بعد الهجمات الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، ضد مقرات وقوافل لقوات الحشد الشعبي في العراق، ظل السؤال الشاغل: كيف قصفت إسرائيل العراق؟.
ثلاث سيناريوهات، تحاول الإجابة عن هذا السؤال، وضمنه نوعية الطائرات والمسارات المحتملة.
السيناريو الأوّل: من فوق السعوديّة
الشهر الماضي، هدّد رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، أثناء استقبال طائرتي "إف 35" القادمة من الولايات المتحدة، بشنّ هجوم جوّي على إيران، وقال: "إيران تهدد مؤخرا بتدمير إسرائيل، يجب أن تتذكر إيران أن هذه الطائرات تستطيع أن تصل إلى كل مكان في الشرق الأوسط، وأيضا إلى إيران وبكل تأكيد إلى سورية، أيضاً".
هذا التصريح وفق قول مراقبين: "ترك انطباعاً أنّ الغارات الإسرائيليّة في العراق تنفّذ بواسطة طائرات "إف 35"، عزّزها تصريح لرئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) سابقاً، ورئيس المعهد لدراسات الأمن القومي، عاموس يدلين، قال فيه إنه: "من المنطقي استخدام طائرات شبح" مثل "إف 35"، "لأنّ الأميركيين لا يحبون أن تهاجم إسرائيل العراق، لأن ذلك يخلق لها مشاكل مع الحكومة العراقية".
محلّل الشؤون الاستخباراتيّة في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، رجح أن تكون هذه الطائرات حلّقت فوق السعوديّة، وسلكت المجال الجوي السعودي.
وقال ميلمان: " نجح طيّارو سلاح الجو في التحليق فوق السعوديّة لتنفيذ مهمّة قصف المفاعل النووي العراقي قبل 38 عامًا، فليس هناك ما يمنع فعل ذلك الآن، لأنه حسب التقارير الكثيرة في وسائل إعلام أجنبيّة هناك علاقات وطيدة جدًا بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتيّة الإسرائيليّة والأسرى الحاكمة في السعوديّة".
السيناريو الثاني: من داخل العراق
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين: "إن إسرائيل شنّت هجمات في العراق باستخدام طائرات مسيرة".
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين أمرين: "أولهما الأزمة التي تبدو بين الحكومة الإسرائيليّة وبين وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) حول هذه الهجمات، وثانيهما أن المسيّرات الإسرائيلية انطلقت من داخل العراق".
هنا طبعاً، ترجح مصادر: أن إسرائيل استخدمت قواعد عسكريّة أميركية أو أجنبية في العراق.
السيناريو الثالث: من داخل سورية
موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قدر، نقلاً عن مسؤول في الاستخبارات العراقيّة، أنهم يعتقدون أن هجمات المسيرات الخمس الأخيرة انطلقت من قواعد تتبع لقوات سورية الديمقراطية في سوريا.
ونقل الموقع عن المسؤول العراقي: "أنّ الغارات نفّذتها إسرائيل، بدعم سعوديّ "وتفهّمات" من قوات سورية الديمقراطيّة، بسبب أن المسيرات الإسرائيلية لا تملك القدرة على الوصول إلى المجال الجوي العراق، مضيفاً : "أنّ خطّة قصف القواعد العسكرية "نبعت" عندما زار الوزير السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، القواعد العسكريّة لقوات سورية الديمقراطيّة شماليّ العراق، في حزيران/ يونيو الماضي".