل تفاؤلاً لأولئك المعرضين لخطر جيني كبير للاضطراب، والذين قد لا يجدي معهم اتباع نظام صحي من عدمه.

وتابعت الدراسة التي أجراها الأكاديميون الهولنديون، والتي نشرتها مجلة "Nature Medicine"، التي أجريت على مئات الأشخاص لمدة 14 عاماً في المتوسط، فأثناء البحث، أصيب 915 متطوعاً بالخرف.

وكان الباحثون يجرون تجاربهم و فحوصاتهم ليعرفوا السبب الوراثي وراء الخرف، حيث وجدوا 27 جيناً مسؤولاً ومرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالخرف لدى معظم المشاركين.

ويعتقد أن هذه الجينات مرتبطة بحوالي 50 في المائة من حالات مرض الزهايمر، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعاً.

وتم بعد ذلك تقسيم جميع المشاركين إلى ثلاث مجموعات مختلفة بناءً على مدى صحة أسلوب حياتهم، حيث سُئلوا عما إذا كانوا يدخنون، أو مصابون بالاكتئاب أو مرض السكري، وعن نشاطاتهم الرياضية وما إذا كانوا نشطين جسدياً، واتباع نظام غذائي صحي وتجنب العزلة الاجتماعية.

كما  تم ربط جميع العوامل بالخرف، الذي يصيب حوالي 850،000 شخص في المملكة المتحدة و حوالي ستة ملايين شخص في الولايات المتحدة بحسب الإحصائيات.

ويُعتبر أنه ما يصل إلى ثلث الحالات، كان من الممكن الوقاية منها لأنها مرتبطة بالنظام الغذائي أو عدم النشاط أو ضعف صحة الدماغ.

 واعتبر المشاركون الذين اعترفوا بممارستهم لاثنين أو أقل من العادات غير الصحية أن لديهم نمط حياة صحي، و بالمقارنة، فإن أولئك الذين قالوا إن لديهم خمسة من تلك العادات الغير صحية قد صُنفوا ليكون لهم نمط حياة "غير صحي"، وكان هناك أيضا مجموعة وسيطة.

وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين يعانون من نمط حياة "غير صحي" لديهم خطر على بنسبة 32 % للإصابة بالخرف مقارنةً مع أولئك الذين لديهم نمط حياة أكثر صحية.

وظلت الاحتمالات متشابهة - 29 % - بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار التاريخ الأبوي للمرض و عوامل الخطر القلبية الوعائية.

كما أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتمتعون بنمط حياة صحي يتمتعون بحماية منخفضة أو متوسطة أو احتمالية ضئيلة من خطر الإصابة بالخرف، ولكنها تظل أكثر بكثير من أولئك الذين يعتبرون في خطر عالٍ من خلال ممارستهم واتباعهم نمط حياة غير صحي البتة.

وقال الفريق، إن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لتأكيد النتائج ، مضيفاً أن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار كيف تتغير أنماط الحياة مع مرور الوقت أو تثبت وجود صلة سببية بينها وبين الإصابة بالخرف.

ويأتي ذلك بعد أن قالت منظمة الصحة العالمية في مايو إنه يجب على الناس ممارسة التمارين الرياضية بشكل أكبر وتناول نظام غذائي صحي وتقليص الكحول لتقليل خطر الإصابة بالخرف.

وقد وجدت مراجعة ضخمة للأدلة الموجودة أن العمر كان أقوى عامل خطر للإصابة بالخرف، ولكنه ليس نتيجة حتمية للشيخوخة.

و قال التقرير، إنه على الرغم من أنه لا يمكن علاجه ، إلا أن الأشخاص الذين يهتمون بأنفسهم قد يكون لديهم احتمالات أقل في الاصابة بالخرف، وهو أمر لا مفر منه مع التقدم في السن.

وعلى الرغم من أن جودة الأدلة التي تدعم العديد من توصيات منظمة الصحة العالمية كانت منخفضة، فقد أوصى معظمها بتحسين الصحة العامة.

ما هو الخرف؟

يعتبر الخرف مصطلحاً عاماً يستخدم لوصف مجموعة من الاضطرابات العصبية الدماغية المتقدمة التي تؤثر على الدماغ.

وهناك العديد من الأنواع المختلفة من الخرف،  الأكثر شيوعاً هو الزهايمر، وبعض الناس قد يكون لديهم مزيج من أنواع الخرف.

وبغض النظر عن أي نوع يتم تشخيصه، سيختبر كل شخص الخرف بطريقته الفريدة حينما يصل إلى عمر معين .

ويعد الخرف من الشواغل العالمية، ولكنه يظهر في أغلب الأحيان في الدول الأكثر ثراءً، حيث من المحتمل أن يعيش الناس إلى سن الشيخوخة.

كم من الناس يتأثرون بالخرف ؟

وتشير تقارير جمعية الزهايمر إلى وجود أكثر من 850،000 شخص يعانون من الخرف في المملكة المتحدة اليوم، منهم أكثر من 500،000 مصاب بمرض الزهايمر.

وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص المصابين بالخرف في المملكة المتحدة بحلول عام 2025م سيرتفع إلى أكثر من مليون شخص.

وفي الولايات المتحدة، يقدر عدد المصابين بمرض الزهايمر بـ 5.5 مليون شخص، و من المتوقع ارتفاع نسبة مماثلة في السنوات المقبلة .

كلما زاد عمر الشخص ، تزداد خطورة الإصابة به، حيث معدلات التشخيص آخذة في التحسن، ولكن يعتقد أن الكثير من المصابين بالخرف لا يزالون غير مشخصين.

هل هناك علاج؟

حاليا لا يوجد علاج للخرف، والعقاقير الجديدة يمكن أن تبطئ تقدمه، وكلما تم اكتشافه في وقت مبكر، كان العلاج أكثر فعالية.